مفتاح
2025 . الأربعاء 28 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قادتنا الاكارم، في حماس وفي فتح، وعبر اذاعاتهم وتلفزيوناتهم والناطقين باسمائهم وما اكثرهم، يواصلون حملاتهم واتهاماتهم بل وشتائمهم الموجهة الى الطرف الآخر وكل جهة لها رواية ولها تصور ورؤية او تحليل للأحداث على الساحة الفلسطينية يتفق مع مصالحها وتحالفاتها الاقليمية والدولية.

ويدرك الجميع ان الجفاء والتباعد بين الطرفين قد وصلا نقطة اللاعودة او قريبا من هذه النقطة. لكن احدا من هذين الفصيلين لا يفكر في معاناة الشعب الفلسطيني وما ينتج عن جفائهما وتباعدهما من ضرر فادح على القضية الفلسطينية التي يدعي الجانبان انهما يناضلان من اجلها.

والحقيقة ان كل النضال، كما ترى غالبية الفلسطينيين، هو من اجل الكراسي.

هناك اعتقالات وانتهاكات لحقوق الانسان الفلسطيني في قطاع غزة، واخرى في الضفة الغربية وقعت بعد احداث غزة الحزيرانية وهي تضاف الى تراكمات سابقة خلال الفترة التي سبقت سيطرة حماس على القطاع. وليس اي من الفصيلين بريء من هذه التجاوزات والانتهاكات.

فالى اين نسير واي هاوية في انتظارنا؟

وهل وصل الأمر حد استغلال معاناة اهلنا في قطاع غزة من قبل الطرفين في آن معا لأهداف سياسية مهما بلغ من شأنها فهي رخيصة مقارنة مع عواقبها ونتائجها الوخيمة على الشعب والقضية؟

وهل تحول مليون ونصف المليون من الغزاويين الى رهينة بأيدي قادة »حماس« و»فتح« والاطراف الاقليمية والدولية التي تقف وراء هذا الفصيل او ذاك بحيث تغلق المعابر في وجوههم او يفتح احدها عنوة وبشكل فوضوي يتيح لمصر ان تلوح براية التهديد القومي لأمنها وان يتم تعميم الصفات والأوصاف غير الايجابية على الشعب الفلسطيني كله؟

ولماذا يعجز قادة الفصيلين عن التفاهم على آلية لفتح معبر رفح تتيح لأهلنا في القطاع ان يتحركوا وان يتواصلوا مع العالم العربي وغير العربي بحرية كسائر شعوب الأرض.. مع ابقاء الوضع السيء الحالي والعلاقات المقطوعة بين الفصيلين كما هي حتى يقضي الله امرا كان مفعولا؟

تلك اسئلة او ألغاز يصعب او يستحيل حلها ما دام هناك في القيادات المهيمنة على الفصيلين زعماء يركبون رؤوسهم ويضعون الانتماء للوطن وللشعب والقضية في المرتبة الأخيرة من اهتماماتهم او حتى بعد المرتبة الاخيرة.

مواطنو القطاع ليسوا في غالبيتهم حمساويين او فتحاويين حتى يعاقبوا بجريرة انقلاب حماس والحصار الجائر للقطاع ليس هو الحل لاعادة فتح الى قطاع غزة. الحصار الجائر يؤدي الى الغليان والانفجار والنقمة على حماس وفتح العاجزتين عن حل مأساة الحصار في آن معا.

حل مشكلة الانفصال في قطاع غزة يكون بالتعامل الانساني مع مواطني القطاع واعطاء الانطباع بأن السلطة الفلسطينية هي الملاذ والحضن الدافىء للمواطنين جميعا وان كل الاخطاء والتجاوزات السابقة قد انتهت وتلاشت. وبذلك يتم التآلف وتأليف القلوب. فلن يكون قطاع غزة كألمانيا الشرقية بالنسبة لالمانيا الغربية في زمن ما قبل الوحدة الالمانية، او ككوريا الشمالية في نظر كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية في الخمسينات وحتى يومنا هذا.

فلسطين وطن واحد وكيان واحد وشعب واحد غير قابل للتجزئة والانفصال.

وما يجمع الفتحاويين والحمساويين وسائر ابناء هذا الشعب هو اكبر واقوى ما يفرق بينهم خصوصا وان الاحتلال ما يزال يربض على صدر الوطن ويثقل كاهل المواطنين بممارساته واعتداءاته او من يسكن في قطاع غزة.

الولاء للوطن وللشعب وللقضية كان يقتضي من حماس عقب احداث غزة المشؤومة التي ما كان يجب ان تحدث اصلا ولا شرعا ولا وطنيا ان تعيد الامور الى نصابها وان لا تواصل سيطرتها على الدوائر والوزارات والمقار الحكومية التي هي جميعا ملك الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وفصائله.

وبالمثل فان فتح والسلطة الفلسطينية اخطأتا حين طلبت من الموظفين في الاجهزة الامنية والمحاكم وغيرها التوقف عن العمل لأن هذه الوظائف تخدم المواطنين جميعا، ولم يكن من الحكمة مقاطعتها او التخلي عن القيام بها. وهذا الاسلوب الذي يستند الى مقولة »اما انا او الطوفان« ليس هو الاسلوب الناجع او الملائم للظروف التي يمر بها شعبنا.

وقد بدأ تطبيق هذا الاسلوب عندما رفضت فتح والفصائل الاخرى المشاركة مع حماس في تشكيل الحكومة الفلسطينية الاولى عقب انتخابات 2006 التشريعية وكان الطرح الفتحاوي حينئذ هو: دعوهم يجربوا ويفشلوا وعندئذ يأتي دورنا. ودفع الشعب الفلسطيني الثمن باهظا على شكل حصار استمر شاملا حتى احداث غزة، ومن بعد ذلك تواصل على القطاع حتى يومنا هذا.

منذ حزيران تطبق »حماس« في قطاع غزة اسلوب الحكم المنفرد. وتنتهج »فتح« في الضفة الاسلوب ذاته ويضغط كل فصيل على الفصيل المنافس في منطقة نفوذه ويعيش المواطنون ظروفا غريبة واحوالا عجيبة لم يسبق لهم ان عايشوها من المضايقات والاعتقالات وكبت الحريات لأن الفصيلين كليهما يريدان عمليا الاستفراد وشطب الآخر حتى وان كانت التصريحات والبيانات العلنية تقول غير ذلك.

كانت ازمة معبر رفح فرصة لالتقاء الفصيلين ولو بشكل محدود على تفاهم يريح المواطنين الغزيين ويخفف من معاناتهم الا ان اصرار كل فصيل على موقفه ورفضه ان يشارك الفصيل الآخر في ادارة المعبر او حتى ان يأخذ دورا مهما قلّ، زاد من تعميق الانقسام والتباعد والجفاء بينهما بدلا من ان يحدث قدر ولو ضئيل من التقارب.

ما يجب التأكيد عليه هو ان فلسطين والشعب الفلسطيني كانا قبل قيام »فتح« او »حماس« وان فلسطين والشعب الفلسطيني هما الارض والمنبت وشجر الارض وملحها، هما الاساس الثابت والراسخ وان اي فصيل سواء اكان »فتح« ام »حماس« هو بعض نبات الارض الفلسطينية. وستبقى فلسطين والشعب الفلسطيني بعد »فتح« وبعد »حماس«. ولن يكون هذان الفصيلان او غيرهما بديلا عن فلسطين والشعب الفلسطيني.. وهذه هي الحقيقة التي يتعين على الفصائل والاحزاب الفلسطينية ادراكها وتعزيز انتماء كوادرها للوطن وللشعب اولا وثانيا وثالثا. اما الانتماء الفصائلي فهو وسيلة لخدمة الوطن والشعب وليس غاية او هدفا او دستورا خالدا.

والسؤال اذن هو: اما لهذا الانقسام من اخر ومتى ينتهي التباعد والجفاء بين الفصيلين الكبيرين في بلادنا؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required