كان نحمان شاي الإعلامي الإسرائيلي المعروف قد صرح في بداية انتفاضة الاقصى لصحيفة معاريف 20/10/2000 : " أن الإعلام ذاته هو ساحة الحرب ، وهو وسيلة غير عادية ، وإسرائيل تدير أمورها اليوم عبر ثلاث وسائل : الجهد العسكري ، والسياسي ، والإعلامي .. " ، وفي هذه الايام اخذت "سرائيل" التي هزمت اعلاميا ايضا في حرب صيف/2006 تستحضر هذه المقولة في تصعيدها الابادي المخطط ضد الفلسطينيين، فاطلقت العنان لاعلامها ومتحدثيها في الخارجية الاسرائيلية وغيرها لتهيئة الاجواء والمناخات السيكولوجية /النفسية الاسرائيلية والعربية والدولية ل"المحرقة الجماعية "التي تبيتها لغزة كما صرح بها نائب وزير حربهم الجنرال فيلنأي. فهاهي تسيفي ليفني وزيرة الخارجية تدعو الأسرة الدولية ل "إحترام أي عملية تشنها إسرائيل ضد غزة"، مضيفة في تصريحاتٍ نقلتها عنها إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح 29/02/2008 "لا نقبل بالحجج التي تقول أن هناك ضحايا في الجانبين، لأنه لا يمكننا أن نضع على قدم المساواة- ما أسمته- "الإرهاب" الفلسطيني الذي يستهدف مدنيين أبرياء والأشخاص الذين يحاربون هذا "الإرهاب"، حتى وإن قتل مدنيون في هذه العمليات". الى ذلك ذكر رونى دانييل المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي "أن وزارة الحرب الإسرائيلية أعدت خطة من أربعة بنود تتضمن العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه "سديروت" وعسقلان والنقب الغربي وتقليص تهريب السلاح إلى غزة وإضعاف سلطة حماس والقضاء عليها وأخيراً فك الارتباط بشكل نهائي عن القطاع"، وفسر الخبراء " أن الدولة العبرية تريد من نشر تلك المخططات والقرارات خوض حرب نفسية مع الفلسطينيين من جانب و تجهّيز الجبهة الداخلية في إسرائيل وتهيئها لأي خطوة مقبلة قد تقدم عليها". اما عن الاهداف الاسرائيلية المبيتة وراء الحملة العسكرية فكان روني بن يشاي المحلل العسكري في القناة الثانية الاسرائيلية كشف النقاب عن "ان المستوى السياسي قرر بشكل نهائي تنفيذ عملية برية واسعة النطاق ضد قطاع غزة"، وأضاف "ان المجموعة المقلصة من الوزراء ورجال الجيش والشاباك الذين قرروا تنفيذ العملية العسكرية ينتظرون فقط استكمال التحضيرات وتهيئة الأجواء التي تكفل نجاح العملية في تحقيق أهدافها خلال فترة زمنية معقولة/يديعوت-2008/2/12 ". وقال بن يشاي: "ان اهم شيء في العملية العسكرية هو التحديد الدقيق والمدروس لاهدافها وجزء كبير من فشل الحرب الاخيرة على لبنان تأتى من غياب التحديد الدقيق للاهداف او تحديد فاشل لها وعدم واقعية الاهداف التي جرى اعلانها ولكن هذه المرة"، و اضاف:"من باب الاستفادة من الخطأ جرى تحديد الاهداف بشكل واضح ودقيق بعضها تكتيكي وبعضها استراتيجي مثل: -"ايجاد مساحة من حرية العمل التنفيذي وجمع المعلومات الاستخبارية ، وتقليص حاد وسريع لاعداد الصواريخ وقذائف الهاون التي يطلقها الفلسطينيون، وتدمير البنية التحتية العسكرية ومخازن السلاح ومصانع انتاجه التابع لحماس وكافة الفصائل، واغلاق محور فيلادلفي بشكل يقلص عمليات التهريب من القطاع واليه بما لا يقل عن 60% ، وابعاد حماس عن السلطة واقامة حكم فلسطيني مستقر بمراقبة ومساعده دولية، وتجريد القطاع من السلاح ، ومراقبة اسرائيلية فعالة على معابر قطاع غزة تستمر لسنوات عديدة". ولكن-يضيف يشاي: "حتى يتم تحقيق قائمة الاهداف الطموحة او جزء منها على الاقل يجب على اسرائيل تهيئة اجواء العملية اي ايجاد تفهم دولي مسبق لمعركة غزة وضمان استعداد حلف شمال الاطلسي او دول اخرى للمشاركة في اي ترتيبات تلي المعركة بهدف تمكين الجيش الاسرائيلي من الانسحاب من القطاع، وهذا الامر يعتبر عاملا اساسيا بالتحضيرات الجارية الى جانب ضمان عدم حدوث تدهور امني على جبهات اخرى خلال انشغال الجيش بحسم معركة غزة كما سماها المحلل العسكري خاصة، وان حزب الله قد يحاول فتح جبهة ثانية في الشمال للتخفيف عن حماس وكذلك سوريا يجب ان تفهم مسبقا وبشكل لا يقبل التأويل بان اي تدخل من جانبها وباي شكل سيكلفهم ثمنا باهظا". ومن اجل ايجاد مثل ذلك التفهم الدولي الذي يشير اليه بن يشاي فقد اطلقت"اسرائيل" الطلقة الاولى عبر تحركات سياسية وديبلوماسية واعلامية في الآونة الاخيرة يستشف منها ان الحكومة الاسرائيلية بدات عمليا في حملة اعلامية تمهيدية تهدف الى تهيئة المناخات الاسرائيلية والاقليمية والدولية للحرب القادمة القريبة ضد غزة او على الجبهة الشمالية. وقد اعتبرت المصادر الاعلامية الاسرائيلية ان هذه الحملة الاعلامية انما هي الطلقة الاولى للحرب القريبة، وفي هذا الصدد قالت صحيفة معاريف العبرية /2008/2/13 "ان اسرائيل شرعت في حملة اعلامية دولية، في اطارها سيتلقى دبلوماسيون أجانب، سفراء ورواد في الرأي العام الدولي استعراضات شاملة بالنسبة لما يجري في بلدات غلاف غزة، في محاولة للشرح للعالم الوضع على الارض وحقيقة ان اسرائيل من شأنها أن تشن عملية عسكرية كبيرة في غزة لانعدام البديل". وسرعان ما انتقلت "اسرائيل" الى الميدان، اذ "نظمت لنحو 70 سفيرا أجنبيا زيارة لحدودها مع قطاع غزة، في إطار حملة لحشد التأييد الدولي لقيامها بتحرك صارم ضد حماس التي تسيطر على القطاع/ معاريف-14/02/2008"، وقد "تفقد السفراء الأجانب معبر ايريز حيث التقوا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والقادة العسكريين لاطلاعهم على الموقف"، وقال اري ميكيل المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية عن هذا اللقاء : "من المهم ان يعرف المجتمع الدولي ما نواجهه والمخاطر التي تخلقها المقاومة". وعلى نحو متكامل ذكرت صحيفة معاريف ايضا"ان وزارة الخارجية وسفراء إسرائيل في العالم انطلقوا في "حملة دبلوماسية" واسعة النطاق لإقناع دول العالم بعدالة شن الجيش الإسرائيلي عملية برية كبيرة في قطاع غزة"، وقالت الصحيفة "ان الحملة تشمل عرض نماذج من "معاناة" سكان جنوب اسرائيل جراء اطلاق الصواريخ الفلسطينية اضافة الى شرح "الواقع التسليحي والامني للمنظمات الفلسطينية في القطاع ومدى تهديدها لامن اسرائيل"، غير ان مصادر عسكرية اسرائيلية ابدت "تخوفا من ان يقوم حزب الله بفتح جبهة حرب جديدة مع اسرائيل في حال اقدمت اسرائيل على مهاجمة غزة"، مشيرة الى ان "الصواريخ الجديدة التي نشرها الحزب شمال نهر الليطاني تستطيع ضرب منطقة تل ابيب وضواحيها". وفلسطينيا "اخذ الإعلام العبري يستعين بخبراء نفسيين للتأثير على الرأي العام الفلسطيني". اذن نحن في الخلاصة المكثفة المفيدة هنا امام حقيقة كبيرة، وامام حملات اعلامية اسرائيلية ذات طابع حربي اعدادي لحروب و"محارق" اسرائيلية قادمة وقريبة في غزة ولبنان ربما قبل ايار القادم ، فهذه هي الطبيعة العدوانية الاسرائيلية على حقيقتها ...! فهل تصل الرسالة لاصحاب القرار والشان في هذا الصدد...؟!
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|