قبل سبع سنوات افتتح أحد غلاة التطرف من وزراء الحكومة “الإسرائيلية” جلسة الحكومة بالقول “لو كان أبو علي مصطفى حيّاً لكان رحبعام زئيفي بيننا الآن”. كانت أول جلسة لحكومة “إسرائيل” بعد إقدام مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على تصفية الوزير الترانسفيري زئيفي رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة الشهيد أبو علي مصطفى. لكن مسؤولين وكتاباً “إسرائيليين” كانوا أسبق من ذلك الوزير الذي ربط بين غياب زئيفي واغتيال أبو علي الذي كانت ردة فعلهم الفورية على اغتياله بالدعوة إلى انتظار رد جبهته الذي اعتبروه مسألة وقت. ما الذي جنته “إسرائيل” من ذلك الاغتيال، وماذا كانت النتيجة؟. الجواب أنها تعرضت لضربة موجعة لم تتلق مثلها منذ إنشائها. من الواضح أن “إسرائيل” لم تتعلّم الدرس، لأن قياداتها مع الوقت يصبحون أكثر نزقا، وتحكمهم اعتبارات آنية وردود أفعال توجهها وسائل الإعلام والرأي العام الداخلي بآفاق انتخابية. ولو أتيح استعراض تاريخ الاغتيالات “الإسرائيلية” لأمكن الاستنتاج أن نتائجها انعكست ضد “إسرائيل” ولم تحقق أية نتائج لصالحها. الآن ما زلنا واقعين تحت صدمة الجريمة الأخيرة بعد اغتيال القائد العسكري لحزب الله الشهيد عماد مغنية. “إسرائيل” الرسمية وعلى غير عادتها نفت علاقتها بالجريمة. كانت سابقاً تنتهج سياسة الغموض (لا تتبنى ولا تنفي)، هذه المرة نفت لأنها تدرك تبعات ما اقترفته يداها ولا تريد منح ردود الفعل المتوقعة سبباً لمقولة “والبادئ أظلم”. أما “إسرائيل” الإعلامية وهي ليست بعيدة عن “إسرائيل” الرسمية لاعتبارات تاريخية وعضوية كثيرة، فهي قدمت المشهد بمضمون أقوى من التبني المعلن، ولخصت إحدى صحفها التبني الضمني بالقول “ابتسامة أولمرت تكفي”. لكنّ بعضها ذكّر الخليفة الاضطراري لأرييل شارون بأن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد عباس الموسوي، أتى بالسيد حسن نصرالله الذي أضاف لقدرات سلفه قدرته على زعزعة صفوف “الإسرائيليين” الذين أصبحت صدقيته لديهم مشكلة، بحيث أدمنوا تصديقه أكثر من زعاماتهم، ولذلك، لم يكن غريباً أن تتسبب كلمة السيد نصرالله في تأبين الشهيد مغنية بحالة هستيريا وصلت حد دعوة “الإسرائيليين” في العالم إلى التنكر لإخفاء أية ملامح تدل على “إسرائيليتهم”، ونصحهم بعدم السفر إلى دول عديدة وإلغاء صفقات تجارية ورحلات استجمام. فإذا كانت “إسرائيل” تتذرّع بالأمن في تنفيذ جرائمها، فكيف تغتال أحد مصادر تهديد الأمن ثم تضع “الإسرائيليين” في كل العالم تحت هذا العبء الهائل من الشعور بالرعب وانعدام الأمن في أي مكان؟ هم الآن أمام خيارين: إما أن يتعاملوا مع الرد المتوقع من حزب الله كمسألة وقت وبالتالي يواصلون حالة التأهب وما يرافقها من الهوس والخوف والتكلفة المادية الباهظة على أمل أنها الوسيلة الوحيدة لتلافي الرد، أو تتلاشى حالة التأهب شيئاً فشيئاً ويأتي الرد بعدها. وفي كلا الخيارين تسقط نظرية الأمن ومعها ابتسامة أولمرت. دار الخليج
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|