مفتاح
2025 . السبت 24 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


"بلاد على أهبة الفجرِ لن نختلفْ على حِصَّةِ الشُهداء منَ الأرضِ، ها هم سَواسِيَة يفرشون لنا العُشْبَ كيْ نَأتَلِفْ" محمود درويش

هل نستطيع أن نأتلف ونختلف؟ هل يمكن أن يشكِّل "منتدى فلسطين" منبراً للحوار الحر؟ يأتلف فيه الأعضاء ويختلفون، لا رغبة في الاختلاف، بل إرساء لمبدأ ديمقراطيّ يضمن حرية التعبير؟! أعلن المؤتلفون ضمن "منتدى فلسطين" أنّهم يعملون من خلال القواسم المشتركة بين مجموعة من المستقلين والمستقلات، ممن وجدوا أنفسهم خارج الاستقطاب الرئيس في الساحة الفلسطينية.

يأتلفون في اللحظة نفسها، التي يدافعون فيها عن الحقّ في الاختلاف، ويتبنّون ثقافة عقلانية موضوعية ذات حسّ نقدي. يأتي إعلان ولادة "منتدى فلسطين" ليضع التوجهات والأسس والأهداف، وليفتح الحوار على مصراعيه أمام أبناء الوطن، طامحاً أن يقرِّب بينهم، عبر الآليات الديموقراطية، بما يمكّنهم من العملِ معاً لتحريرِ "الإنسانِ والوطن" وبنائهما: تحرير الوطن وبناؤه، من خلال دحر الاحتلال، وبناء دولة الحريات ودولة المؤسسات ودولة القانون، وتحرير الإنسانِ وبناؤه، من خلال احترامِ قدراته واستنهاضها، والاستفادة من طاقاته الفكرية، وإتاحة الفرص له، كي يكون قادراً على الإنتاج والإبداع، ويتمكّن من مواجهة احتلال استيطانيّ توسّعي، يسعى إلى إدامة احتلال الأرض، وتدمير الإنسان. إنّ أهمّ ما يمكن أن يعطي للمنتدى قابلية الحياة والوجود الفاعل في الساحة الفلسطينية: الاستجابة لمستجدّات الأحداث، والقدرة على فهم المرحلة، ضمن إرساء فكرة التعدّدية السياسية والاجتماعية والثقافية، التي هي جوهر الديمقراطية.

إنّ الاستجابة لمتطلّبات العصر، تتطلّب فهم التغيرات العالمية المتسارعة؛ بل الانطلاق بشكل محدّد من قراءتها قراءة دقيقة؛ ما يمكّن من تحديد المهامّ بشكل متجدّد.

لقد خرجت الإنسانيّة المعاصرة من الفضاء المطلق المغلق إلى فضاء النّسبيّة، خرج العالم من نظريّة العالم الواحد إلى فكرة العوالم، ومن فكرة الثّقافة الواحدة إلى فكرة الثّقافات المتنوّعة.

طموح "منتدى فلسطين"، أن يرسي ثقافة النّقد؛ حيث الابتكار والتّجديد ورفض التّكلّس والرّؤية الواحدة، وتمجيد الثابت على جميع الأصعدة السياسية والعلمية والأدبية والفكرية. طموحه أن يخرج من فضاء الفكر المغلق إلى فضاء مفتوح، من تقديس الرأي الواحد والعقل الواحد، والحزب الواحد، إلى القبول بالرأي الآخر وتفهّمه، عبر الحوار ومبدأ المشاركة، ما يساهم في بلورة المسألة الديمقراطية.

*****

حين يُستلب الإنسان، ويُحرم من استخدام العقل، والتفكير الحر؛ تشتدّ الحاجة إلى ثقافة تنويرية، تستلهم الإيجابيّ من تراثنا العربي، وتقرأ بوعي إنجازات البشرية الفكرية، لتخرجنا من حالة الجمود والتكلس، وتستجيب لأسئلة العصر، وتحدّياته الفكرية. كيف يستعيد "المنتدى" روح الحياة الثقافية الفلسطينية وحيويّتها المسلوبة، ويشارك في الأسئلة الثقافية الكبرى على مستوى العالم؟

كيف يبني جسماً جديداً، يخاطِب عقول الناس؛ لا عصبيّاتهم القبلية، ويقف سدّاً منيعاً في وجه الاقتتال الداخليّ والفلتان الأمني، ضمن ترسيخ مبدأ الحوار الخلاق، الذي يستبدل استعراض القدرات البلاغية، بالمشاركة في رسم السياسات. ونتساءل: هل يستطيع المنتدى أن يضع الرؤية الفكرية والسياسات، خلال العام المقبل؟

هل يستطيع بلورةَ أهدافِه الاستراتيجيّة بشكل أدق، وهل سينجح في الانتصار لأهدافه عبر خطة عمل واقعية؟ هل يكرِّر أم يبدع؟ هل يستجيب لتحدّيات العصر والمرحلة واللحظة السياسية؟ بدأ "منتدى فلسطين" بطرح الأسئلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقدَّم بعض الإجابات التي ناقشها يوم الخميس، 15 تشرين الثاني، ضمن جلسات مؤتمره، مدركاً أن الإجابات الأعمق لن تتوفَّر إلاً بالمشاركة المجتمعيّة الفاعلة، تلك المشاركة التي يعتبرها هدفاً استراتيجياً.

*****

جاءت كلمةُ الأستاذ عبد المحسن القطّان، في مؤتمر الإعلان عن المنتدى، عبرَ الهاتف، لتكسر حواجز الاحتلال الإسرائيلي، وتصل بينه وبين الشعب الفلسطينيّ على أرضه. كما جاءت كلمات أبناء شعبنا من قطاع غزة، عبر الجلسات المشتركة بين قاعتي: قصر الثقافة في رام الله، ومركز رشاد الشوا في غزة، وعبر تبادل إدارة جلستي المؤتمر؛ لتمد حبل التواصل، وتعمِّق النقاش، وتنتصر لوحدة الوطن الجغرافية والسياسية.

*****

وعد "منتدى فلسطين" أن يحقق أهدافه، من خلال بلورة سياسات ورؤى، ضمن خطة عمل واقعية، داعياً للخروج من النفق المظلم، بمشاركة شعبية واسعة. هل يستطيع؟

سوف يُختبر "المنتدى" بناء على ما أنجز من مهام، خلال عام واحد. لنعمل معه على بلورة الرؤى والسياسات، كي نستجيب للتحديات الكبرى، ونساهم بشكل فاعل في تحرير الوطن وبناء الإنسان. - مفتاح 19/11/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required