مفتاح
2025 . السبت 31 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لعل سر المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، في مرحلة ما بعد أنابوليس يمتاز بنوع من السرية، ويدور في أروقة مغلقة وبعيدة عن وسائل الإعلام، وبالتالي معظم، إن لم نقل كل ما تتناوله الصحافة الاسرائيلية والفلسطينية على حد سواء، يدور في فلك التخمينات او التوقعات او التسريبات المدروسة. ما يرشح عن تلك اللقاءات، خاصة لقاءات الرئيس محمود عباس وايهود اولمرت، هو تلك التصريحات العلنية التي يدلي بها الرئيس عباس ورئيس الوزراء اولمرت، وهي في العموم عامة، ولا تشير الى أمور محددة. لعله من نافلة القول، ان مفاوضات كهذه، من شأنها أن تثير فضول الإعلاميين والاوساط السياسية التي لا تعرف عما يدور، حقيقة الكثير، وبالتالي فإنه من المفروغ منه أن تدلي تلك الاوساط بدلوها، على افتراض ان ما يدور لن يفضي الى شيء محدد.

لعل ما حدث في مسارات المفاوضات السابقة، وكان اولها جولات التفاوض التي ادت للوصول الى الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي، ومن ثم جولات التفاوض حول قضايا الحل الدائم، قبل كامب ديفيد وبعده، من شأنها أن تشكل اطارات وأسساً لتحليل المفاوضات، وعدم المراهنة على نتائجها. ليس من مصلحة الطرفين المتفاوضين، الفلسطيني والاسرائيلي، ان يجعلا من جولات التفاوض الدائرة بينهما، جولات شبه علنية، وليس من مصلحتهما ادخال الإعلام على جولات التفاوض او بعضها، ذلك ان حساسية القضايا المطروحة، وطبيعة التفاوض حولها، باتت تقتضي سرية شبه مطلقة، عبر محاولات جادة لمحاولة الوصول الى نقاط تؤدي اولاً لعدم انهيارها، وبالتالي إحداث دعامات قادرة على حملها وتواصلها، وصولاً لنقاط مشتركة، قد تؤدي الى تفاهمات مستقبلية.

للإعلام طموحه، كما للسياسي طموحه، في الوصول الى حقائق وتقديمها للقارئ، لكن ليس من حق الإعلام ولا من طموحه، التبشير بفشل قادم، ووصول الامور الى طريق مسدود، حتى قبل الاطلاع على مجريات الامور، والى أين وصلت المفاوضات حقاً. لكن من حق المواطن، وهو الذي يتوق للأمن والاستقرار، معرفة الاطارات العامة لمجريات الامور، خاصة التفاوضية منها، ذلك ان نتائجها، باتت تمس حياة المواطن العامة والخاصة على حد سواء. يتذكر المواطن العادي، جولات التفاوض في كامب ديفيد، وكيف وصلت الامور الى طريق مسدود... وما الذي ترتب على ذلك، بدأت اسرائيل بحصار الضفة والقطاع، ومن ثم بدأت عمليات الاجتياح الاسرائيلي للمدن، وتقطيع اوصال الضفة الغربية الى ما يزيد عن اربعمائة قطعة منعزلة بعضها عن بعض، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وحصار الرئيس عرفات في المقاطعة. يرى المواطن، بأم العين، التوسع الاستيطاني وبناء الجدار، وبقاء الحواجز بين المدن والبلدات والقرى، ويستمع في الوقت ذاته لاخبار اللقاءات المتواصلة الفلسطينية - الاسرائيلية.

هذه اللقاءات التي تتضمن مفاوضات حول قضايا الحل الدائم، دون ان يعرف شيئاً عن حقيقة الامور الدائرة، سوى بعض التصريحات الرسمية المتفائلة، والوعود بالوصول الى اتفاق شامل قد يكون قبل نهاية هذا العام!!.. ولعل مراجعة نقدية، لما تتناوله التقارير الاخبارية، وصفحات الرأي في الصحف الفلسطينية والاسرائيلية على حد سواء، من شأنها ان تدلل بأن ما يرد فيها، يزيد المواطن ارباكاً على ارباك، بدلاً من توعيته وتعزيز قناعاته، لا تتضمن التقارير ولا صفحات الرأي معلومات محددة، بل ان معظمها يحمل بأساً مستنداً على حقيقة الموقف الاسرائيلي من عملية السلام المنشود، استناداً لتجارب التفاوض الفلسطيني - الاسرائيلي السابقة.

يا حبذا، لو لجأ المستوى السياسي الرئاسي والمفاوض، لامداد الاعلام والمواطن، بتقارير دورية، حول سير المفاوضات، وحقيقة الموقف الفلسطيني، على نحوٍ عام، يسهم في تعزيز قناعاته ولا ضرورة، حقاً، لايراد معلومات تفصيلية، تمس جوهر المفاوضات، وتجعل منها مفاوضات علنية، وهو ما لا ضرورة له خلال هذه المرحلة، هنالك فروق زمنية ومكانية، بين ما جرى ابان المفاوضات السرية، التي افضت الى اتفاق اوسلو، وبين ما يجري الاعداد له، ابان هذه المفاوضات، في مرحلة ما بعد انابوليس!!!

الايام

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required