مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


"علينا ألا نركز بعد الآن على النساء والسلام، بل على الرجال والحرب"

فيليستي هيل/نائب رئيس الاتحاد النسائي العالمي للنساء والحرية

تأتي الذكرى السابعة لصدور القرار 1325، التي احتفل بها مجلس الأمن في نيويورك؛ لتواجه نساء العالم بسؤال رئيس: ما جدوى الاحتفال بذكرى إصدار القرار، في الواحد والثلاثين من تشرين الأول 2000؟

ما جدوى الاحتفال بالقرار الذي اعترف لأول مرة بالوضع المأساوي الذي تعيشه النساء في مناطق الصراع؛ إذا لم يسع إلى تخفيف الويلات التي تعانيها النساء، من خلال حمايتهن في مناطق الحروب والصراعات؟ وما قيمة الاعتراف بالدور المميّز للنساء، في منع الصراعات وحلِّها، وفي بناء السلام؛ إذا لم يلزم الدول الأعضاء بتنفيذ القرار؟ وكيف يمكن أن "يؤكِّد الحاجة إلى التطبيق الكامل للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، اللذين يحميان حقوق المرأة والفتاة أثناء الصراعات وبعدها"، ونحن نشهد انتهاكات متلاحقة لحقوق المرأة والفتاة، في مناطق الصراعات؟

استبشرت نساء العالم خيراً بصدور القرار 1325، الذي يسلِّم بضرورة حماية النساء في مناطق الصراع، من خلال توفير ترتيبات مؤسسية فعّالة، "ويحثّ الدول الأعضاء على ضمان تمثيل المرأة، في جميع مستويات صنع القرار، في المؤسسات والآليات الوطنية والإقليمية والدولية، لمنع الصراعات وإدارتها وحلِّها... ويشجِّع الأمين العام على تنفيذ خطة عمله الاستراتيجية (A/49/578) الداعية إلى زيادة مشاركة المرأة في جميع مستويات صنع القرار، في عمليات حلّ الصراع وإحلال السلام".

وتدعونا المناسبة إلى البحث عما يفيد في هذا الاحتفال السنوي بصدور القرار: هل هي متابعة حثيثة لتنفيذ هذا القرار المهم؟ أم هي كيل المديح لإنجازات النساء، دون أن تتقدم قيد أنملة، متابعة قضاياهن الحيوية، وخاصة في مناطق الصراع؟ ما الذي تفيده نساء العالم من الخطب المنمَّقة، والكلمات الجميلة، والاحتفالات الرسمية؟ هل هي قمة أخرى للمنافقين، كما وصفتها إحدى المناضلات النسويات؟

هل نضم صوتنا إلى صوت المناضلة النسوية فيليستي هيل، نائب رئيس الاتحاد النسائي العالمي للنساء والحرية، التي تحدَّثت عن فكرة جيدة، أثناء زيارتها لبرلين: "علينا ألاّ نركِّز بعد الآن على النساء والسلام؛ بل على الرجال والحرب. يجب أن نعدّ قراراً آخر حول الرجال والسلام والأمن. والذكرى العاشرة، عام 2010، قد تكون مناسبة لذلك".

*****

أعلن مجلس الأمن النسائي الألماني، في الذكرى السابعة لقرار الأمم المتحدة المشار إليه؛ تحت عنوان، أن الوقت قد حان لتطبيق 1325:

"يود مجلس الأمن النسائي الألماني أن يذكّر بأنه ما يزال هناك نقص كبير في تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1325، الذي يطالب بالمساواة التامّة للنساء في المشاركة في كلّ مستويات العملية السلمية، والذي تم التصويت عليه بالإجماع في 31/10/2000، من قبل مجلس الأمن الدولي. وفي هذه السنة السابعة من الخداع، فعلت الحكومة أقلّ مما فعلته في السنوات السابقة لصالح تنفيذ القرار، كما يرى مجلس الأمن النسائي. كما يرى المجلس الأمر ذاته في السنة المقبلة، وهو يلاحظ الأفعال الملحة وردود الأفعال. أحد هذه الأسباب هو تصريح مدير "وكالة الدفاع الأوروبية"، التي يستحسن أن تسمى "وكالة الموت الأوروبية"، الذي نشر في الصحف الألمانية في 24 تشرين الأول، والذي يقول إن عام 2008 سيكون "عام التسلّح". أما ألكسندر فايس، المدير الإداري السابق لوزارة الدفاع الألمانية، فيخطّط لتحقيق مشروعين كبيرين للتسلح، بإطلاق نوع جديد من المروحيات الحربية، وإطلاق أقمار صناعية، وهي خطة تفتقر إلى الشرعية الديمقراطية أو القيادية. ويطالب مجلس الأمن النسائي بأن تحوّل الميزانية التي رصدت لهذه المشاريع نحو مشاريع لمنع الصراع، ولضمان الحقوق المتساوية للرجال والنساء من أجل تطبيق القرار الدولي 1325، وعلى المستوى الأوروبي أيضا. ومن واجب الناشطين والسياسيين الأوروبيين، من مختلف التوجهات السياسية، أن يعملوا على دعم القرار.

*****

ضمن احتجاج نسوي مميَّز؛ قدَّم مجلس الأمن الألماني هدية صغيرة، إلى من لم ينفِّذوا القرار 1325: إيماءة وثلاث واثنتان وخمس بالمنديل - وهي تعني: لا تنسوا شيئا هاماً!

*****

أتساءل عن ماهية الهدية، التي يمكن أن تقدمها نساء العالم في مناطق الصراع، إلى من لم ينفِّذوا القرار. ما هي هدية النساء اللواتي تعانين قهر الاحتلال والاستعمار، دون أن تحظين بأية حماية أو رعاية؟ ما هي هدية النساء اللواتي تطالبن بحقّهن في الحياة في العراق وفلسطين، من خلال حقِّهن في صنع القرار، المتعلِّق بمنع الصراعات وحلِّها؟

أين احترام اتفاقية جنيف لعام 1949، وبروتوكولها الإضافي لعام 1977؟ واتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولها لعام 1967؟ واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1977 وبروتوكولها لعام 1999؟ إنها جميعها تدعو إلى احترام القانون الدولي، المنطبق على حقوق النساء وحمايتهن.

ألا تدعو المناسبة المنظمات النسوية العربية بشكل عام، والمنظمات النسوية الفلسطينية بشكل خاص، إلى اتخاذ موقف نقدي بشأن تنفيذ قرار 1325؟ ألا تدعوها إلى تشكيل أجسام نسوية ضاغطة في اتجاه الكفِّ عن الخداع، والنظر بجدِّية إلى متابعة تنفيذ القرار؟ خاصة وأن الكثير من المنظمات النسوية يستند إلى هذا القرار في عملها النسوي؟

ماذا عن عمل جاد لإعداد ملفِّ لشهادات نساء، مشفوعة بالقسم، في الذكرى الثامنة لصدور القرار، تعبِّر عن استجابة أمينة لبنود القرار، التي "تشدِّد على مسؤولية جميع الدول عن وضع نهاية للإفلات من العقاب"، توجَّه إلى الدول التي لم تنفِّذ القرار، تتمثَّل في "مقاضاة المسئولين عن الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب"؟! faihaab@gmail.com - مفتاح 12/11/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required