مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

سقط الجدار، فللذاكرة الشعبية الفلسطينية أن تقدس عبور )22( يناير 2008، ؛ وفي العالم هناك من سيتذكر انهيار جدار برلين 1989.

.. وسيأتي دور الشعر أيضاً، شعر العبور 1973، قصيدة توفيق زياد مثالاً: (مقدساً كان العبور/ ومقدساً يبقى/ وكان مقدساً ومقدساً يبقى الثمن) نوقشت، في حينه، على منصة الكنيست. شعر تمجيد حجر الانتفاضة الأولى.. ومن ثم سيأتيكم شعر تمجيد العبور الغزي.

في المقابل، تذكروا مع سقوط لوجستيك خط بار-ليف 1973 سقوط خط ماجينو، غير أن سقوط الجدار الرفحي (سيقولون تحرير المعبر) يذكر بقوانين الفيزياء البسيطة أكثر من لوجستيك الخطوط الحصينة، ومن أبسطها العلاقة الطردية بين ضغط الغاز وحجمه، وشدة وطأة الحصار.. وكثافة الحشود التي عبرت.

مصر الرئيس مبارك، فعلت ما يفعله صاحب المنطق البسيط: إذا تسرب الغاز المضغوط فافتح النوافذ أولاً، قبل أن تضغط زر الإنارة.. أو تضغط زناد البندقية.

أما إسرائيل؟ إسرائيل أولمرت - باراك، ففعلت ما يفعله العقل السياسي - الأمني المركب: معبر واحد فلسطيني يربط غزة بمصر، وإغلاق باقي المعابر التي تربطه بإسرائيل.

سيترتب على هذين المنطقين حوار عملي، يخلف وراءه حواراً عقيماً لوجستياً، أداره الوزير باراك مع الرئيس مبارك.. في أولى زيارات الوزير لمصر، حيث طلب مبارك زيادة عديد القوة الأمنية/ الشرطية المصرية ومضاعفتها من 750 عنصراً إلى 1500 عنصر.. فقال باراك: لا.. في الوقت الحاضر.

إلى أين سيقود حوار عملي وعميق مصري - إسرائيلي بعد العبور الغزي إلى سيناء؟ وهل سيبقى ثنائياً، أم ثلاثياً مع طرف ثالث فلسطيني؟ (ورابع دولي؟) ومن سيكون الطرف الفلسطيني؟ قوات الرئاسة أم قوات حماس.. أم أن حماس ستعتذر للسلطة اعتذاراً عملياً عن (التحرير الثاني لغزة - انقلاب حزيران) ممتطية انجاز <تحرير< معبر رفح.. ومن ثم، ندخل بوابة حوار وطني مثمر؟

أم أن وراء الأكمة ما وراءها.. وأن اللعبة السياسية - الأمنية - الاقتصادية - الديموغرافية أعقد من ظاهرة (سيل العرم) الشعبي الغزي الذي وصل العريش؟

تعرفون منطق الطفل الجائع ومنطق الأم المرضعة، فلا يهم الطفل الجائع ثدي الذئبة إذا عزّ عليه ثدي أمه (أسطورة روميو ورومولوس والذئبة المرضعة روما).. ومن ثم، هل تحرير المعبر هو، أيضاً، فتح ثغرة لعبور مصري إلى غزة، أو عبور غزة إلى مصر، ربما كبروفة احتياطية مطورة لعبقرية موشي دايان، غداة احتلال الضفة، المعروفة باسم (الجسور المفتوحة).

هل كان رفض إسرائيل تطوير اتفاقية أمن سيناء عناداً غبياً أم دهاء الذكي أو أقله المتذاكي. ولماذا كانت العريش بالذات هي العمق الذي سمحت به مصر لانتشار السيل الغزي المتدفق؟

مصر عبور أكتوبر 1973 تستحي أن تكون سداً منيعاً، أي طرفاً في حصار غزة، أي شريكاً في قسوة قلب أولمرت وباراك.. أو أنها ترد الجميل القديم لشعب غزة العام 1957، عندما سقط غزيون كثيرون برصاص القوات الدولية، حتى أعادوا مصر إلى غزة.

يستحسن، أيضاً، أن يتذكروا في إسرائيل، كلام السيد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، الذي أنذر إسرائيل بأن لدى مصر مخالب سياسية حادة تستطيع بها أن ترد على دسائس اللوبي اليهودي الأميركي في أروقة الكونغرس، لإساءة العلاقات الأميركية - المصرية.

في مصر عقول استراتيجية عسكرية وسياسية ودبلوماسية كذلك (أينك يا دمشق؟)، وهي أذكى من مجرد مراقبة (الشطارة الشامية) اللئيمة في جمع فصائل المعارضة تحت شعار كسر الحصار، بينما لا تحرك القاهرة ساكناً.

مصر النشيطة في الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، والفلسطيني - الإسرائيلي، والعربي - الأميركي، ستغدو أكثر مركزية. صفقة شاليت صارت تفصيلاً صغيراً، ووفاق مكة المخروق سيخلي مكانه لحوار القاهرة المتجدد.. وللمندوبين العرب إلى مجلس جامعة الدول العربية، الذين يبحثون عن موقف يسكت زمجرة الشارع العربي، أن يلهجوا بالشكر. ها هي مصر تقود الخطوات!

سترضخ إسرائيل لمعبر غزي وحيد مع مصر، فإذا توقفت الصواريخ الغزية، ستطور صيغة (غزة كيان معاد) إلى (غزة كيان أجنبي)، وسيلزم الغزيين القلائل جواز سفر لزيارة فلسطين الضفة.

لحماس أن تنفش ريش الديك، لكن لسلطة رام الله أن تهرش شعر رأسها.. وتفكر بعقل بارد.. وفي هذه السنة الحرجة بالذات.

الايام

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required