وأضافت الصحيفة بأن هووفر الذي قاد الاف بي أي من عام 1924 لغاية 1972 اراد من ترومان تصريحا علنيا عن شرعية الاعتقالات الجماعية لحماية البلد من "الخيانة والتخريب والتجسس"! وبأن الشرطة الفيدرالية كانت تملك اسماء 12 الف انسان و97% منهم مواطنيين امريكيين. وتقول الوثيقة: "لاجل القيام بحملة فعالة لهذه الاعتقالات فعلى الرئيس اصدار قرار يتجاوز القضاء باوامر اعتقال اداري".. والمثير في الوثيقة التي افرج عنها مؤخرا احتوائها على تفاصيل تشبه تفاصيل اعتقالات المعارضين في دول الموز التي كانت تدور في فلك الامريكيين، إذ كان الاقتراح بأن يُعرض المعتقلون على محكمة صورية بدون دلائل او قرائن ولا يشارك في اجراءاتها خبراء قانونيين انما موظفيين تابعين للوكالة والرئاسة.. والاعتقال الاداري الذي يمنع الموقوف من التقدم بتظلم امام قاض و الذي يمارس اليوم في كل من الدولة الصهيونية ضد المعتقلين العرب وفي اميركا في قاعدتها المحتلة في غوانتانامو هو في حقيقته اختراع انكليزي عُمل به منذ القرن السابع الميلادي.. في 2006 اتخذ الكونغرس الاميركي قرارا باستمرار العمل بالاعتقال الاداري والوقائي ثم جاءت المحكمة العليا لتستثني المواطنيين الاميركيين وضرورة عرضهم على قاض.. إلى هنا يبدو الخبر عاديا جدا بالنسبة للبعض الذي يؤيد وبشكل أعمى الادعاءات الاميركية عن النزاهة والحرية وحرية التعبير والرأي.. لكنه وبكل تأكيد ليس بخبر عاد لمن يتابع الممارسات الاميركية بحق الشعوب كما في العراق والاراضي العربية المحتلة عن طريق الصهاينة، فكل عمليات الخطف الغير شرعية التي قامت بها "الخطوط الجوية للسي أي ايه" متنقلة بالمعتقلين لتعذيبهم وانتزاع اعترافات منهم دون معرفة العالم بهؤلاء واستمرار ادارة بوش في ممارسة سياسة التعذيب والترهيب في غوانتانامو وغيرها من المعتقلات السرية في عدد من الدول في العالم الثالث والاوربية تشير الى أن البداية مع المهاجرين اليابانيين ووضعهم في معتقلات جماعية ومن ثم الحملة الماكارثية ضد كل من يعترض على السياسات الامبريالية والاستعمارية لاميركا وصولا الى تفسير القانون الدولي وفق توجهات مصالح الادارات الاميركية المتعاقبة ومدللتهم الدولة الصهيوينة كلها تصب في عكس الطروحات الدعائية الاميركية عن تقديسها للحرية وحرية التعبير والاختيار.. قد يكون مفهوما لمن يدرك الطبيعة الامبريالية للسياسات الاميركية كل هذا الجهد المحموم لتكميم الافواه والتلاعب الاعلامي الواضح في كل المناطق التي تتدخل فيها عقلية اليانكي وراعي البقر الذي يستخدم توصيفات من القرن السابع ومخلفات الحقبة الاستعمارية.. ربما أن البعض من العرب الذين يقدمون لنا اميركا (الدولة والحكومة) في صورة قديس يحرص على الانسانية يريدون لنا أن ننتظر 5 عقود أخرى لنكتشف من الوثائق الاميركية نفسها زيف الادعاءات وقذارة الممارسات وعقلية التآمر التي تتحكم بعمل العسكراتية الاستخباراتية الاميركية في قضايانا العربية والعالمثالثية عموما.. لكن لماذا الانتظار طالما أن هوليوود تقدم لنا عبر مسلسل يسمى 24 الطبيعة التآمرية لهذه الادارات الاميركية المتعاقبة واعادت لنا انتاج قصة ما حصل لليابانيين في فترة الحرب العالمية الثانية لتحصل مع كل من له اصل عربي في داخل الولايات المتحدة باعتقالات جماعية والتآمر على الرئيس الاميركي الذي تارة كان من الافروامريكان وتارة اخرى من البيض.. إذا كانت الازمة الكورية استمرت من 1950 حتى 55 أي 5 اعوام فلنا أن نتخيل ما حل بمنطقتنا منذ 67 وبعدها منذ عام 91 الى يومنا هذا.. لنا أن نتخيل بأن ما جرى في ابو غريب لا يمكن أن يكون استثناءا ابدا.. ومهما حاول العملاء العلنيين والسريين للادارة الاميركية القيام بمهمة اكثر قذارة من تصرفات الاحتلالين الاميركي والصهيوني لتلميع صورة الاحتلالين فإننا وبلا شك أمام رهط من الموظفين والمتطوعين في مرتزقة بوش للقيام بمهمة "كسب العقول والقلوب" نيابة عن اميركا واداتها الصهيونية عبر تجيير وسائل اعلام ودعاية كاملة.. هذا الرهط هو ذاته الذي يدعي احتكار المعرفة بسياسة واشنطن وحتى نياتها.. ونيات من يعترض على سياساتها مع القضايا العربية.. فأي كسب يمكن أن يحرزه كذابون أمام الحقائق القائلة بأن عشرات الالاف من العراقيين مازالوا خلف القضبان فوق ارضهم المحتلة ومثلهم من العرب والفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية دون أن يقدم لنا هؤلاء الذين يمارسون الخداع سوى تبريرات سخيفة وتصوير الاوضاع في ظل الاحتلال المباشر وغير المباشر تصويرا ورديا؟ حتى هؤلاء الذين يكتبون والذين يُطلق عليهم البعض تسمية "كتيبة المارينز" كيف لهم أن يقنعوننا باستمرار اعتقال سامي الحاج وعشرات من امثاله في العراق وفلسطين والجولان.. بينما يلهث هؤلاء وراء اطلاق سراح اسير مثل جلعاد شاليط ويتناسون ما يمكن أن نسميه مهنيا "زملاءهم" المخطوفين على النيات والذين يجري قتلهم عمدا كما في العراق وفلسطين.. هذا عدا عن العلماء الذين استهدفهم الموساد بحماية الاحتلال الاميركي.. وماذا عن هؤلاء السياسيين والبرلمانيين الممجدين لقوة اميركا الذين يصمتون عن اختطاف واعتقال لنواب وساسة منتخبين بديمقراطية وحرية لم تتوافق وهوى وتوجهات "أم الحريات"(...) أميركا في فلسطين ووضع كل من هو يحمل ملامح عربية تحت الشبهة في مطارات اميركية واوربية بينما لا يجرؤ النظام الامني العربي على توقيف أي غربي دونا عن جورج غالاوي وغيره من المؤيدين للقضايا العربية والمغضوب عليهم اصلا في بلدانهم الاصلية.. هذا هو الواقع وهذا غيض من فيض ما تمارسه أميركا وتوابعها في منطقتنا في الممارسة المناقضة لكل الشعارات البراقة.. - مفتاح 29/12/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|