مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في إطار الحديث عن حينا ، و رجالات و نساء حينا ....تتبعثر الأفكار و الكلمات .... تتباعد و تتفرق في الأجواء الجمل .... لتعود و تحيك نسيجها ،حكايات، في جلسة ما على قهوة ما ....أو قعدة حميمية في بيت دافىء ....أو حتى في" لمة" على رصيف و صراخ عيال في الشارع.

طافت الكلمات و الجمل و طافت حتى استقرت حول مجموعة من نساء حينا .. في بيت إحداهن .. أواخر أيام رمضان..... فاليوم عزيمة الجارات في العمارة عند "أم رامي" لتناول "القطايف" و القهوة "المزبوطة" بعد الإفطار. توافدت الجارات تباعا .. وتتابع الترحاب و السلام .. و كثرت المجاملات .. "و الله رمضان مبين عليكي، ليش ها الأد نحفانة ".. فترد و عيناها تبرق فرحا "عنجد ... الله يسعدك .... بس هيك أحلى ،صح؟؟ .... وتتوجه كل منهن بالسؤال عن الحال و الصحة و يتبعها مباشرة الحديث عن،طبخة اليوم ، فربابة ربة البيت أعدت "سدرا من الأوزي" و الاخرى لم تطبخ فقد تبقى في ثلاجتها الكثير من الطعام " كنت عازمة بنت حماي .... الله و كيلكم هلكت" .. فيبدأ الحديث عن عزايم رمضان و كم كلفتهم و التعب الذي ينتج عنها و أكثر ما يقلق جميع الجارات و أقلقهن في فترتها "الجلي" حتى أن إحداهن طلبت من زوجها أن يجلب لها "جلاية "علشان رمضان الجاي ... الله يهدي البال" .

فتدور عجلة الحوار حول "الجلاية" مناقبها و صفاتها ...حسناتها و سيئاتها .. تقاطع الحوار "أريج" ابنة أم رامي جالبة صحن الفواكه .. فتقوم بتوزيعها على "الخالات" مرددة "ولا غلبة ولا اشي ...غلبتك راحة خالتو"....

و مع قدوم الفواكه بدا الحديث عن "العيد" فالعيد السعيد قادم يوم الجمعة أو يوم السبت .. و ما يشغل بال نسائنا الفاضلات "كعك العيد و المعمول " ، بالإضافة إلى ملابس العيد و خاصة ملابس الصغار . . "هلكت و انا الف في السوء ، بس شو الأسعار موووووت و الاواعي بتئرف و ما بتستاهل الواحد يدفع فيها اشي "..... فترد آم رامي "المعجوءة "نوعا ما "و الله معك حق ... بس شو بدنا نسوي..حرام مشان ها الصغار" و تدخل "أم عبد الله" نطاق الحوار "انا بديش اشتري هاد العيد للولاد ....في عندهم اواع كتير اجونا هدايا و ملبسوهاش" ..... و فجاة طرق الباب ,,, و اذ هي "هدى " .... وقفت أم رامي لترحب بها و تسألها عن سبب تأخرها وفتجيب " و الله جوزي أخرني ... اليوم ما طلع ع صلاة التراويح و بتعرفوا تا اعدت معاه شوي و عملتله فنجان أهوة...." و تدخل هدى في النقاش الذي يدور حول المعمول .... مع قدوم "حبات قطايف الجبنة السايحة مع القطر المشهي....ممممممم" و ينتهي النقاش بأن تقوم الجارات بمساعدة كل من هدى و جمانة بإعداد المعمول فهن موظفات و لم يسمح لهن الوقت بإعداده مبكرا...

أتى فنجان القهوة المزبوطة أخيرا و التي قامت بإعداده "أم رامي " بنفسها و ذلك فيه " قيمة للضيف و احترام ع هوى ما بسمع" .... فتسال إحداهن الأخريات إذا قام أزواجهن بإخراج فطرة العيد ، فزوجها لم يقم بعد بأداء هذه السنة المؤكدة بعد فهو من سكان الحي الجدد و لا يعرف لمن يدفعها .فقامت النساء بذكر أسماء بعض "العيل المستورة " في عمارتهم و في العمارات المجاورة .... "ما الكم علي يمين يا بنات الحلال انه في ناس بعرفهم ما معهم يشتروا رغيف خبز ...بس مستريين بحكوش لحدا " ...."و أنا اسمعتلكم انه في ناس اضوها ياكلو خبز و شاي ع الفتتور" .....و تعلق أخرى و يبدوا الأسف على ملامح وجهها "و احنا كاعدين هون بدنا نجيب و نشتري و نعمل معمول ...و مش عاجبنا " ...."شايفي وإلا شو نحكي عن اهل غزة ... اللي حزانا دايقينها ع المزبوط......الله يرحمنا برحمته " ... فتضيف أم رامي بهدف تغيير جو الجلسة "ما لكم قلبتوها جد يا جماعة .... الله يفتحها ع الجميع ..هو حرام الواحد ينبسطله شوي"... فتعود الجلسة لتاخذ مجراها الطبيعي و سلاستها....

وتتفرق أخيرا جاراتنا ...كما و ترحل الجمل و الكلمات ثانية لتعاود الحلول على قعدة أخرى و التي ممكن أن تكون "قعدة زلام" هذه المرة!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required