أسعدني ما قرأته، أمس، في صدر صفحات جرائدنا ، عن عزم ومباركة الرئيس عودة قادة من "فتح" الى ديار غزة، خاصة وان ذلك يأتي بعد قرار الحكومة الاسرائيلية اعتبار غزة كياناً مُعادياً. منذ ان وقع الحسم العسكري في غزة، اواسط حزيران الماضي، ونحن نشهد حالة يصعب تفسيرها، وهي بقاء بعض القيادات الفلسطينية، الذين صادف وجودهم خارج غزة، في أماكنهم... دون محاولة العودة الى القطاع، كما شهدنا مغادرة البعض الآخر، القطاع الى رام الله والقاهرة وعمان.. وكأن غزة لم تعد موطنهم الى جانب ذلك آثر آخرون في منظمات العمل المدني والاهلي وبعض الافراد في قوى وفصائل فلسطينية مغادرة القطاع، بعد ان قاموا بتصفية موجوداتهم في القطاع، ومغادرته، على نحوٍ يذكرنا بهجرة 1948, ونكبة .1967 لم نعثر على جواب شافٍ لهذا السلوك، في وقت وجد فيه مواطنو غزة، في تلك الهجرة والمهاجرة، مؤشراً خطيراً للغاية، ووجد في هجرة المهاجرين نوع قاسٍ من التفكك والانهيار المعنوي واستمرار للفساد الذي عانوا منه طويلاً. اللافت للنظر في هذا الموضوع، هو ان القادة الذين غادروا القطاع، سبق لهم وان لعبوا دوراً ريادياً في المجتمع والسياسة وكان لهم من المشاركات ما يكفي للقول، ان مغادرة القطاع، يمكن ان تعني نفض اليدين منه . خاصة وان اكثرية من غادروا، قاموا بتصفية امورهم، والبدء بانشاء اوضاع جديدة، خارج القطاع. مما لا شك فيه، فان خطوة الحسم العسكري التي قامت بها حماس، خلفت اوضاعاً جديدة، وهي تمثل بدايات لمشروع متعدد الابعاد، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وخلافها.. وبأن ما نشأ منذ الحسم، بات يستدعي صراعاً معه. والصراع هنا يحتاج الى رموز وقوى ومناهج وجهود مضنية، ومن المفروغ منه القول، ان لهذا الصراع ضحايا، ودونها تكون قد حسمت الموضوع، وهذا ما نرفضه جميعاً. من الطبيعي ان نقول، ان على "فتح" يقع العبء الأكبر، ومن الطبيعي القول، ان صمود "فتح" في وجه الحسم العسكري وتجسيداته ترك شديد الأثر ايجابياً على صورة الوضع، وقد سبق لنا ان تابعنا مشاهد ميدانية، صمدت بها قيادت من "فتح" في القطاع. لا يمكن لأحد ان يبرر المغادرة، وعلى النحو الذي جرت به، على ان ثمة صعوبات قد نشأت في القطاع، او ان هنالك احتمالات مستقبلية لاقدام حماس على اعدام قادة سياسيين ونقابيين واصحاب قلم... ولم يحدث ذلك حتى الآن. ما يتحدث به المواطن العادي في القطاع، هو ادانة من غادروا بهلع ورعب، ومن ثم قاموا بقطع صلاتهم كلها، لصالح امتيازات تمت مكافأتهم بها، ودون وجه حق.. او انهم قاموا بالهرب بعد تحويل ارصدتهم الى الخارج، وتحويلها الى شقق ومصالح هنا او هناك. لا يمكن للمواطن العادي، ان يغفر لمن قام بمحاولة قيادته، وتعبئته، ورفع وتيرة خطابه ضد حماس، ان يغادر القطاع، بعدما تمكنت حماس من حسم الامور العسكرية لصالحها.. دون ان يحاول هؤلاء القادة خوض المعركة السياسية والثقافية التي تتطلب وجودهم في مواقعهم الطبيعية، خاصة ان معظمهم يشكلون جزءاً من النسيج الاجتماعي - الاقتصادي والسياسي في القطاع، وسبق لعائلاتهم ان قامت باحتضانهم وحمايتهم، أملاً منها بدورهم القادم. وهذا يتأتى تماماً مع روح المغادرة، غير المبررة. حسناً فعلت "فتح" وحسناً ما فعله قادة "فتح"، ويا حبذا ان ينسحب ذلك، على الجميع، وان يمثل مثالاً يحتذى به. ويا حبذا لو تعاطى الجميع من سلطة ومنظمات عمل اهلي، مع هذه المسألة، بموضوعية وطنية تكفل للمغادرين لعب دورهم المنوط بهم، استمراراً لما سبق ان بدأوه، وبذلوا الجهود من اجله!!!
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|