مفتاح
2025 . السبت 31 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

"مالها أمان، غير لما يطلعوا يختي، ويكون الاخوة قلبهم مع بعض، إن كان حماس واللا فتح واللا الجبهة، كلهم يكونوا إيد واحدة، وقلوبهم على بعض". عدلة مطر/ رفح

*****

جاء الاحتفال الذي نظَّمه مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في رام الله، يوم 17 شباط 2008؛ ليؤكد تقليداً ثقافياً مميزاً؛ حيث جرى الاحتفاء بصدور كتاب: "لو أملك الخيار: قصص من الحياة اليومية للنساء الفلسطينيات خلال العامين 2002-2003 من الانتفاضة الثانية، باللغتين العربية والإنجليزية، كما جرى تكريم الراويات اللواتي قدَّمن نبض قلوبهن، وفتحن عقولهن، وشاركن في كتابة جزء من تاريخ شعبهن الفلسطيني. بالإضافة إلى تكريم الباحثات الميدانيات اللواتي بذلن جهداً مميزاً في الوصول إلى الراويات، والتواصل معهن، واكتساب ثقتهن.

عاشت النساء لحظات حميمية دافئة، تدفقت فيها المشاعر الصادقة، حين تبيَّنَّ خطورة شهاداتهن، بعد أن رأينها مطبوعة في كتاب؛ الأمر الذي جعلهن يتحدثن عن تجاربهن المريرة، ويطالبن المركز بنشرها داخل فلسطين وخارجها.

*****

لو أملك الخيار؛ لعشت في وطن موحَّد، ولشمل الاحتفال قطاع غزة.

*****

توجهنا إلى النساء، ولدينا أهدافنا البحثية المحددة: أردنا معرفة تجارب المرأة اليومية، وكيف قامت بدورها القائم على أساس النوع الاجتماعي، ضمن سياق النضال الوطني، وأين تكمن أهمّ مصادر القلق، والمخاوف والآمال لديها؟ بالإضافة إلى التأريخ لمعاناتها إبان انتفاضة الأقصى. حاولنا أن نستمع إلى أهداف الراويات، التي قد تتقاطع مع أهدافنا؛ لكنها لا تتطابق معها بالضرورة.

ومن خلال المنظور النسوي للتاريخ الشفوي؛ تمكنّا من الاستماع إلى صوتي المرأة المتناقضين: صوتها الذي تدربت عليه طويلاً، وصوتها الخفي، الذي تعلمت على كبحه طويلاً. حاولنا قراءة الصوت الخفي، وغربلة ما بين الصوتين، من أجل القراءة الأعمق لأفكار النساء. انتبهنا إلى مهارة النساء، في الحديث عن علاقاتهن الخاصة، وأحاسيسهن، وإلى شعورهن بالراحة، عند الحديث عن أثر الأحداث عليهن، أكثر من حديثهن عن الأحداث والأفعال نفسها؛ الأمر الذي تطلب إتاحة الفرصة للنساء، لاختيار الزاوية التي يحببن أن ينطلقن منها، عند الحديث عن معاناتهن وتجربتهن.

*****

سجَّلنا شهادات النساء حول المعاناة والاضطهاد: تجارب أمهات الشهداء، وأمهات الشهيدات، وزوجات الشهداء. بعض المعتقلات المحرَّرات، وأمهات الأسرى. شهادات عن اجتياحات الجيش الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية: محاصرة البيوت واحتلالها، وتدمير البيوت وتكسيرها وقصفها، وتدمير البنية التحتية/ قطع الماء والكهرباء، والجثث في الشوارع، وكسر أقفال المحلات التجارية وإحراقها، واستخدام النساء كدروع بشرية، والولادة على الحواجز، والسخرية والاستهزاء والإذلال والتحرش.

كما سجَّلنا شهادات النساء في المقاومة: الصمود، والتحمّل والإصرار، والتحدي، والتمسك بالحياة.

*****

من خلال شهادات النساء؛ يتبيَّن مفهوم السلام النسويّ، الذي لا يقتصر على إنهاء الاحتلال؛ بل يتسع ليربط ما بين الخلاص من العنف، والسيطرة على الموارد – الحقوق القانونية والتعليم والعمل والصحة- وتحقيق الأمان. كما يشتمل على تحقيق سلام عادل قابل للحياة.

تؤمن النساء بعملية سلام حقيقية، بعد أن تأثر إيمانهن بعملية السلام بشكل كبير خلال الانتفاضة الثانية، وبشكل خاص خلال الاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية عامي 2002 و2003. وأجمعت النساء على أولوية إنهاء الاحتلال، لتحقيق الأمان.

وتعتبر المساواة من حيث النوع الاجتماعي بعداً آخر حاسماً في تعريف النساء للسلام والأمن. وهذا البعد يتضمن المساواة في معاملة الأولاد والبنات، والإقرار بأن للمرأة حياتها الخاصة بها، وأن حياتها ليست مجرّد ملحق للزوج والأطفال. كما تعني المساواة احترام أهمية ومكانتها في المجتمع، حتى لو أصبحت أرملة، وكذلك دعم الأسيرات.

لم يعد البيت، ملجأ آمناً للنساء، بأي حال من الأحوال، وارتبط الخاص بالعام بشكل وثيق. وترى الراويات علاقة وثيقة بين تحقيق الأمان الداخلي وتحقيق الأمان الخارجي.

*****

توصلت الراويات، ومن خلال تجاربهن وشهاداتهن، إلى تعريف بعض المفاهيم بطرق جديدة، خصوصاً تلك المتعلقة بالأمن، والدعم، والانتماء، والشهادة والحرية. وتنطوي على ذلك أجزاء كبيرة من الشهادات الواردة في الكتاب.

تقدم الراوية عدلة مطر، من رفح، مفهوماً عميقاً للأمان؛ حين تجعل الوحدة الوطنية رديفاً للتحرّر من الاحتلال:

"مالها أمان، غير لما يطلعوا يختي، لما يطلعوا ونرتاح، ويهدي بالنا ويهدي للمسلمين كلهم، ويكون الأخوة قلبهم مع بعض، إن كان حماس واللا فتح واللا الجبهة، كلهم يكونوا إيد واحدة، وقلوبهم على بعض. ربنا يتممها على خير الأيام الباقية، ويصلح حال كل المسلمين، ونعيش باقي الأيام مع شبابنا. من حد ما وعيوا وهم بالانتفاضة، إن كان الأولى واللا الثانية، بالانتفاضة الأولى برضه عانينا، أنا انضربت، وزوجي اعتقل 5 شهور، يعني بالانتفاضتين عانينا، مش بس في هاي".

*****

من هذه المجموعة من الشهادات ومن مجموعات عملنا عليها سابقا، وبعد تحقيق عشرات الشهادات ندرك الأهمية الكبرى لتعميم مشروع توثيق شهادات النساء، ليشمل الوطن والشتات.

لو أملك الخيار؛ لنشرت شهادات النساء بكل لغات الأرض.

لو أملك الخيار

صادر عن مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي – القدس بتاريخ 1/1/2008/ د. فيحاء عبد الهادي

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required