سبق ان كتبت عن الشارع الالتفافي القاتل الذي يلتهم مساحات واسعة من اراضي بيت حنينا: فهو يقارب المائة متر عرضاً اي ان كل عشرة امتار منه تبتلع دونماً من الاراضي المخصصة للبناء، وبطوله الذي يبلغ اربعة كيلومترات على الاقل سيلتهم مئات الدونمات. ولو بحث اي فيلسوف عن الغاية من شق هذا الشارع فلن يجد اي مبرر او ذريعة لانه يخترق مناطق فلسطينية آهلة بالسكان وليست هناك حاجة اصلاً لهذا الشارع سواء لليهود ام للعرب. لكن احداً لم يتحرك ويجري شق الشارع بهدوء ودون اي احتجاج حتى من قبل جمعية بيت حنينا الخيرية التي تبرع اصحاب الاراضي بمساحة كبيرة لها في اربعينيات القرن الماضي من اجل اقامة جامعة بيت حنينا وفقاً لاقتراح الراحل عبد الحميد شومان الرجل الذي تمنى وجود جامعة في قريته تحمل اسمها وتخرج اجيالاً من ابناء هذا الشعب الفلسطيني ينتمون للارض ويدافعون عنها. كنا نتمنى لو رفعت الجمعية دعوى ضد شق هذا الشارع لكننا مع الاسف لم نسمع بدعوى كهذه والسؤال هو لماذا تسكت الجمعية ولا ترفع صوتها حتى بعد ان وصلت الجرافات الى مداخل كلية الاداب واقتلعت الاشجار وكدست جبالاً من الانقاض والاتربة على جانب الشارع المؤدي الى بيت حنينا البلد؟ هناك ضجة اعلامية ثارت ولكن من قبل ادارة كلية الاداب احتجاجاً على ما يمثله الشارع من تهديد لهذا الصرح العلمي الفلسطيني، ومع تقديرنا لجهود هذه الادارة التي تقتصر على ما يلحقه الشارع القاتل من اضرار جسيمة بمحيط كلية الاداب فإن الصوت الذي يجب ان يرتفع بالاضافة الى هذه المقولة العادلة هو ان الشارع يلتهم اراضي واسعة من بيت حنينا كان من المفروض ان تستخدم للبناء والاعمار وحل مشكلة الاسكان الخانقة في القدس العربية فجاء هذا المشروع العبثي ليحولها الى شوكة في جنب المواطنين الفلسطينيين ومصدر للاحتكاك والتوتر بين المستوطنين والفلسطينيين دون اي داع على الاطلاق. مأساتنا ان كل فرد منا او مؤسسة تنظر الى مصلحتها الخاصة ولا تتجاوز هذه النظرة الضيقة الى المصلحة الوطنية العامة وهذه هي الثغرة التي تنفذ منها المخططات والمطامع الاستيطانية والمثال الاوضح على ذلك هو الجدار الفاصل الذي تعامل معه الناس على اساس جزئي وفي نطاق الاضرار التي الحقها بكل قرية على حدة وليس على اساس شامل للاضرار الكلية التي نجمت عنه في سائر القرى والمحافظات بالضفة الغربية. ربما تمتلك اسرائيل القوة لتنفيذ مخططاتها وشق ما تريده من الشوارع وبناء المستوطنات والجدران الا ان ما يمكن لنا القيام به هو اللجوء على الاقل الى المحاكم ورفع القضايا الشاملة وليست الجزئية، ومن هذا المنطلق ومع تقديرنا لجهود من يقومون بالحملة الاعلامية الراهنة لحماية كلية الاداب في بيت حنينا من اضرار الشارع الالتفافي الجديد فإن هذه الجهود يجب ان تدعم من قبل جهات اخرى من بينها جمعية بيت حنينا ورجالات البلدة في الوطن والمهجر والمنظمات المقدسية والفلسطينية المعنية وان تتركز على وقف شق الشارع بأكمله ولا تقتصر على ما يقابل مبنى كلية الاداب منه فالضرر كبير واكبر بكثير من اقتلاع الاشجار وتحطيم الاسوار في مقطع واحد من مقاطع الشارع. انه شارع قاتل ويجب العمل على وقف العمل فيه بشتى الوسائل الممكنة والقانونية.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|