عرفات الذي صورته الدعاية السياسية الأمريكية لسنوات علي أنه العقبة أمام تسوية سياسية غاب منذ ثلاث سنوات ومع ذلك لم نشهد أي يتقدم يذكر لا علي صعيد ترتيب سياسي يوضح التفاصيل الدقيقة لهذا الحل القائم علي مبدأ الدولتين، والذي تتغني به واشنطن باستمرار في عمومية مبهمة، ولا حتي علي صعيد تسهيل الحياة اليومية للفلسطينيين حيث لم تعد إسرائيل للسلطة الفلسطينية أيا من مدن الضفة الغربية التي أعيد احتلالها ولا هي حتي خففت من عدد الحواجز المنتشرة في كل مكان. وفي نفس الوقت لا تترك إسرائيل والولايات المتحدة مناسبة إلا وتشيدان فيها بخلفه محمود عباس وخصاله السياسية دون أن يقدما له في المقابل ما يتـيح لــه أن يدعمه في أوساط شــعبه ويدعم النهج الذي يبشر به باستمرار. عرفات هو اليوم أكثر ما يكون استحضارا ليس فقط لخصاله القيادية وقدرته علي أن يكون لعقود طويلة رمزا لكل قضية شعبه وعذاباته وإنما أيضا لأنه حدد، عمليا عن قصد وتصميم أم بدونهما ، المواصفات الدنيا لطبيعة الحل الذي يمكن أن يقبل به الفلسطينيون، حتي بات من غير المقبول قبول ما رفضه أو حتي رفض ما قبل به. هذا الاستحضار مطلوب الآن تحديدا لأن ما يهيأ له الآن في مؤتمر أنابوليس يبدو بعيدا عن هذه المواصفات التي ضبطتها في الغالب قرارات الشرعية الدولية التي مطلوب اليوم إعادة الاعتبار إليها لأن التمشي الحالي في إعداد هذا المؤتمر يشي بمسافة كبري بين المنوي التوصل إليه، ولو كخطوط عامة وليس خطة مفصلة، وبين قرارات الأمم المتحدة التي هي أساسا حلولا وسطا لا تتوفر فيها بالضرورة شروط الإنصاف التاريخي لكنها باتت في النهاية الأرضية المشتركة التي يفترض أن يقبل بها طرفا الصراع لا أن يتحول الجهد إلي البحث عن حلول وسط داخل هذه الحلول الوسـط. إن ما يجري طبخه الآن من خطوط عامة لتسوية نهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يبشر بخير خاصة في ظل هذا التهالك للإدارة الأمريكية علي تحقيق إنجاز باهر في نهاية عهدها عز التوصل إليه في ملفات أخري وماطلت هي في التقدم نحو تحقيقه في بداية هذا العهد. ومن هنا تكتسي تصريحات الرئيس محمود عباس المقتضبة عند افتتاحه ضريح الزعيم الراحل أهمية كبري حين قال إنه سائر علي خطي عرفات في وقت يظن بعضهم فيه الظنون ويصوره كأنه مستعد لتنازلات كبري لم يقدم عليها غيره، فلا أحد أجبره علي إعلان ما أعلنه في هذه المناسبة بل لعل العكس هو الذي كان مطلوبا أو علي الأقل التزام الصمت. قيادة أبو مازن اليوم أمام امتحان غير مسبوق والمطلوب عربيا الآن مؤازرته علي أرضية الثوابت التي حددتها مختلف القمم العربية والهيئات الفلسطينية والثوابت هنا ليست بمعني التكلس أو رفض المساومات التفاوضية ولكن التشبث بالحد الأدني الذي بالنزول دونه ندخل منطقة التفريط المحرمة، فلا تتركوا أبو مازن وحيدا بلا ظهر ولا تدفعوه حتي يصبح ظهره للحائط. وهنا تلعب دول مثل السعودية ومصر دورا رئيسيا في هذا الاتجاه أو ذاك. - مفتاح 14/11/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|