مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


أن تكون منظمة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة" من شروط العضوية/ميثاق الشبكة العربية

يتواصل الحوار حول الخطاب النسوي ويمتدّ. هل هناك ضرورة لذلك؟ أعتقد أن الضرورة تقتضي المزيد من النقاش المعمَّق، خاصة ونحن نشهد تراجعاً في وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار في بعض الدول العربية، مثل الكويت وعُمان؛ الأمر الذي يستدعي وقفة تحليلية، أمام أسباب التراجع، بعيداً عن الشعارات والتمنيات. وصلتني مؤخراً رسالة من الأستاذة نادية شمروخ، المنسّقة العامة للشبكة النسوية العربية، تشارك من خلالها في النقاش الحيوي حول الخطاب النسوي العربي، الذي تواصل عبر "مساحة للحوار"، مبيِّنة مواطن تميّز الشبكة النسوية العربية، وشروط عضويتها وآليات عملها، دون أن تغفل ذكر بعض المخاوف والمخاطر، التي تهدد عمل الشبكة.

"العزيزة الدكتورة فيحاء، أشكرك بداية على فتح باب الحوار، حول التشبيك العربي والخطاب النسوي العربي.

تابعت باهتمام كل ما كتب عن الشبكة العربية، وردود الفعل عليه، ولأنني لست من المتحمّسات للمخاطبة عبر الإعلام؛ تأخرت في التعليق حول مختلف الآراء التي طرحت، وبحكم أنني منسّقة الشبكة النسوية العربية، التي دار الحوار حولها، أو بسببها؛ وجدت لزاماً عليّ أن أشارك في هذا الحوار الجاد.

أشارك لا لأرد على الآراء التي طرحت من مختلف المشاركين، فأنا أشارك المتداخلين في الحوار، العديد من الملاحظات والمخاوف، التي تجعلهم فاقدي الثقة في إمكانية تشكّل جسم تنظيمي جاد ومستقل سياسي أو نسوي، فالواقع المرير والتجارب التي مررنا بها جميعاً تؤكد هذه المخاوف، ولا أخفيكم أن هذا القلق يساورني، منذ أن كانت الشبكة فكرة في رؤوس من بادرن إلى تشكليها؛ بل وأخذ التحضير للشبكة سنوات من أجل إطلاقها، وأود أن أبوح هنا بالمخاوف التي اعترتنا، عندما فكرنا في إنشاء هذه الشبكة، هذه المخاوف التي تعكس واقع العمل النسوي العربي. لقد كنا قلقين من أن طبيعة الخطاب الذي استخدمته الشبكة النسوية سوف ينفِّر العديد من الجمعيات النسوية من الانضمام إليها، ولن يجد صدى عند الهيئات النسوية للأسباب التي وردت في أذهان العديدين، من الذين شاركوا في الحوار في "مساحة للحوار"، بل وتوقّعنا أن لا ترغب المنظمات في الانضمام إلى الشبكة؛ لأن الشبكة قدمت قراءة صريحة وموضوعية للواقع النسوي العربي، بكل ما يعانيه من إشكاليات واضحة. إلاّ أن بادرة الأمل الأولى، كانت أن العديد من المنظمات بادرت إلى طلب العضوية، وبعضها الآخر تحفّظ على أن الشبكة استخدمت في خطابها ورسالتها موقفاً سياسياً واضحاً، فيما يخص مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا كان الأمر الثاني الذي ميَّز الشبكة، ويعتبر خطاً أحمر عند بعض المموّلين، وكذلك بعض المنظّمات العربية المرتبطة بها، ويدور نقاش مع العديد من المنظمات الآن، حول الدور الحيوي الذي يجب أن تلعبه المنظمات النسوية في المقاومة السلمية.

نحن في الشبكة النسوية، نعي المشكلات التي تعاني منها الحركة النسائية العربية خصوصاً، ومنظّمات المجتمع المدني عموماً، وهذا هو الدافع الرئيس وراء تشكيل شبكة نسوية عربية، ونقول إنها عروبية في هويتها وتوجّهاتها، فنحن نعلم أن هذه الشبكة ليست الأولى ولن تكون الاخيرة؛ لكننا نعتقد أنها الأولى في وضوح الرؤيا، فيما يخص بناء خطاب نسوي عربي، والأولى في قراءتها الموضوعية لواقع النساء العربيات والحركة النسوية العربية والمنظمات الأهلية، فهي ترى أن الواقع مرّ؛ بل وأكثر من ذلك، فهي ترى أن المجتمع المدني الحقيقي في الوطن العربي في مأزق، وتشكّك في انه قد تشكّل أصلاً.

نحن ما زلنا نتحدث عن أمنيات، فنحن ما زلنا في البداية، ونطمح أن تشكل هذه الانطلاقة للشبكة صوتاً جديداً ومتميّزاً وسط العمل الأهلي العربي، من حيث الهوية والطبيعة البنيوية، هذا ما نتمناه ونسعى إليه. أعلم أن المهم هو التطبيق العملي، والترجمة الحقيقية لأهداف الشبكة ورؤيتها، وهذا مرهون بعدة عوامل:

1- حيث أن "الأجسام غير الديمقراطية لا يمكن أن تنتج شبكات أو تنسيقاً ديمقراطياً"؛ فقد وضعت الشبكة في نظامها الأساسي شروطاً لعضويتها، أولها: أن يتمّ تداول السلطة داخل المنظمة، ثانيها أن تكون للمنظمة هيئة عامة تقرّ تقريرها الإداري والمالي، وهنا حرصنا أن نبتعد عن ضم عضوية المنظمات التي تدار من قبل فرد أو مجموعة افراد. وعليه فعلينا التدقيق في عضوية الشبكة، وهذا ما نحاول فعله.

2- الشبكة لا ولن تدّعي تمثيل النساء العربيات في قطر أو أكثر؛ بل تسعى لتشكيل تيار نسوي عروبي، منفتح على التيارات الأخرى، مستعد للحوار الجاد قابل لتقبل النقد والتعاطي مع الملاحظات المختلفة.

3- حدّد النظام الأساسي للشبكة آليات تحميها من الهيمنة والمحسوبية والفساد الإداري والمالي، حيث إنها عوامل تقويض العمل الأهلي العربي الحقيقي، وسر انحرافه عن الأهداف المرسومة له. وحرصاً على أن لا تتحول إلى مجال للمنفعة الشخصية أو تحقيق المكاسب الفردية؛ وضعت في نظامها الأساسي أن تتمثّل إدارتها بأسماء منظّمات لا أفراد، بالإضافة إلى تطوع كافة المنسقات لإدارة الشبكة، وألا تدفع لهن أجور إطلاقاً، علاوة على أن المنسقة العامة تدير الشبكة لدورة واحدة فقط، وتتحول الإدارة إلى منظمة اخرى.

4- حدّدت الشبكة شركاءها المحليين والإقليميين والعالميين بوضوح، فهي ليست صدى لتيار أو حزب أو حكومة ما، وحدّدت بوضوح مصادر تمويلها وآلياته، وترفض أي تدخل في سياساتها وبرامجها وأنشطتها من أية جهة كانت".

نادية شمروخ/ المنسقة العامة للشبكة النسوية العربية/ الأردن

*****

وضعت الشبكة النسوية العربية على عاتقها مهمة جسيمة وتحدّيا كبيراً؛ حين أعلنت أن المجتمع المدني الحقيقي في الوطن العربي في مأزق، هادفة إلى تشكيل قوّة مؤثرة، تساهم في بناء مجتمع مدني فاعل. هل تستطيع؟

*****

العزيزة نادية،

ليس سهلاً أن نتحدّث عبر الإعلام، وأن نفتح الحوار على مصراعيه، حول قضايا شائكة وجادة، ولكن: أليس الإعلام جزءاً حيوياً من منظمات المجتمع المدني، الذي تتحدث الشبكة عن ضرورة المساهمة في بنائه وتفعيله؟ آمل ان تكون مساهمتك ومساهمة العديدين، خطوة فاعلة في هذا الاتجاه.

faihaab@gmail.com - مفتاح 6/11/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required