- فهل سيكون عام 2008 حقا عام الحل والتسوية واقامة الدولة الفلسطينية ...؟! - ام ان ما يجري على الارض الفلسطينية ميدانيا من اجتياحات واغتيالات واستيطان يبدد كل الآمال والتفاؤلات السلامية ...؟! فنحن نتفاءل ونتمنى ونعرب عن ثقتنا بالنصر وزوال الاحتلال عاجلا ام آجلا، ونتمنى اقامة الدولة والخلاص من الاحتلال، ولكن هذا التفاؤل والتمنى والثقة شيء ، وما يجري حقا على الارض الفلسطينية من بناء استيطاني وجدران ومعسكرات اعتقال جماعية للفلسطينيين اولا، وما يجري في الوقت نفسه من صراعات وانشطار فلسطيني-فلسطيني ثانيا ، يقودنا الى استنتاجات اخرى مختلفة تماما...! - ثم حتى على مستوى السياسات الاسرائيلية والامريكية المعلنة على رؤوس الاشهاد/ فماذا يقولون هناك بمنتى الوضوح...؟! وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس راعية المؤتمر وقطب الرحى فيه كانت في مقدمة من لحسوا التعهد بان يكون عام/2008 "عام السلام" في الشرق الأوسط ، وكانت اول من تحدث عن "سبع سنوات كسقف زمني جديد للسلام/“الخليج”، وكالات/ "، وقالت رايس إن "أمام المجتمع الدولي فرصة طيبة لتحقيق السلام في غضون سبعة أعوام". اذن امام المجتمع الدولي حسب رايس سبع سنوات من اجل التوصل الى سلام وذلك على خلاف تاكيد بوش اعلاه، ودون ان تتحدث رايس عن بلدوزر الاحتلال الذي يعمل على تدمير كل فرص السلام مثلا...! ولكن- تلك الاجندات والمواقف الاسرائيلية تبقى هي الاهم والاخطر والاكثر جدية ، والتي تفرض نفسها في نهاية الامر على الاجندات الامريكية وحتى العربية كما قال في يوم من ايام حزيران/2007 المحلل والمفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل في لقاء له على فضائية الجزيرة. ونتوقف اولا في هذا السياق عند اولمرت الذي اكد "إن التوصل إلى اتفاق عام 2008 قد لا يتحقق"، وكانه يذكرنا هنا بذلك التصريح الذي قال فيه:"ان المفاوضات مع الفلسطينيين قد تستغرق عشر سنوات وربما عشرين او ثلاثين سنة"...! اما الجنرال باراك فيسعى الى تكرار نفسه حينما يقول:" إنه يتعين على إسرائيل أن تتقدم باتجاه الفلسطينيين إذا ما وافقوا على الاقتراحات التي كان قد تقدم بها في مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 الذي جمعه بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات"، إلا أنه اعتبر "أن أي تقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية مرهون بقدرة القيادة الفلسطينية على تطبيق خارطة الطريق في الضفة الغربية وقطاع غزة/ عرب48 -"، وبدوره استبعد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز- الذي يعتبر من ابرز مؤيدي التسوية والدولة -في مقابلة نشرتها صحيفة يابانية "التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير 2009 "، وننتقل الى نتنياهو الذي كتب مقالا في هآرتس تحت عنوان "السلام حقيقي أم وهمي؟" يقول فيه "إن توقيع حكومة إسرائيل على اتفاق سلام دائم مع شريك "ضعيف" مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خطر كبير على إسرائيل"، واعتبر نتنياهو "أن الشرط الأساسي الأول للسلام الحقيقي هو وجود شريك حقيقي يستطيع ويريد جلب شعبه إلى السلام". اما وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان فقد قال" ان تحديد العام 2008 للتسوية مجرد كلام"، وانتقالا الى تقديرات المؤسسة الامنية الحربية الاسرائيلي تجاه احتملات التسوية والدولة الفلسطيني عام 2008، فقد نقل المراسل السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الأربعاء// عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله:" إن المؤسسة العسكرية تستخف بأجواء السلام التي أشيعت في أنابوليس، وهي ترى أن عام 2008 لن يكون عام السلام كما أعلن، وإنما عام الحرب"، وبالنسبة للمفوضات والمواقف واحتمالات التسوية ايضا وصف مسؤول إسرائيلي "المواقف الإسرائيلية في المفاوضات بأنها بعيدة سنوات ضوئية ليس عن المواقف الفلسطينية بل عن المواقف الإسرائيلية ذاتها في مفاوضات طابا عام 2001" . وهكذا نطل تحليليا على انابوليس وتداعياته واحتمالاته التسووية عبر الادبيات السياسية الاسرائيلية اعلاه، لنجد انفسنا في الخلاصة المفيدة حول سيناريوهات واحتمالات عام/2008 ، اننا في الحقيقة أمام مشهد سياسي ومسار تفاوضي عقيم حينما تكون كل المفاوضات والمؤتمرات السلامية بلا "جداول زمنية" ملزمة ، وبلا "مواعيد مقدسة " تحترمها "اسرائيل"، فنحن بالتالي امام طريق مسدود حتما، وامام مفاوضات عقيمة متأزمة تتنفس تحت الماء ، وامام خيبات أمل فلسطينية وعربية متلاحقة ، وحسابات فلسطينية مرتبكة ، لم تتطابق فيها أبداً حسابات الحقل مع حسابات البيدر ، الأمر الذي يبقي الملفات مفتوحة على كافة الاحتمالات. nawafzaru@yahoo.com - مفتاح 15/1/2008 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|