مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


أثار المهرجان الذي كان مقررا عقده في الثامن عشر من تشرين الأول في تل أبيب وأريحا بدعوة من إسرائيليين وفلسطينيين ودوليين أسئلة كبيرة لدى مختلف قطاعات وشرائح وفئات الشعب الفلسطيني، حول أهداف هذا المهرجان والجهات الداعية له، خصوصا وان الحدث كان معدا بشكل منظم ومدروس ودقيق، وعلى نطاق واسع، وتتوافر له إمكانيات مالية وإعلامية ضخمة لم تتوافر لنشاطات مشابهة من قبل.

وبعد الاطلاع على المواقف المعلنة لمؤسسة "صوت واحد" التي دعت لهذا المهرجان في مختلف وسائل الدعاية والإعلام التابعة لها رأت بعض المنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والمثقفين والفنانين والمبدعين الفلسطينيين أن البرنامج السياسي للمهرجان والشعار الرئيسي للحملة الكبيرة التي أطلقتها المؤسسة تحت شعار" مليون صوت من اجل إنهاء الصراع" لا تتوافر فيها الشروط الكافية لاعتباره مساهما في تثبيت الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتحقيق خطوة ايجابية ملموسة نحو التأثير على المجتمع الكوني عموما والإسرائيلي خصوصا من اجل تأييد الحقوق الوطنية والمعترف بها دوليا، والتضامن العملي الصادق مع الشعب الفلسطيني المكافح من اجل نيل هذه الحقوق. وقد عبر الطرف المقاطع للمهرجان عن رأيه المخالف بشكل ديمقراطي راق، وبحملة سلمية حضارية موازية، يوضح من خلالها رأيه في هذا المهرجان، وخصوصا من ناحية تنكر بنوده للحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية، واعتبار ذلك الغموض تضليلا مقصودا للرأي العام العالمي والعربي، وإيهاما له بان المنطلقات التي حددتها الوثيقة التي يجب التوقيع عليها من المشاركين في هذا المهرجان، وثيقة تعبر عن رأي أغلبية الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يفتقر للدقة والموضوعية. وقد نجح المقاطعون لهذا المؤتمر في التأثير على آراء بعض الفنانين الذين كانوا ينوون المشاركة في المهرجان، فانسحبوا بعد أن اكتشفوا عدم وضوح أهداف المهرجان لديهم من قبل، وعدم اتفاقهم مع أهداف المهرجان بعد اتضاح الأهداف. وكما أكد الفنانون المنسحبون من هذا المهرجان فان قرار انسحابهم جاء بملء إرادتهم وبقناعتهم التامة، وأنهم لم يتعرضوا إلى أي ضغوط من أي نوع، ومن أي جهة كانت، سواء من الجهات التي وقعت معها عقود المشاركة أو من الداعين إلى مقاطعة المهرجان. وحتى الآن لم يعلن أي مصدر فلسطيني، سواء كان هذا المصدر امنيا أو منظما للمهرجان أو من الفنانين المنسحبين أو من المقاطعين للمهرجان عموما أو من حملة المقاطعة الثقافية والأكاديمية تحديدا عن وجود أي تهديدات وجهت من طرف للطرف الآخر. أو عن القيام بالتأثير على الأطراف الأخرى بأسلوب آخر غير الأسلوب العقلاني المتزن، بل جرى التعامل من قبل المشاركين والمقاطعين للمهرجان بأسلوب حضاري سلمي وبعرض الرأي مقابل الرأي الآخر، والحجة مقابل الحجة المخالفة، في جدل ديمقراطي تجلى في البيانات الرسمية الصادرة عن الطرفين، بغض النظر عن المبادرات الشخصية أو الآراء الصحفية الخاصة التي لا تعبر بالضرورة عن آراء طرفي الجدال القائم.

ويبدو أن المنظمين لهذا المهرجان لم يكونوا يتوقعون تحركا مجتمعيا آخر مقابل التحرك الذي اختاروه، ويبدو أنهم توقعوا أن يكون رد الفعل المجتمعي محدود العدد والتأثير وخافت الصوت كما كانت ردود الفعل السابقة على النشاطات الأخرى. وكانوا يظنون أن الأغلبية الصامتة التي يتحدثون عنها في وسائلهم الدعائية والترويجية هي غالبية تصمت عن الإعلان عن تأييدها للجهة المنظمة للمهرجان.

ولكن من الواضح أن ضخامة الحدث المتوقع عكست نفسها على حجم التحرك الميداني للرأي الآخر الذي كان في هذه المرة مؤثرا وفعالا، وكان له صداه حتى ارتفعت أصوات كثيرة وانطلقت مبادرات أخرى عديدة من اجل التعبير عن رأيها وإسماع صوتها وإبراز صورة طالما غابت. وبرز في هذه الصورة نسبة كبيرة جدا من الصامتين لم يسمع احد رأيها من قبل. مما خلق واقعا صادما ومفاجئا أدى إلى تنصل الكثيرين من المشاركين في تنظيم هذا النشاط من علاقتهم به، والى عدم الدفاع عن برنامجه، والى انسحاب الكثيرين منه، وخصوصا الفنانين الفلسطينيين والعرب الذين لم تكن حقيقة أهداف هذا المهرجان واضحة بالنسبة لهم، كما ذكروا في رسائل انسحاباتهم.

إن السجال القائم حول مهرجان الثامن عشر من تشرين الأول يجب أن يبقى في دائرة لا تتجاوز الممارسة الديمقراطية والسلمية، وان يبذل الجميع كل ما في وسعهم لكي لا يتخطى هذا السجال حدوده، فيصل إلى حد الترهيب والتخويف وفبركة الاتهامات والاتهامات المضادة، وان لا يستقوي أي طرف بأي نفوذ أو سلطة، أو بقوة أخرى غير قوة الإقناع، وقوة الحقيقة، وقوة الانتماء إلى المشروع الوطني الفلسطيني والتمسك بثوابته المعروفة غير المجزأة وغير القابلة للتصرف أو التفريط. - مفتاح 22/10/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required