مفتاح
2025 . الأربعاء 28 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

عاد قبر يوسف بحي بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس للأضواء مع تكرار زيارات لكبار حاخامات اليهود له وكان لآخرهم حاخام اليهود الفرنسيين رئيس مجلس المستوطنات في منطقة نابلس "جرشون مسيكة" وقفزت لذاكرة الحي والمدينة حكاية الدم والقبور التي فتحها القبر "مسمار جحا" الإسرائيلي عبر سنوات دامية .

ويعرب الفلسطينيين عن مخاوفهم من عودة مسلسل الدم والقتل في اعقاب تصريحات أيهود أولمرت الاخيرة والتي قال فيها أنه أعطى تعليمات مشددة بإعادة إعمار المقام وتميمه بإعتباره مقاماً يهوديا وهو ما يكذبه الفلسطينيين ويشددون على فلسطينيته وعروبته.

وحسب روايات الأهالي ومصادر التاريخ فإن المقام المذكور يعود لرجل صالح يدعى يوسف دفن في باحة المكان وبنيت عليه قبة مسجد إسلامي دهن باللون الأخضر رغم اختلاف الروايات وتضاربها، هل هو يوسف دويكات أم يوسف التركي منذ زمن الأتراك العثمانيين وليس يوسف النبي عليه السلام.

وتناقل الناس روايات مهولة تتعلق بوجود كنوز من الذهب والياقوت مدفونة في القبر وهو ما أغرى اللصوص الذين قاموا بنبشه وإستفاق الناس ليجدو القبر قد نبش وان كومة من العظام تعلو التراب في غرفة المقام الرئيسية وهو ما يدحض وجود قبر لنبي لا تبلى جثته وفق الشريعة الاسلامية حيث لا تبلى جثث الانبياء والشهداء.

كان اليهود يزورون المقام قبل العام 1948 على هيئة سياح وما لبث الأمر أن تغير عقب إحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 حيث شرعوا بالزيارات تحت حماية الجيش وحراب الجنود .

وحسب الأهالي تطور الوضع بقيام عدد من المتطرفين بالسكن في المقام والمبيت فيه وتحصينه وتحويله لمدرسة دينية متطرفة يؤمها الطلاب اليهود المتطرفون المدججين بالأسلحة وقاموا بمنع الحركة والتنقل في محيطه ووصل الأمر لدرجة مهاجمة المنازل وكل من يعبر المنطقة نحو منازلهم القريبة.

وفرض الجيش الاسرائيلي إجراءات مشددة في محيط المقام وحول حياة المواطنين لجحيم لا يطاق وأغلق معظم المدارس الثانوية الموجودة بملاصقة المقام لفترات متفاوتة وطويلة ما عطل العملية التربوية واعتقل العشرات من الطلبة وعرقل تنظيم الدراسة وأداء الامتحانات وفي كل يوم يبتدع وسيلة .

وشكل إعلان بنيامين نتنياهو إفتتاح نفق "الحشمونائيم" تحت المسجد الاقصى عام 96 علامة فارقة في تاريخ المقام حيث إندلعت المواجهات في محيطه وسقط عدد من الفلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي والمستوطنين المتحصنين فيه وهو ما زاد إشتعال فتيل هبة انتفاضة أسميت هبة النفق .

وظلت الأمور قابلة للتفجر في أية لحظة في منطقة المقام حتى إنطلق أوار انتفاضة الاقصى وعادت ساحة المقام ومحيطه لتكون محط الموت والدم من جديد حيث كانت النقطة العسكرية في جبل جرزيم في منطقة تل الهوى والمعروفة بنقطة الموت مصدرا لبث الدم والرعب في أطراف الفلسطينيين العزل ومنازلهم التي تحولبت الهدف المفضل للرصاص بمختلف انواعه واحجامه.

وعقب مواجهات دامية سقط خلالها عدد من الفلسطينيين بينهم رجال شرطة وتمت محاصرة الجنود الاسرائيليين والمستوطنين وتم ترحيلهم بقوة السلاح والموجات البشرية الكثيفة التي تحركت صوبه المقام لنجدة المصابين والجرحى وانتهت بإخلاء المكان ونقل جثة الجندي الاسرائيلي القتيل ومسؤول مدينة نابلس الاسرائيلي شمشون عام 2000.

وتمكن الفلسطينيون لأول مرة من تنظيف المكان وإعادة ترميمه وطلاء قبته باللون الأخضر حيث اعترضت اسرائيل وتمت اعادة الطلاء بالون الأبيض .

ويخشى فلسطينيو نابلس من إستغلال السيطرة على المكان وتوظيفها لغايات سياسية على حساب الإدعاءات الدينية.

ويبدي الفلسطينيين بالمدينة ومحيط المقام تخوفاً من عودة الإضطرابات وإذكاء نار المواجهة من جديد مع الجنود والمتطرفين الاسرائيليين الذين لا يبدون الرتدد في العودة إليه تسبقهم التبريرات بقدسية المقام وانه للنبي يوسف ومكان ديني مقدس لهم ويملكونه تحت جميع الظروف.

ويؤكد فلسطينيون يسكنون المنطقة أنهم لا يعرفون الحد الدموي والدمار المتوقع في حال عودة المقام ليسطرة الجيش والمتطرفين اليهود.

ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن اولمرت قوله :"يوسف الصديق يشكل بالنسبة لنا رمزا لمواجهة الأوضاع الصعبة من خلال الإيمان العميق والقدرة على قلب الأوضاع وتحويلها إلى أداة للتقدم إلى الأمام".

ويقع مقام يوسف وفق اتفاقيات أوسلو ضمن مناطق السيطرة الاسرائيلية المصنفة بالوصف "سي" وهو ما يعطي الجيش الاسرائيلي حق الهيمنة الامنية في المكان حيث قال محافظ نابلس جمال المحيسن في تصريحات صحفية "الموضوع ليس دينيا، ولكنه سياسي"ان الجانب الإسرائيلي طالب قبل فترة بإعادة ترميم المقام ومن ثم طرح علينا وفد من القنصلية الفرنسية ترتيب زيارة لرئيس الطائفة اليهودية في فرنسا للمقام.

وأبلغت السلطة كما يؤكد المحيسن الفرنسيين الذين اقتنعوا بصعوبة الأمر، ان هذه الزيارة صعبة وإمكانية تنفيذها معدومة ، هذا اليهودي الفرنسي فجر الأزمة وإسرائيل تريد استغلال الدين من أجل خدمة أهداف سياسية" مشدداً على أن "السلطة ستواجه هذا الأمر عبر طرقها، لكن المشكلة كيف سيواجه السكان هذه المشكلة إذا ما أعيد احتلال المقام".

رامتان

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required