شرع عدد كبير من التجار والباعة الفلسطينيين بإقامة أسواق للبضائع المصرية في الجانب الفلسطيني من الحدود، لاسيما قرب بوابة صلاح الدين الحدودية الواقعة جنوب محافظة رفح. وامتلأت الأرصفة المقامة على جانبي شارع صلاح الدين جنوب المدينة بمئات الباعة، ممن استطاعوا جلب كميات كبيرة من البضائع والسلع والمواد التموينية، مستغلين الطلب المتزايد على تلك البضائع. وعلى أحد الأرصفة أمسك المواطن محمد أبو جزر (44 عاما) بعدد من أكياس الجبن، وراح ينادي بأعلى صوته محاولا جذب المواطنين للشراء. وأكد أبو جزر لـ"الأيام" أنه تمكن بمساعدة عدد من أبنائه من الوصول إلى مدينة العريش المصرية بعد فتح الحدود بساعات، واشترى كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية من أحد المتاجر الكبيرة هناك، واستطاع نقلها إلى الجانب الفلسطيني من الحدود لبيعها. وأوضح أن كثيرين من المواطنين يشترون من بضائعه، في محاولة لتوفير الوقت والجهد، لاسيما وأن الدخول للأراضي المصرية والتسوق منها يضطرهم للمشي مسافات طويلة، لافتا إلى أنه يبيع البضاعة بهامش بسيط من الربح. وعلى بعد أمتار قليلة منه، افترش الشاب رامي أبو صالح بسطة صغيرة على الأرض، ورص عليها كمية كبيرة من منظفات الأواني والأطباق، وبدأ ينادي لجذب الزبائن الذين غص بهم الشارع. ويقول أبو صالح: "استطعت بمشاركة أحد الأصدقاء شراء كمية كبيرة من منظفات الأواني وسلع مصرية أخرى بثمن رخيص، وكنا نفكر بتخزينها وبيعها لاحقا، لكن تهافت المواطنين على الشراء، دفعنا لنضع بسطة في الشارع، عل ذلك يدر علينا دخلا، في ظل ظروف البطالة والفقر التي نعيشها". وأكد أبو صالح أنه ورغم وجود حركة نشطة في الشارع، إلا أن الكثير من المواطنين يفضلون الوصول للأسواق المصرية في الجانب الآخر من الحدود، وشراء البضائع من هناك، ظنا منهم بأنها أرخص ثمنا. وتمنى أبو صالح لو كان لديه المزيد من المال ليشتري كميات أكبر من البضائع لبيعها خلال الفترة المقبلة، موضحا أنه يتوقع أن تغلق الحدود مجددا في غضون أيام معدودة. أما الشابان علاء ومحمد الشاعر فوقفا على جانب الطريق المذكورة، وأمامهما عدد من الجالونات المليئة بالبنزين، بانتظار من يشتريها. وقال علاء: "قمنا بتعبئة الجالونات من محطة بنزين تبعد نحو كيلو مترين عن الحدود، لنبيعها في الجانب الآخر، مشيرا إلى أنه وزميله استطاعا حتى ساعات نهار أمس بيع عشرة جالونات، مشيرا إلى أن ثمن الجالون من المحطة يبلغ 50 شيكلاً، ويبيعانه مقابل 70 شيكلاً. مشترون حائرون أما المشترون فقد انقسموا في آرائهم حول شراء البضائع المصرية من الجانب الفلسطيني أم اجتياز الحدود وشرائها من داخل الأراضي المصرية. ويقول المواطن أكرم مصطفى: "لا داعي أن أجتاز الحدود وأسير مئات الأمتار وأدخل في الزحام لشراء البضاعة فهي موجودة هنا، قد يكون ثمنها أعلى قليلا، لكن هذا لا يهم، طالما أن شراءها لا يرهقني". أما المواطن إياد حمزة فأشار إلى أن التجول في السوق ومشاهدة البضائع التي حرم منها الغزيون يعتبر متعة بحد ذاتها، موضحا انه اجتاز الحدود نحو أربع مرات منذ فتحها، وفي بعض الأحيان كان يعود دون شراء أي سلعة. وبعد أن أغرق القطاع بآلاف الأطنان من السلع المصرية، فمن المتوقع أن تقام المزيد من الأسواق للبضائع المصرية، وخاصة قرب الحدود، لاسيما في ظل أزمة البطالة الحالية، ورغبة الكثير من الشبان في الحصول على مصدر للرزق.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|