مفتاح
2025 . الإثنين 26 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الأيادي الملطخة بالدم وذلك للتقدم في انجاز صفقة تحرير الجندي الإسرائيلي شاليط...

هذا النقاش الدائر بين جنرالات الحكومة الإسرائيلية حول الأسرى يشبه نقاشها حول ما تسميه المستوطنات العشوائية والمستوطنات الإستراتيجية في الضفة الغربية...

ولا يختلف ذلك عن حوار التنافس الدموي بين الجنرالات والمسؤولين الاسرائيليين الذين يتفاخر كل منهم بقتل المزيد من الفلسطينيين واعتقال الآلاف كمعيار للنجاح الأمني الإسرائيلي كما يدّعون.

في نهاية عام 2007 تفاخر رئيس »الشاباك« يوفال ديسكن بقتل ألف فلسطيني ، وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية إنها اعتقلت أكثر من 3000 مواطن فلسطيني خلال عام، وأن الضرورة تستدعي رفع موازنة مصلحة إدارة السجون لبناء سجون ومعسكرات جديدة...

ولعل النقاشات الإسرائيلية حول تجويع سكان غزة وحصارها وخنقها وتجفيفها وقطع الكهرباء والوقود عنها كانت موضع سباق في إبراز المواهب والفنون الإبداعية بين أركان الحرب الإسرائيليين في أنجع الوسائل في إيقاع المزيد من الموت بحق السكان الغزيين، تارة بتقديم اقتراحات لعمليات عسكرية واسعة وأخرى بالاكتفاء باجتياحات محدودة دون أن يهتز أي ضمير إسرائيلي أمام مشاهد المذابح الجماعية التي ترتكب على أرض القطاع...

مروان البرغوثي يبرز اسمه دائماً في حومة الجدل بين أركان الحرب الإسرائيليين عندما يكون الموضوع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والمستقبل السياسي للمنطقة...

ويبدو أن حضور مروان السياسي والشعبي رغم اعتقاله منذ 6 سنوات لا زال عنواناً يذكر المحتلين بين فترة وأخرى بوجههم القبيح.

وفي رده على حوار السجانين قال البرغوثي: ان منهج الاحتلال لا زال يتغلغل في العقل والثقافة الإسرائيلية وان ثقافة الموت والسيطرة تشير إلى مستوى الانحدار الخلقي والإنساني الذي وصلت إليه دولة إسرائيل...

وشبه البرغوثي حوار المحتلين واختلافاتهم بحوار من جعلوا من الممارسات الاسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان موضوعاً ثقافياً ووجهات نظر تحمل تبريرات وآراء مختلفة كي تضفي الشرعية على هذه الاعمال...

الإسرائيليون أرادوا أن تتحول أعمالهم اللا إنسانية واستمرار احتلالهم لشعب آخر من خطوط حمراء لا يجوز ارتكابها بل يجب محاسبة مرتكبيها وفق القانون الدولي الإنساني إلى أعمال جائزة وبضمير مرتاح في محاولة عجيبة لخداع الذات.

في الأزمات يتوجه الإسرائيليون إلى زنزانة مروان البرغوثي بعد أن فشلوا في تحويله إلى رقم عادي يضاف إلى آلاف الأسرى المحتجزين في السجون كأنهم يطلبون النجاة من مصيدة الاحتلال التي وقعوا فيها.

المفارقة التي تعيشها دولة إسرائيل أنه كلما توسع الاحتلال وتعمق وسدت الأفق تخرج استطلاعات الرأي الإسرائيلية وبنسبة تزيد عن 71% مطالبة بإطلاق سراح البرغوثي كقائد قومي ورجل يسعى للحرية والسلام...

ان كافة المسؤولين الإسرائيليين ومنهم أعضاء كنيست الذين حاوروا البرغوثي في سجنه خرجوا بانطباع نفسي سيء وبشعور أنهم ما زالوا سجانين يعيشون حالة من الانفصام بين تصريحاتهم ونواياهم عن السلام والتعايش وبين ما تقوم به أيديهم على أرض الواقع من ممارسات مخيفة...

المراقب لجلسات وخطابات مؤتمر هرتسليا الأخير في الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل الذي ناقش مستقبل إسرائيل والاستراتيجيات المطلوبة يلاحظ أنها جميعاً تدور حول ما يسمى الأمن والمناعة والردع وهاجس الخوف من الآخرين وتشريع العنصرية ولا تتطرق لاستراتيجيات بناء السلام العادل وحقوق الإنسان ومخاطر استمرار الاحتلال على المنطقة بأسرها...

البرغوثي الذي يدرك ان التركيز على اسمه جزء من اللعبة الإسرائيلية ومحاولة للخروج من مأزق لا يخشى الحوار مع سجانيه عندما يضع بين أياديهم لائحة اتهام مزدحمة بالحقائق وان مسافة الحوار لا تزال واضحة بين جندي الحرية المسلح بالإرادة والحلم والسجان المسلح بالبنادق والكوابيس...

يسألهم مروان: عن أي سلام ومستقبل يتحدثون ولا زال أحد عشر ألف أسير يقبعون في السجون والزنازين... الاعتداء على الأسرى متواصل، انتهاك حقوقهم الإنسانية والصحية والمعيشية، وأقبية التحقيق يعلو فيها صراخ التعذيب ولا زال بعض العباقرة الإسرائيليين يفكر في سن قانون يمنع زيارات الأهالي لأبنائهم...

أنكم تختلفون حول من يطلق النار أكثر على رؤية السلام، فوجود 563 حاجزاً عسكرياً وابتلاع أكثر من 40% من أراضي الضفة الغربية بسبب الجدار والمستوطنات وتشديد سياسة العزل والحصار تدل على أنكم رجال حرب ولستم رجال سلام، سلاحكم ليس طاهراً...والحوار مع الضحايا دائماً له لغة مختلفة...

البرغوثي أحرج السجانين عندما كشف لهم أن تقاريرهم الأمنية والعسكرية تتحدث عن 87% من الأسرى يريدون السلام على أساس إقامة دولتين متجاورتين، وأن الأسرى ذخيرة إستراتيجية هامة لبناء السلام الحقيقي بين الشعبين وليسوا مجرمين وإرهابيين.

وطالبهم مروان ان يتعلموا تجربة ايرلندا الشمالية وتجربة جنوب أفريقيا عندما لعب الأسرى الدور المركزي في عقد اتفاقيات السلام التي أنهت الاحتلال والتمييز العنصري.

لا زال السجانون يتجادلون غير قادرين على خلع بزاتهم العسكرية وإلقاء مفاتيح السجون ومغادرة الحواجز والأبراج.

ولا زال البرغوثي يناقش دولة إسرائيل بعد ستين عاماً ينتظر تحررها نفسياً وثقافياً وأخلاقياً من الاحتلال.

القدس

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required