مع كل صباح حول فنجان القهوة يبدأ الجدل اليومي مع سماع أول نشرة إخبارية، تتزاجم الجمل المعهودة، ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، لو نحصل على دعم عربي وإسلامي، يوجد ضغط دولي وشاب يافع يقول نريد أن نحيى كالآخرين، أفكر في الهجرة ويستمر الحوار حتى إتمام القهوة ليذهب كل في طريقه عائدين مع كل فنجان قهوة إلى فتح الموضوع من جديد. وهذا يضع أمامنا تساؤلا كبيرا، هل ممكن أن نتوحد جمعيا حول توحيد دفة الصراع، فالذي يريد بالقوة يريد أن يحصل على دولة، والذي ينتظر الجيوش الجرارة أيضا حلمه دولة، والذي يريد ضغطاً دوليا أيضا يريد دولة، الشاب اليافع يريد دولة وعيش بكرامة، كلهم ينطلقوا من شكل واحد للدولة وثوابت واحدة وحلم وأمل واحد هو ما يجمعهم، ورغم ذلك تستمر جدليه الصراع وعجلة التاريخ تدور. أحيانا يتسائل الفرد منا هل عجلة التاريخ تكفي لأنهاء الصراع أم يجب أن يكون لنا دور في صناعة التاريخ حتى لا نبقى في الهوامش كشعب وقضية أم الزمن كفيل بحل كل القضايا، ثم يأتيك الرد من داخلك ليوقفك من جديد ولكن شعوب وحضارات إندثرت حين تراجعت عن صناعة المستقبل،فهل الفلسطيني يتصف بالسلبية بحيث يذوب وتذوب قضيته مع الزمن؟؟، اليس إيقاء الصراع ( الإحتلال) مع الهدنة هو تذويب للقضية تمهيدا لإندثارها؟. إن أساس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ( الصهيوني) هو صراع وجودي أوصلنا الى مرحلة لا أستطيع رغم ما أملك من عدالة قضيتي أن أنهي وجوده وهو لا يستطيع رغم ما يملك من غطرسة القوة والدعم الدولي اللامحدود أن ينفي وجودي هو يعلم أنه لن يكون له أمن وأمان من دون شعوري بالحد الأدنى من الرضى كفلسطيني فيلوح لي بالعصى والجزرة ولأنني لم أستطع أن أجمع على أي دفة أوجه الصراع أترنح بين الإثنتين منتظرا ما هو قادم. تعالوا يا من نلتقي يوميا حول فنجان القهوة والجدل السياسي لنحاول أن نتفق مرة على ما هو الأنسب لنا في هذه السنة، لنوجه دفة الصراع بإتجاهه ونعمل كبحارة يجذفون بنفس الإتجاه بأن وجهتنا دفتنا نحو الهدف نكون صنعناه معا وأن لم نستطع نعود نقيم وجهتنا ونستعمل بوصلة جديدة لشكل الصراع قد تكون البديل الآخر المهم وأن نجذف جمعيا بنفس الإتجاه ولا سنبقى مكاننا أمام عاصفة تهدد وجودنا جميعا. تتزاحم أشكال الصراع أمامنا فهي خبرنا اليومي بين الصراع السياسي إلى الصراع الإقتصادي إلى الصراع العسكري إلى الصراع الجماهيري وغيرها من أشكال الصراع. تعالوا نحلل شكلي الصراع اللذين يتصدرا المرحلة – الصراع العسكري والسياسي، إن قوتنا تتمثل في ضعفنا نحن كشعب واقع تحت الظلم الغاشم رغم عدالة قضيته الصامد الصابر وهو الضحية، وحين يدفع الإحتلال إلى السطح- الصراع العسكري دارسا الأدوات التي يملكها فهو الأقوى في هذا الصراع تقنيا بلا منازع وهو الذي يجيره إعلاميا بأنه الضحيةـ ليحدث تغييرات على الأرض كأمر واقع فنفقد سر قوتنا في صراعنا كشعب تحت الإحتلال يطالب بحقوقه إلى جيوش متصارعه شرع النصر فيها للأقوى تقنيا. تعالوا ننظر إلى الصراع السياسي القائم على أننا شعب محتل يطالب بحريته وحق تقرير المصير يملك من الأدوات...وجوده على الأرض وعدالة قضيته – قرارات شرعية دولية ودعم عربي وإسلامي، والآن مصلحة دولية بإقامة دولة فلسطينية، ماذا يملك المحتل من أدوات في هذا الصراع غير عدم توحدنا حول الهدف والصراعات الداخلية عندنا- يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها هي ليست عملية سلمية وإنما هي معركة سياسية لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني في حال حصولها قد تؤدي إلى السلام كنتيجه. إن الإحتلال يعرف مدى ضعفه في الصراع السياسي فأدار دفة الأزمة بإتجاه الصراع العسكري بسرعه فائقة من إجتياح نابلس إلى الإغتيالات إلى الأحداث المتداعية في غزة ليدفعنا بإتجاه إبراز الصراع العسكري من خلال ردات فعل مديراً دفة الأزمة بإتجاه الصراع العسكري للتنصل والتهرب من الإستحقاقات السياسية المترتبة عليه. أعتقد بأن إتخاذ القرار بإتجاه اي شكل من الصراع نوجه دفنتا نحوه ليس سهلاً ولكن معاناة شعبنا وأمال وأحلام الأجيال القادمة تستحق منا أن نقيم المرحلة من جديد والكاسب الخاسر في هذه المعركة هو الشعب الفلسطيني بأكمله.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|