من العجيب أن لا يكون لفياض بعض المستشارين الصادقين معه ليخبروه بأنه بتصريحاته المتوالية بات في خانة من يحرض على شعبه الذي يتباكى عليه حفاظا على تدفق الدولارات وبناء آمال التحول الى "زعيم المقاطعة"... ومن بعده يخرج علينا المالكي ليحرك شفتيه وكأنه جنرالا من النوع المستهلك والكاريكاتوري في غمرة ظلام غزة ليحمل شعبه مسؤولية ما يجري له.. هل من المعقول على سلطة يخرج شعبها في ليلة الظلام والحصار في بعض مناطق الضفة تضامنا مع صراخ وانات شعبها ليواجه بقمع مثل الذي وجهت به ليلة الاحد؟ أشك في أن التقارير التي تتحدث عن سرور بعض أقطاب السلطة لما يجري لمليون ونصف المليون من شعبها، عداك عن السخرية في الاقتحامات والاغتيالات في الضفة مستهزءا الاحتلال بكل ادعاءات السلطة عن بسط نفوذها وعن أن الامور تسير بشكل ممتاز، أشك في ان تلك التقارير فيها بعض المصداقية.. فمن يراقب إنحدار الخطاب الذي يقول : خلي حماس تحل مشاكلها في غزة وتطعم الناس خبز... لا يفقه ما يقول أو هو سعيد لتراجيديا الموت والظرف الذي يساهم ربما في تعميقه هؤلاء المأزومون والراكبون لموجة الوطنية على أشلاء شعبهم وكأن غزة هي التي إختارت الحصار منذ 2006 واستمرار وتفاقم الحصار الصهيوني والعربي.. والفلسطيني بكل تأكيد.. أما لماذا الفلسطيني فبكل بساطة من يطبع القبل على وجنتي باراك الذي يرتكب المجازر ويستمر في تنسيقه الامني معه ولا يتوقف احتراما لدماء الشعب ولو مرة واحدة موقفا جديا من مهزلة تبادل الصور لا يمكن إلى جانب تصريحات الاستقواء بالظروف على شعبه في غزة إلا أن يكون جزءا من هذا الحصار الدموي ورغبته في انقلاب الامور لمصلحته التي لا يبدو انه استطاع تحقيق شيئا منها في الضفة.. وقد لا تبقى الشكوك مجرد شكوك إذا ما علمنا أية وظيفة يريدها الاحتلال لمطلقي المواقف والتصريحات ضد شعبهم ومقاومته ليتحول وبكل بساطة الى حرس حدود يذكرنا باللحديين الذين عصرهم الاحتلال ورماهم بعد ذلك مثل الكلاب الشاردة... وما يأسف الانسان عليه أن يقوم البعض باختطاف حركة عريقة مثل "فتح" إلى مربعاته المشبوهة تحت يافطة التحريض والتعصب والاستعلاء الاجوف حتى في ظل شلال الدم الذي من المفترض أن يوحد فنراه على ألسنة أمثال فياض وغيره من الذين أصابهم خرف سياسي محزن يزيد المشهد دموية على دمويته ويفتح شهية الاحتلال لاستمرار سياساته التدميرية .. هل وجدتم في الساحة الصهيونية ما يشبه ما لدينا؟ هل يطالب "المعتدلون" هناك بتوقيف عتاة التطرف والعنصرية في مستعمرات الخليل ومحيط القدس المعتدون يوميا على شعبنا وارضنا ، شخصيا لم اشهد ولم أسمع ولا أصغر سياسي يخون قتلة شعبنا أو يعلن حزنه على دماء الابرياء المسفوكة دمائهم على ايدي هؤلاء وايدي من يعطي الاوامر للتنكيل بالمدنيين لاخافة هذا الشعب وتركيعه.. فلو كان هناك في الجانب الصهيوني من هو بمستوى السيد فياض أو بربع مستواه من التصريحات.. أو من هو على شاكلة المالكي من المتحدثين باسم حكومة الصهاينة المبررين دائما لكل عمليات القتل ضد شعبنا تحت مسميات مختلفة.. أو من هم يأتون بتصريحات أقل من 5 % عن الالتزامات كالتي يرددها عباس وهو يتبادل القبلات مع جنرالات جيش الاحتلال.. ليس فقط لما تقدم أشك بأن الحصار مزدوج.. بل لمجموعة كبيرة وكثيرة من الشواهد والمعلومات التي هي عار إن دخلنا في تفاصيلها.. لكن الشك يتزايد حتى يصل حد القناعة.. وإلا لكنا رأينا شيئا مختلفا من المواقف الهزيلة التي تراقفت مع حمام الدم اليومي ومع حالة الحصار المطبق لإقناعنا بأن المسؤول عن الحصار هم "الانقلابيون"... ويا لها من مستويات متدنية في الخطاب الاعلامي والسياسي الرخيصين لمن يسترخص نفسه وقضيته.. وربما لا يدرك هؤلاء بعد صورتهم الحقيقية لدى شعبهم أينما كان وإن صورها لهم البعض باسم الشرعية أنهم "ملائكة"... وهم بالتأكيد ولا صورتهم على ذلك النحو.. ولأنهم يعيشون في أوهام فإنهم لا يدركون مدى القرف الذي يبثوه كلما أطلوا علينا صورة وصوتا! ترى هل الاحتلال وحده من يحاصر الشعب الفلسطيني... لا نستبعد كل التخاذل العربي التاريخي.. لكن نظرة في المرآة يا قادة التصريحات لتكتشفوا صورتكم الحقيقية.. - مفتاح 21/1/2008 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|