في اطار اجندته الفلسطينية بمحتوياتها التصفوية وخاصة ضد مشروع المقاومة الفلسطينية اعلن الرئيس الامريكي بوش في جولته الاخيرة في فلسطين "ان اسرائيل لن تقبل دولة على حدودها تعتبر بمثابة"منصة لانطلاق الاعمال الارهابية"، وبالتالي فقد اعطى بوش الضوء الاخضر ل"اسرائيل"بشن عملية عسكرية شاملة في غزة"، في الوقت الذي "طالب فيه السلطة بالعمل على محاربة الارهاب ووقف العنف". وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" قد زعم الاثنين/ 31/12/2007 بأن "قطاع غزة تحول في السنوات الماضية الي قاعدة عسكرية مركزية في بناء البنى التحتية للنشاطات "الارهابيه"، ووصف تقرير "الشاباك " القطاع "بأنه مصنع للإرهاب بكل المعايير"، وأولمرت يشترط من جهته في اعقاب مقتل الجنديين في الخليل "أي تغيير على الأرض بتشديد القبضة على فصائل المقاومة"، مضيفا: "طالما أن السلطة الفلسطينية لا تتخذ الإجراءات المطلوبة وبالقوة المطلوبة من أجل العمل ضد التنظيمات الإرهابية، لن تتمكن إسرائيل من إجراء أي تغيير على الأرض"، في إشارة إلى الحواجز والإغلاق والاجتياحات والاعتقالات، فيما قالت مصادر اعلامية اسرائيلية على لسان جهة سياسية رفيعة المستوى:"الفلسطينيون ملزمون بمحاربة الارهاب، هذا نصيبهم من خريطة الطريق وبغير محاربة حقيقية للارهاب قد تخفق العملية السياسية"، في حين يجمعون كلهم في الادارتين الامريكية والاسرائيلية على "ضرورة تدمير ما يسمونه البنى التحتية للارهاب الفلسطيني في غزة والضفة ايضا قبل التسوية واقامة الدولة-الموهومة- ...! ما يثير مجددا اسئلة حول مصنع ومستنبتات وصناعة الارهاب ..! - فهل غزة والضفة والمجتمع الفلسطيني حقا مصنع ووكر الارهاب ...؟! - ام ان الاحتلال وجيشه ومستعمراته ومستعمريه هم مصنع الارهاب...؟! وفق الكثير من المعطيات ومنها شهادات ووثائق اسرائيلية فان البنية الارهابية اليهودية عريضة تتمدد وتنتشر سرطانيا من اقصى شمال فلسطين الى اقصى جنوبها، ومن اقصى غربها الى اقصى شرقها، ومن البحر الى النهر، وتمتد ايضا لنجدها تعشش في كل البنى التحتية والفوقية في المجتمع الصهيوني المدجج بكم هائل لا حصر له من ادبيات وثقافة الارهاب والتمييز العنصري والقتل والدم والنار والهدم والتدمير والاقتلاع والالغاء والترحيل. وبالتالي فان السؤال الاستراتيجي الملح هو : كيف يمكن "تفكيك البنية التحتية للارهاب اليهودي" طالما ان هذا الارهاب ليس له مساحة او سقف او حدود او عنوان محدد..؟!! جاء في تقرير شامل عن "الارهاب" بقلم الاسرائيلي "نوعم بيركوبتش" نشرته صحيفة هآرتس العبرية-وكنا اشرنا اليه مرارا-: "ان الارهاب اليهودي كان اكثر تطورا وتنظيما من الارهاب العربي، والارهابيون اليهود كانوا اول من استخدم تكتيك تنفيذ عمليات ارهابية في وقت واحد وفي اماكن مختلفة وذلك بغية تقوية مفعول العمليات"، ويختتم الكاتب مستخلصا: "في حين لم يكتب تاريخ الارهاب اليهودي ضد العرب حتى اليوم، وبادوار معكوسة لم يكن احد يتوقعها -قبل خمسين اوستين عاما- يطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي السلطة الفلسطينية بتنفيذ مذبحة ضد اخوتها من الفصائل الاخرى". نعتقد ان هذا الاعتراف على لسان كاتب اسرائيلي معروف اذا ما اضيفت اليه اعترافات وشهادات اسرائيلية اخرى، فانها مجتمعة يمكن ان تشكل وثيقة ادانة وتجريم لدولة وجنرالات وارهابيي "اسرائيل". ونعتقد ايضا ان الخطاب الفلسطيني والعربي برمته بحاجة الى اعادة صياغة بما يلائم الواقع الحقيقي هناك، فالتركيز الاعلامي بالضرورة يجب ان يكون على الاحتلال وتفريخاته من الارهاب اليهودي وجرائم الحرب البشعة التي اقترفتها وما تزال دولة الاحتلال ضد الشعب العربي الفلسطيني، والتركيز الاعلامي بالضرورة يجب ان ينصب على الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية ، وعلى ان هذا الاحتلال الذي تجاوز كافة المواثيق والقوانين والقرارات الدولية هو المستنقع والمستنبت الذي يفرخ الافكار وخلايا وشبكات الارهاب اليهودي. يؤكد الكاتب الاسرائيلي المعروف بـ "ميخائيل" من جهته "ان الاحتلال الاسرائيلي هو بنية الارهاب التحتية". مضيفا: "ولكن خلافا لتعريف شارون – موفاز للبنية التحتية للارهاب، الا ان هذا المصطلح يملك مغزى ملموسا، ذلك ان الارهاب الفلسطيني يملك بنية تحتية واحدة فقط هي الاحتلال ذاته، هذا هو الاساس والركيزة والجذر والبنية التحتية، وطالما هناك احتلال هناك ارهاب". ولذلك ، فان "تفكيك البنية التحتية للارهاب اليهودي" تعني اولا وقبل كل شيء تفكيك بنى الاحتلال برمتها، كما تعني تفكيك مناهج التربية والتعليم الاسرائيلية العنصرية التي تفرخ اجيالا من الارهابيين اليهود..؟!!!
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|