لأنه كان يعلم أن في موته حياة له وللعراق العربي لم يستسلم لمصيره المحتوم ولم يضعف أو تهن عزيمته، ظل مثل السيف حاداً ، عراقي الجذور والانتماء والإيمان، عراقي النخوة والشهامة والرجولة والعظمة. بكبرياء الكبار الكبار وقف على منصة الإعدام، محاكماً لمجموعة من الصغار الصغار، الذين امتهنوا العمالة. فحاكمهم قبل أن يغتالوه، وعاقبهم قبل أن يعدموه، ولعنهم ولعناهم معه قبل أن يشنقوه. فعاش هو وماتوا هم، وعاش العراق وسقطت عنجهية أمريكا. وعاشت العروبة في بلاد الرافدين وسقطت الأقنعة الانفصالية. سنة مرت على استشهاد قائد العراق وباني عظمته وعزته فما الذي تغير ؟ العراق مازال تحت الاحتلال لكن ضريبة الاحتلال مكلفة ومرتفعة الثمن، فجنود المحتلين يتساقطون يومياً بضربات المقاومة. وعملاء الاحتلال يحاكمون يومياً برصاص المقاومة. ولا أمن ولا أمان للاحتلال وللعملاء وللمفسدين في أرض العراق. فالصوت العالي هو صوت المقاومة المستمرة حتى تحرير العراق من الاحتلال والعملاء والمندسين. و حتى إعادة بناء البلد الذي دمره الغزاة ونهبوا ثرواته بالتنسيق مع الخونة وتجار الدم والوطن. منذ احتلال بغداد وقبل رحيل واستشهاد الرئيس العراقي صدام حسين أصبح العراق تحت الاحتلال وصار المواطن العراقي بلا أمن ودون سلم وأمان. امتهنوا كرامته وأذلوه واعتدوا على شرفه وكرامته، فاغتصبوا الرجال والنساء والأطفال. وأقاموا السجون والمعتقلات العلنية والسرية. وما فضائح سجونهم وإرهابهم وعنصريتهم وعدوانيتهم وإجرامهم سوى خير دليل على ما فعلوه بالعراقيين في زمن الحرية الأمريكية البريطانية. جلبوا بدلاً من الحرية السجون الجماعية، وبدلاً من حماية الأماكن المقدسة دنسوها في أول أيام دخولهم العراق. وبدلاً من حماية آثار وممتلكات وتاريخ الشعب العراقي قاموا بنهبها وسرقتها وتصديرها إلى الخارج. فأصبحنا نشاهد صور الممتلكات العراقية في أسواق أوروبا وأمريكا وكيان الصهاينة. حتى أن صحيفة يديعوت احرانوت الصهيونية عرضت قبل أيام قليلة صوراً ليخت الرئيس العراقي صدام حسين، وهو معروض للبيع بملايين الدولارات. وقبل ذلك شاهدنا ممتلكات عراقية عديدة وهي تستباح وتسرق وتنهب وتباع وتهرب في داخل وخارج العراق. والذين سرقوا ونهبوا هم نفس الأشخاص والجماعات التي سرقت أقدم توراة في التاريخ، ليصبح بقدرة قادر في تل أبيب بعدما كان على مر التاريخ والعصور في متحف بغداد الوطني. ونفس الذين نهبوا وسرقوا وينهبون ويسرقون نفط وثروات العراق الطبيعية هم الذين نهبوا آثاره الوطنية التاريخية. رحل صدام حسين لكنه لم يمت لأنه باقٍ في مقاومة شعب العراق التي تدك الاحتلال وتوقع فيه الخسائر يومياً. إنها المقاومة العظيمة التي سيكشف المستقبل عظمتها وقوتها وكم ألحقت من الخسائر بالاحتلال الأمريكي. فالاحتلال يتكتم على خسائره الحقيقية، ولكن المستقبل كفيل بكشف فاتورة احتلال العراق، وفاتورة إعدام الرئيس الشرعي لشعب العراق. شعب العراق الموحد البعيد عن الأصوات الانفصالية والمذهبية الدخيلة عليه. - مفتاح 26/12/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|