مفتاح
2025 . الخميس 22 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

نعتقد أنه من الأولى بنا أن نصدق رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت هذه المرة، فقد كشف عن وعي وقصد حقيقة الاجتماع الدولي المنوي انعقاده في الخريف القادم، لم يوفر اولمرت في حديثه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، اول من امس، اي غطاء لهذا الاجتماع الذي أصر أنه ليس مؤتمراً للسلام، كما يتردد ويشرح قائلاً: "هذا ليس مؤتمراً دولياً وإنما اجتماع دولي يهدف الى اعطاء الدعم الدولي لعملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية" ويأتي هذا الحديث بعدما اشار الى أن الأمر يتعلق بمباحثات قبل عقد هذا الاجتماع بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بغية التوصل الى "بيان مشترك" يكون أساساً لمفاوضات التسوية في المستقبل، كان اولمرت يتحدث بهذا "الجديد" بينما كان الرئيس ابو مازن في اجتماعه مع الرئيس الاميركي جورج بوش في نيويورك، معلناً بعد اللقاء عن تفاؤل بهذا "المؤتمر" وما يمكن أن ينتج عنه. اولمرت بررت شروحاته وتفسيراته، بأنه "يجب الانتظار للتأكد الى اي مدى يستطيع الفلسطينيون تحقيق التعهدات التي يلتزمون بها، وسيكون ذلك على المحك قبل أن نحتاج لصنع السلام"، وبقول آخر، فإن اولمرت يبرر خطواته الهادئة في سبيل التوصل الى بيان مشترك وليس "اعلان مبادئ" بالوضع الفلسطيني وتحديداً بعد الافتراق بين الضفة وغزة، وكأنه بذلك يشير الى ان مثل هذا الوضع يسمح لإسرائيل بالتنصل من التزاماتها تحت هذه الذريعة، وهو الوضع الذي أضعف وما يزال الموقف الفلسطيني.

لكن اولمرت لم ينس ان يتذكر، بعد طول غياب خارطة الطريق مشيراً الى انه ينبغي ان لا يكون هناك اي انحراف عنها، خاصة ازاء التسلسل الذي حددته، وللتذكير فإن هذا التسلسل يبدأ بإزالة كل اشكال العنف و"الإرهاب" وتصفية الفصائل المسلحة، كشرط ضروري ولا بد منه للانتقال للبنود التالية وحديثه عن الانتظار لمعرفة قدرة الجانب الفلسطيني على الالتزام بما يتم التوافق بشأنه ينطلق من هذا المفهوم "الشاروني" لخارطة الطريق، وكأنه بذلك الشرح والتفسير لا يقر من الناحية الفعلية باعتبار ابو مازن "شريكاً" وممثلاً شرعياً للفلسطينيين أينما كانوا، ولذلك فهو سيكتفي بالتوصل الى "بيان مشترك" وليس "اعلان مبادئ" كما يطلب ابو مازن، بحيث يتضمن هذا الاعلان توقيتاً زمنياً ملزماً يتحمل المجتمع الدولي ضمان تنفيذه، خاصة ان هذا الاعلان سينتهي بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة وغزة.

الحد الادنى الذي يطالب به ابو مازن، لا يتطابق مع الحد الاعلى الممكن الذي يستطيع اولمرت التقدم به، ما يعني ان اجتماع الخريف سيقف عند حدود تلبية احتياج حكومة اولمرت الى اعتراف عربي وتطبيع مباشر مع اسرائيل من هذا الاجتماع الذي سيناقش في جلساته وخلال يومين، كما اعلن البيان المشترك الذي توصلت له اجتماعات عباس - اولمرت، رغم ان وزيرة الخارجية الاميركية تصر على القول ان هدف اجتماع الخريف سيتناول القضايا الاساسية وقد عددتها قائلة: اللاجئون الفلسطينيون والقدس والحدود، اي ان الاجتماع سيكون جدياً وواقعياً حسب وصفها للاجتماع بعد لقائها أعضاء الرباعية الدولية والوزراء العرب.

وبين البيان المشترك واعلان المبادئ هوة سحيقة من الشروحات والتضمينات ليس فقط لجهة الجدول الزمني، بل بالصياغات، فالبيان المشترك قد يركن الى صياغات مطاطة وغامضة، كأن تضاف عبارة "بتوافق الطرفين" بعد كل بند، ما يحيلنا الى صياغات مشابهة في اتفاق اوسلو، او حل مناسب لمسألة اللاجئين الفلسطينيين يتم التوافق بشأنه، وكذلك بالنسبة الى كافة المسائل الجوهرية المطروحة، وبقول آخر، فإن البيان المشترك سيتناول القضايا التي تم بحثها بين عباس واولمرت، اي جدول اعمال اللقاءات من دون أن يتضمن حلولاً او اتفاقات.

ولم يتبين حتى الآن موقف الاطراف العربية المدعوة لهذا الاجتماع، بشكل نهائي وواضح، اذ بينما اشار وزير الخارجية السعودي ان بلاده لا تزال تدرس أمر مشاركتها، قال وزير الخارجية المصري انه يتوقع مشاركة "اغلبية" الدول العربية التي تمت دعوتها، في الوقت الذي لا يزال الموقف الاميركي من دعوة سورية للمشاركة في اجتماع الخريف غامضاً، بالنظر الى تصريحات متضاربة، وشروط وضعتها ادارة بوش تتعلق بموافقة الاطراف المدعوة على الالتزام بمساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين على التوصل الى حل سلمي، ما يفرض على سورية التراجع عن مواقف كانت قد تبنتها، الا اذا اوجدت صياغة جديدة لمواقفها.

ومن كل اللقاءات والتصريحات والاجتماعات التي تمت بين مختلف الاطراف، العربية والرباعية، وأميركا وأوروبا والجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لم يتذكر احد "المبادرة العربية" بل تم الحديث عن "لا ورقة" سورية تشير الى ضرورة ان يتم بحث كافة المسارات العربية مع اسرائيل؛ الجولان وجنوب لبنان وفلسطين، وبحيث تتم المشاورات خلال عام ينتهي بإيجاد حل لكل هذه الملفات.

ويمكن فهم اسباب التردد العربي، والحذر الذي تبديه بعض الدول العربية ازاء اجتماع الخريف، فهذه الاطراف لن تشارك في مثل هذا الاجتماع اذا كان يهدف فقط الى إقدام العرب على خطوات تطبيعية من دون ان تقدم اسرائيل على خطوات جدية وملموسة، وهو ما لم يظهر في الافق، في حين تعتقد بعض المصادر السورية، ان هناك ضغطاً عربياً متزايداً على الولايات المتحدة واسرائيل من اجل دعوتها لهذا الاجتماع لكي تبرر الدول العربية الاخرى مشاركتها وحضورها الى مثل هذا الاجتماع الخريفي الذي لن يتوصل إلا الى لا شيء، مع ضمان التطبيع مع اسرائيل!!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required