Policy of Containment، وهذه السياسة لم تاخذ بالاعتبار الخطر العسكري السوفييتي كما كانت تصوره الصحافة الامريكية، وانما كانت صلته بالنظام الاقتصادي الشيوعي في الإتحاد السوفييتي انذاك. وحتي يقتنع الأمريكيون بهذه السياسة الخطرة، فقد قدم الرئيس الأمريكي ترومان خطبة في إحدى الجامعات الأمريكية أوضح فيها أن حرية الكلام وحرية العبادة إنما تتوقفان على حرية العمل الإقتصادي، فإذا كان للحريات الأمريكية في العبادة والكلام أن تبقى، فإن على النظم الإقتصادية الإستبدادية الأخرى في العالم أن تزول، ومن هنا أكد أن الحرية أهم من السلام. وقد عُرفت هذه الخطبة يومها (بمبدأ ترومان) والتي أعتبرت الأساس التي بنت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيتها لمقاومة المد الشيوعي ومن ثم مسح الإتحاد السوفيتي عن الخارطة. ومن خلال هذه النظرية (مبدأ ترومان) بدأ احتواء اكبر قوة برية على سطح الارض، وهي الاتحاد السوفيتي بواسطة سلسلة من الاحلاف، وقد حُكم الحصار عليه تدريجيا، إلى ان تم تنفيذ الخطة الأمريكية وتحقيق النظرية ومسح الإتحاد السوفيتي عن الخارطة.... وإذا أردت الحديث بالأرقام فأن أكبر قوة عسكرية في التاريخ لم تصمد امام أمريكا وحلفائها أكثر من 50 عاما. حماس ليست بقوة الإتحاد السوفيتي وهنا لانقارن، بل نذكر بالتاريخ، كما أن حماس ليست بحاجة إلى مبدأ ترومان جديد أو مبدأ ترومان 2، لأن حماس هي من إحتوت وحاصرت نفسها بنفسها ودخلت إلى المصيدة طوعاً وحاصرات معها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وللعلم فإن أنصار حركة فتح هم الأكثر تضررا من حصار حماس لأنهم يمثلون الأغلبية في قطاع غــزة حيث أنه من أصل مليون وأربعمائية وخمسون ألف عدد سكان قطاع غزة، شارك في مهرجان ذكرى إستشهاد ياسرعرفات أكثر من مليون فتحاوي ونصير لفتح. بمعنى أنك تملك البيت الكبير وهذا البيت به مصيدة للفئران، فدخل الفأر المصيدة وأغلقت المصيدة، وما عند هذا الفأر من قدرات أن يفعل، خطوة حماس لم تلقى أي ترحيب لامصري ولاسعودي ولا أردني وبطبيعة الحال إسرائيل غير مبالية تتفرج على الوضع، نتج عن ذلك حصار شديد حتى مصر الشقيقة لاتستطيع المساعدة رغم تهديدهات حماس بفتح المعابر والحدود بالقوة. إستمرار هذا الحصار أو الإحتواء كما بنظرية ترومان، كفيل بالقضاء على حركة حماس تدريجيا، وأمام حماس خياران وقبل فوات الأوان للخروج من هذه الأزمة، الأول الإعتذار والعودة إلى الشرعية أي العودة إلى حضن الشعب الفلسطيني وبهذا ستحافظ حماس على رصيد 20 عاما من الجهاد والمقاومة وسيغفر لها الشعب الفلسطيني الطيب خطيئتها بحقه والإعتذار ليس عيباً، أما الخيار الثاني فهو الإستمرار في حالة الإنقلاب حتى ينفجر الشعب ويخلص نفسه بنفسه، والبقاء في أحضان إيران وسوريا غير الأمنة. إن مواقف إيران وسوريا وأطماعهم في المنطقة معروفة، ومن السهل جدا التخلي عن الحليف مقابل التلويح فقط التلويح بفرج قريب وخير دليل على ذلك هرولة سوريا تجاه مؤتمر أنابوليس وزيارة الملك عبدالله المفاجئة لسوريا، والتي حملت في طياتها مؤشرات ضد حماس وتصب فى مؤتمر انابولس، حيث أن هذا التوجه السوري ليس بجديد وانما بدأ منذ ان وافقت سوريا على تحجيم خالد مشعل وموافقتها على طلب السلطة الفلسطينية بمنع عقد مؤتمر الفصائل على ارضها وهو ما احرج الفصائل أنذاك وإضطرت حماس إلى الدعوة لعقد مؤتمر بديل في غزة ولم يعقد حتى الأن. أما عن قطر، فإن لها دور وخط مرسوم وينفذ بدقة، وهي لاتؤثر في صنع القرار مهما كان ومهما يكن، وأتوقع أن تستضيف قيادات حماس مرة أخرى في حال تم طردهم أو مضايقتهم من قبل سوريا بعد التقارب السورى الاردنى والذى يحتمل ان يعمل على اعادة اللحمه بين سوريا والسعوديه ومصر ومنظمة التحرير الفلسطينية. ايضا إسرائيل لن تدخل في صراع مع حماس، وحماس ستعتمد على الهدنة من طرف واحد في صراعها مع إسرائيل وستستمر في مضايقة فصائل المقاومة ومنعها من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وهذا انطلاقاً من الافتراض بأن الاسرائيليين المتعطشين الى الهدوء الأمني الفوري سيقبلون بذلك حتى مع العلم بأنه من خلف الهدوء ستتسلل إيران الى جوارإسرائيل وستهدد الأردن أيضاً. أما الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي معظمه يؤيد حركة فتح فإنه سوف لن يسكت على قمع الحريات والغلاء الفاحش بينما سلطة الإنقلاب تجول وتصول من مكان إلى مكان في غزة وتفرض الضرائب الباهظة وتسرق الأدوية ووقود سيارات الإسعاف، وتعطي إسرائيل الذرائع لإغلاق المعابر ومنع الأدوية. قد تطول المسألة، وتحتاج إلى وقت، حيث لن يتدخل أحد لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وأنه ليس من مصلحة أحد أن يتوحد الشعب، لكن شعب غزة سيجبر الإنقلابيون ذات يوم على الإعلان عن تلاشيهم أو إندثارهم، أو حتى شبل من أشبال غزة هو من سيقف ويعلن عن ذلك بعد أن يكون مصيرهم الفناء، فالتاريخ مليئ بالمغامرين الذين ظهروا فجأ وغابوا كما ظهروا. - مفتاح 20/11/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|