بعيداً عن تفاصيل الاتفاقات التي خرج بها وسطاء، بعضهم من عائلة دغمش التي ليس منسيّاً صراعها الدموي مع حماس، وبعيداً عن نفي عائلة حلس تسليم أسلحتها، كيف نفهم الصدامات المتكررة، والتي ما أن تهدأ حتى تثور، بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وقد استجدت الأسبوع الحالي وقضت فيها امرأة وأصيب كثيرون، فضلاً عن مخطوفين من الجانبين، وهذه مأثرة فصائلية مبتكرة. وفي غياب الوقوف على أسباب (مقنعة) لها، قال شهود إن السبب الحقيقي هو الاستقطاب الحاد بين الحركتين، واعتقال القوة التنفيذية سبعة من نشطاء الجهاد الإسلامي بسبب خلاف على إدارة مسجد. ويذكّر اتفاق توصل إليه خيّرون بين الجانبين، وقد نص على سحب المسلحين من الشوارع وإزالة كل السواتر الترابية، وأكد أن البندقية الفلسطينية تصوب في وجه المحتل “الإسرائيلي”، باتفاقات على هذه الشاكلة وصل إليها خيّرون أيضاً، في أثناء الصدامات بين حماس من جهة وفتح والقوى الأمنية السابقة من جهة ثانية، والتي آلت إلى نصر مؤزر للأولى في يونيو/ حزيران الماضي. لا يسوق سرد وقائع استجدت بعد ذلك النصر التعيس منذ أربعة شهور إلى غير القناعة بأن حماس في مأزق كبير ورطت نفسها به، وارتد عليها بشكل بالغ السلبية كحركة مقاومة وطنيّة، إسلامية السمت والوجهة، ذلك بأن فرض سيطرتها بالشكل الذي تشتهيه في قطاع غزّة يبدو ضرباً من المستحيل، ليس لأن أهل القطاع والقوى والتشكيلات الفصائلية والأهلية فيه ينزعون إلى التمرد، بل لأن إمكانات حماس في تيسير حدود دنيا لتوفير الاستقرار الأمني والمعشي غير قائمة، على الصعيد السياسي أولاً، وعلى صعد وسائل التدبير العام. ولذلك لا غلوّ في وصف انتصار حماس في منتصف يونيو الماضي بأنه فارغ، حيث ما انفكت الخسائر السياسية تتوالى بعده، بعد أن كانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية تراكم مقادير من نجاحات، معقولة في ظل الموازين الصعبة، وها هي حكومته الراهنة لا تحوز على غير اعترافها بنفسها، ما يعدّ أمراً كاريكاتورياً ومحزناً. وهي حكومة لا تستطيع ضمان توفير الماء والكهرباء والمحروقات، وهذه من شروط الحياة الطبيعية على ما ينبغي أن يتذكّر خالد مشعل وغيره من أركان الحركة، ولم تتحرر فلسطين بعد، حتى يستغني أهل قطاع غزة عن كل أشكال الاتصالات السياسية وشهامة المجتمع الدولي في الضغط على “إسرائيل”، فلا تمتنع هذه عن مدّ جرعات الحياة الطبيعية لقطاع غزة، في الوقت الذي لا تتوقف عن الغارات وجرائم القتل والاغتيال في القطاع نفسه. لم تعمد القوة العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية في أثناء خطتها “الاضطرارية” إياها، إلى الاكتفاء بدهم مقرّات الأجهزة الأمنية فقط ومواجهة من فيها بالسلاح والنيران، ولو فعلت ذلك وتواصلت مع قيادات شريفة في فتح وفصائل أخرى، من دون الاعتداء على مقرّات السلطة والرئاسة، لكان يمكن بلع المسألة وعدّها من باب طفح الكيل من زعرنة وفساد وبلطجة وفيرة كانت عليها بعض الأجهزة الأمنية وقياداتها، لكن ما تبدّى بفعل الوقائع أن ثمة تخطيطاً كان لخطف السلطة والانفراد بها وبقطاع غزة، وهو ما كان خطأ استراتيجياً فادحاً ارتكبته حماس، كما وصف الناطق باسم الحكومة المقالة غازي حمد ذلك الحسم العسكري، في رسالة منسوبة إليه أرسلها إلى قيادة الحركة، وجاء فيها أنه كان في مقدور حماس أن تعالج الأزمة بجرعة محدودة، بدلاً من ترك الأمور تتدحرج بلا كوابح ولا حسابات ولا استشراف لما ستؤول إليه الأمور. صدق غازي حمد، بدلالة ما تراكمه حماس في قطاع غزة من أسباب الفشل، ومن أسباب استحالة تحقيق أي نجاح. الخليج - 25/10/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|