الاسرائيليون مستعدون لكل الاحتمالات، وهم يمتلكون مهارات استثنائية في قطع الطريق على الاتفاق، وفي إفراغ الاتفاق من مضمونه في حالة الاضطرار لابرام اتفاق، وفي المضي بفرض حل الفصل العنصري من طرف واحد وفي عزل الشعب الفلسطيني وتفكيك بنيته. الوضع الفلسطيني على غير ما يرام، فالجدل يتراوح بين الذين يحاولون البرهنة على حتمية فشل الاجتماع ولهؤلاء ما يسندهم من مسلسل العدوان وإقامة الوقائع الاسرائيلية، وبين الذين يتهمون القيادة الفلسطينية بالضلوع في التغطية على فشل الاحتلال الاميركي للعراق، وللتغطية على عدوان مبيت ضد ايران وسورية، وذلك من خلال مشاركتها في الاجتماع الدولي "المؤامرة" وبين الذين يأخذون بالموقف الاميركي كما هو وبدون نقاش او اعتراض. قلائل الذين يتعاطون مع الاجتماع الدولي كفرصة لطرح قضية الخلاص من الاحتلال الاسرائيلي على نطاق واسع وكمحاولة للافلات من التفرد الاسرائيلي. أن نذهب أو لا نذهب الى اجتماع تشرين الثاني ليس بالامر الحاسم، المهم كيف نخوض المعركة السياسية قبل واثناء وبعد الاجتماع؟ كيف يشارك أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني والقوى السياسية والنخب في هذه المعركة، بمثل ما يشارك الاسرائيليون على الضفة الاخرى وبأهداف مغايرة. دعونا نتفق على خوض المعركة على قاعدة التمسك بالاهداف والحقوق الوطنية المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية، وبالطبع لا احد يقبل أو يسمح أو يجرؤ على القبول بتجاوز تلك الاهداف والحقوق. وعندما نذهب الى الاجتماع الدولي ونحن متمسكون بتلك الحقوق ونسعى لتحقيقها يصبح لا اساس ولا صحة لاستخدام المشاركة الفلسطينية كغطاء لاهداف اميركية واسرائيلية، فإذا لم يحقق الاجتماع مطالبنا المشروعة، فإنه لن يؤمن التغطية للاجراءات والوقائع والاهداف الاسرائيلية غير المشروعة في نظر العالم. لماذا نذهب للاجتماع؟ حقا، لم تكن الاجابة الرسمية المقدمة مقنعة لنسبة كبيرة من النخب والمواطنين. صحيح ان المبادرة للاجتماع أطلقت من واشنطن وعلى خلفية المأزق الاميركي في العراق، وبهدف تحشيد دول عربية وإسلامية ضد ايران. لكن في نفس الوقت لا يمكن اغفال مواقف الرباعية الدولية ــ المجموعة الاوروبية والامم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة ــ المؤيدة والداعمة للاجتماع، وتعتبره فرصة لاحراز تقدم وإنشاء دولة فلسطينية لها مقومات البقاء، وتعتمد من اجل ذلك خطة متعددة للتنمية الاقتصادية والمؤسسية كما جاء في بيان اجتماعها الاخير. لا يوجد اوهام حول المواقف الاسرائيلية والاميركية، لكن إدارة بوش مضطرة او محتاجة لطرح القضية الفلسطينية الان ومحاولة استخدامها، لكننا نحن المختنقين بالاحتلال نريد استخدام الاجتماع من اجل طرح قضية الاحتلال، هم يريدون من الاجتماع شيئا ونحن نريد من الاجتماع شيئا آخر، والنتيجة تعتمد على كيفية خوضنا لهذه المعركة السياسية. لماذا لا نخوض في هذا المسعى وأي محاولة ومسعى آخر، اي منبر ومناسبة. نريد الذهاب لتحكيم 36 دولة مشاركة حول قضية أطول احتلال في العصر الحديث. ونقدم الحصاد المر لأربعين عاما من الاحتلال والتطهير العرقي، ونقول للمؤتمرين: إن بعضكم صمت على المصيبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وبعضكم شكل الغطاء وأمّن الحماية لدولة الاحتلال وهي تنتهك الشرعية والقانون الدولي. لماذا لا نطالب بالتوقف عن استخدام معايير مزدوجة مع الشرعية الدولية. والاهم سنقول ان التفاوض الثنائي الفلسطيني الاسرائيلي أخفق ايما اخفاق ولا يعول عليه في الوصول الى الحل السياسي المستند للشرعية الدولية، هذا ما توصلت اليه "لجنة ميتشل" الدولية لتقصي الحقائق. إذا اردتم إعادة الكرةّ مرة ثانية وثالثة فإن ذلك لا يجدي ويشكل غطاء وتصديقا للتلاعب الاسرائيلي بالامم المتحدة وميثاقها وقوانينها، لهذا فإننا نريد من اجتماعكم الموقر: تحديد مدى زمني للتفاوض الثنائي بما لا يتجاوز عاما واحدا، وفي حالة الاخفاق فلا مناص من تدخل المجتمع الدولي كما حدث ويحدث في أكثر من مكان، تدخل من اجل تطبيق قرارات مجلس الامن. نريد أن نغلق ملف الاحتلال المفتوح غير المحدد بنهاية زمنية، وليكن عام 2008 عام انهاء الاحتلال وخاتمة احزانه. نريد من الاجتماع الدولي: اعتبار كل إجراء إسرائيلي، كل تغيير، كل الاستيطان والمصادرة ونقل السكان داخل الاراضي المحتلة عام 1967 هو غير شرعي ولا يمكن التسليم به كأمر واقع بمرور الزمن كما يقول القانون الدولي. هذه هي المبادئ التي نود اعتمادها في الاجتماع الدولي، ولا نريد التوافق على اتفاق مبادئ له اكثر من قراءة ويعتمد على ميزان القوى. ولهذا السبب نريد ان نقدم ورقة فلسطينية، ولتقدم الحكومة الاسرائيلية ورقتها، ولنحتكم لمواقف 36 دولة مشاركة. ان رفض المشاركة في المؤتمر والحديث عن عدم جدواه يعني عدم دخول المعركة، ويعني اعتماد سياسة الممانعة، التي تصادق عمليا على سياسة الاحتلال المفتوح الاسرائيلية، بانتظار الحتمية التاريخية والبحث بالتنجيم عن نهاية اسرائيل، وما ستفعله الاجيال. mohanned_t@ yahoo.com - الأيام 2/10/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|