مفتاح
2025 . الأحد 1 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

نعرف اليوم أن شلال الدم الفلسطيني ينبع من تلال التشرذم والهوان العربي ، ومن مرتفاعات الإنقسام الفلسطيني واختلافاته على الوسائل والأهداف والإستراتيجية وغياب الوحدة الوطنية ، ومن وديان وأغوار الحقد للعدو الإسرائيلي المتربص بنا والذي يستهدف وجودنا ، تلك الوديان والأغوار الساحقة الماحقة والتي تشن حرب إبادة منظمة على شعب محتل أعزل ومعزول لطمس هويته الوطنية من على وطنه وأرضه ، ومن سهول السكوت العالمي ومن ضمنه العربي والإسلامي ومروج الدعم الأمريكي السياسي والعسكري للمعتدي ، وأمام سمع ونظر العالم الذي يسكت عليه مبرراً سكوته بأنه ردة فعل لفعل ارهابي ضد المواطنين الإسرائيليين العزل الذين تنهمر عليهم الصواريخ الفلسطينية من غزة والتي هي بمثابة العيار الذي يدوش ويحدث الفوضى السالبة العقيمة والإرباك ، ولا يصيب الهدف ، لا الهدف العسكري ولا الهدف السياسي في الطريق الصحيح ، والذي لا يصب في بحار المقاومة الوطنية من أجل التحرر والإستقلال ورفع الظلم عن المظلومين ، بل يصب في بحيرة المصالح الفئوية الضيقة والخاصة والمصالح الإقليمية البعيدة عن الوطن، ومن أجل فتح معبر ورفع حصار يضربه العدو على قطعة من الوطن ليستأثر بها من يسيطر عليها من الفلسطينيين لتكريس الفرقة الجغرافية للوطن ولثثبيت حكم غير شرعي عليها بالقوة الخارجة عن الشرعية والقانون ، ويستمر هدر الدم الفلسطيني في غارات ممنهجة تحصد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ، ومن الشباب الواعد وتودي بالطاقات التي هي بمثابة الوقود للمقاومة الوطنية ، والبند الرابح في ميزانية الوطن للوصول الى الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني. وحقيقة الأمر فإن القلب يعتصر ألماً وحزناً على الضحايا ، ضحايا هذه المعركة المجنونة من كلا الطرفين ، قادة تحت الأرض يوجهون أوامرهم لمن فوق الأرض بإطلاق الصواريخ الهائمة على وجهها ، فترد الطائرات والقذائف بلهيب موجه ومحسوب النتائج على أهداف معراة دون غطاء من فلذات أكباد مواطنينا ، ومن زهوره ووروده ، ومن طاقاته وعدته وعدده ومن وحدته الوطنية. وهذا بالضبط ما يريده العدو ويهدف اليه ويبحث عن مبررات له تخرجه بريئاً من فعلته. فبورصة الشهداء ترتفع كل يوم من المقاومين والأبرياء العزل الذين أصبحوا أهدافاً مكشوفة بدون أي غطاء. وهذا ما تريده مصالح إقليمية خاصة لجني فوائد تعود عليها دون أن يدفع مواطنوها ثمناً لذلك ، ونحن ندفع عنهم الثمن بالنيابة من أبنائنا ومن طاقاتنا ومن مشروعنا الوطني ومن وحدتنا الوطنية.

ناضلنا وقاومنا عشرات السنين ونحن تحت الأرض ، وقدمنا سلسلة من الشهداء والجرحى والأسرى من خيرة أبنائنا ونخب شعبنا من المثقفين والثائرين ، وكان ينعتنا العالم بالمخربين والإرهابيين ، وبشرف نضالنا البطولي والمنقطع النظيروطول نفسه واستماتته وإحاطته بالتعاطف والمشاركة العربية والإسلامية كقوى داعمة ومساندة ، اضطر العالم للإعتراف ببعض من حقوقنا المسلوبة كاستثمار لهذا النضال المشرف الطويل ، واضطر للإعتراف بنا كمناضلين من أجل استعادة حقوقنا المغتصبة وتقرير مصيرنا على جزءٍ من أرضنا ووطننا ، وبإقامة دولتنا المستقلة على أرضنا وعاصمتها القدس الشريف ، فخرجنا من تحت الأرض مرفوعي الرؤوس ، واقتحم زعيم ثورتنا يلبس الكوفية الفلسطينية الأمم المتحدة فاتحاً بالبندقية وغصن الزيتون ، وصفق له الحاضرون تصفيقاً حاراً وقوفاً على أقدامهم إلا المندوب الإسرائيلي المنسحب والأمريكي الذي بقي جالساً ممتعضاً ، واضطر الأمريكي أخيراً للإعتراف والمناداة بضرورة قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة تحت وطأة نضالنا وصمود شعبنا على أرضه بأطفاله ورجاله ونسائه ونباته ودمائه الزكية من قوافل شهدائنا المتتالية على مر العقود بعد النكبة. وأن النخبة من أبناء شعبنا الذين اختطوا خط المقاومة والثورة المسلحة الحديثة ، أدركوا بحسهم الثوري والثقافي ووعيهم السياسي وبحكم خبرتهم النضالية الطويلة المريرة أنه لا بد من استثمار الإعتراف العالمي والدولي الذي آمن بضرورة مد يد العون لهذا الشعب المظلوم من أجل مكافئته على تضحياته برد جزء من حقوقه اليه ، لالتقاط أنفاسه في حياة مستقرة على أرضه ، وإعادة بناء ما تهدم من إمكانياته ، ولمِّ بعضٍ من شتاته ، وتأسيس قاعدة له على أرضه ، لينطلق منها الى رحاب أوسع ، وفاءً لشهدائه ولتضحياته الغالية والنفيسة ، عاقدين الآمال على أجياله المتجددة والتي تحمل بين أضلاعها وفي وجدانها وعقلها فلسطين محفورة ومنقوشة وموسومة على كل جبين من أبناء هذا الشعب ، مهما طال الزمان ومهما علا العدوان ، فقد ترك فينا آباؤنا وأجدادنا إرثاً وشعلة لن تنطفيء أبداً ، وبدورنا سنحمل الأجيال القادمة هذا الإرث والوصية والشعلة لاستكمال رحلتنا الطويلة للهدف عندما يأذن الله بذلك جزاءً لنا كمرابطين على هذه الأرض المقدسة المباركة وبوابة الأرض الى السماء.

ظهر اليوم من أبناء شعبنا الأعزاء علينا ومن فلذات أكبادنا من دخلوا ساحة النضال متأخرين ليعيدونا الى تحت الأرض من جديد ، تلك الفئة التي كانت تلعب دور المتفرج على النضال والكفاح والجهاد المقدس لنخبة من شعبنا والتي كانت لا تنعت قتلانا بالشهداء ، ولا تنعت نضالنا بالجهاد ، مرتبطة بأيدولوجية بعيدة المدى بأهدافها وصعبة التحقيق لتلك الأهداف ، ولا تؤمن بالإستثمار السياسي المرحلي بل ترحله الى بند الأرباح المستحقة وغير المحصلة والتي سيترتب عليها التناقص مع تسارع الزمن والتقادم الذي ربما يحولها لأرباح مستحيلة التحصيل وبالتالي الى إعدامها وحذفها وترحيلها الى بند الخسائر بفعل الأعمال التي يقوم بها العدو على الأرض من ضم وهضم ومصادرة وطمس بتغيير معالمها الفلسطينية وإقامة المعالم اليهودية عليها بالجرافات والحفر والبناء على أعقابها وبتسارع يسبق الزمن ويشرد أهلها بالحصار الخانق والإبادة العنصرية الممنهجة ، وهنا لا ننعت تلك الفئة بالخيانة والتعمد والتقصد في الإلتقاء مع أهداف العدو ، انما نختلف معهم في الأسلوب واستحقاق الإستثمار والتجارب والرؤية السياسية ، وفي طريقة حل المعادلة الدولية للخروج منها برقم فلسطيني صحيح بدون كسور، وفي الحفاظ على عوامل تفوقنا على العدو في هذه المرحلة وأهمها عامل الصمود والتحمل والصبر والايمان والوحدة الجغرافية لشعبنا وتفوقه في العامل الديمغرافي على العدو. ونطرح على تلك الفئة أسئلة مشروعة ، أين يصب شلال الدم الفلسطيني المتدفق في هذه الأيام ؟ وما هي النتائج التي سنجنيها من هدر الدم الفلسطيني؟ ولماذا تسترخصون الدم الفلسطيني المتدفق وتستغلون دماءكم بنزولكم تحت الأرض؟ لا نرى أبداً أنه يصب في المصلحة الوطنية. ولا نرى في الأفق القريب والبعيد أية نتائج ايجابية تعود على المصلحة الوطنية الفلسطينية. فلن يؤدي الى تحرير وطن أو أضعف الايمان إلى تحرير معبر. لقد أصبح حالنا كشخص له دين على شخص مفلس متسلط وقوي ومتنفذ ، وعُرِض عليه سداد جزء من المبلغ ولكنه رفضه مطالباً برد المبلغ كاملاً ورافضاً لأي سداد جزئي ، وهو يعلم جيداً أن خصمه مفلساً ونصّاباً ومتسلطاً ومتنفذاً وليس لديه ما يعطيه أكثر في هذه المرحلة التي تخدم أهدافه بميزان القوى الذي يميل لصالحه ، فيخسر الجزء والكل. وبدلاً من أن يأخذ الجزء الذي حكمت به المحكمة له ليدعم به إمكانياته وقدراته ويبني به مأوىً على أرضه ، عمد الى ألإصرارعلى استنزاف قدراته وطاقاته وأسباب وجوده على جزءٍ من ممتلكاته ، وأكثر من ذلك معطياً لخصمه القوي بعدده الفرصة لتدمير مقدراته وعدده المتواضعة.

كل مقاومة وجدت وستوجد على وجه الأرض لها هدفها السياسي الوطني ، وإن خلت من ذلك فتعتبر مقاومة في إطار الفوضى وذر الرماد في العيون لأهداف شخصية لا وطنية ، ومن يتتبع مقاومة حماس منذ انطلاقتها عام 1987 ، نجد أنها مقاومة مسيسة ومحصورة في أهداف ظلامية هيلامية لا يُرى ولا يُلمس منها شيئاً الأّ في بواطن أصحابها لحاجة في نفس يعقوب ، فكلما بدأت مفاوضات جادة من أجل استثمار التعاطف الدولي وتنفيذ القرارات الدولية ، نجد أن مقاومتها تتصاعد لإبطال هذه المفاوضات ولإعطاء العدو الذي يتملص منها فرصة في تفتيتها الى قطع صغيرة لبحث القضايا الإنسانية للمعانات الفلسطينية وتجنيبها بحث القضايا الأساسية لكي تنضج وبالتالي الى إجهاضها قبل نضوجها. وتحكم عليها حماس بالفشل قبل ظهور نتائجها وتعمل على إفشالها بكل الوسائل ، وعنما يصل الأمر بتهديد قادتها بعد استشهاد مؤسسها وعرّابها (الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتسي واللذان كانا يمثلان البوصلة الساسية وصماما الأمان للوحدة الوطنية) تتلاشى مقاومتها ويخفت صوتها وتميل الى الركون والهدوء والمهادنة من جانب واحد ، والمغازلة بالمرونة تجاه العدو . ولكن يعود يشعلها العدو بفعل سافر من جانبه يحتاج لردة فعل من حماس ليبقينا ندور وإياهم في دوامة العنف التي يريدونها لأنهم الأقوى فيها والتي تكون نتائجها كارثية على شعبنا وسهلة التحمل على أعدائنا الذين يتفوقون علينا في السلاح والتكنولوجيا والتخطيط والإعلام. فبيما تقوم اسرائيل بشن حرب همجية نازية على شعبنا الأعزل المكشوف في العراء الآن ويومياً وعلى سمع وبصر العالم ، نجد أن العالم يكرمها ويحتفل بعيد اسرائيل الستين وذلك بتكريمها في معرض الكتاب للمؤلفين والمثقفين في العالم والذي سيقام في باريس بفرنسا وتورينو في ايطاليا حيث ستكون اسرائيل التي تمارس الإجرام والإرهاب الدولي المنظم يومياً ضيفة الشرف على هذين المعرضين. وحماس اليوم تصعد من إطلاق الصواريخ من أجل فك الحصار عن شعبنا في غزة والتي هي جزء منه وسبب رئيسي له وذلك للدخول في هدنة طويلة مع اسرائيل لإقامة إمارتها في غزة ، ولتثبيت نفسها بالسلطة التي قامت على محرماتها في قاموسها السياسي ، والتي تحولت من محرمات الى مباحات عند اعتلائها كرسي السلطة الناقصة. حماس تريد الآن اعادة الثورة للوراء وتحت الأرض وفي أحشاء العدو المدجج بالسلاح في مواجهة عسكرية غير متوازنة في تجربة جديدة لأسلوبها في المقاومة الى أن تكتشف ما اكتشفه نخبة مناضلينا ومفكرينا السياسيين بعد أربعين عاماً من النضال والنزف الدموي لشهدائنا الأبرار ، ولتشق سيلاً من الدم الفلسطيني لتصل بنا الى النقطة التي وصل اليها مناضلونا الشرفاء قبل عقدين من الزمان. ونعود للمربع الأول بعد أن تخطيناه منذ زمن طويل.

ليس عداءً أو تخويناً أو كرها لحماس ، فقد تغنينا بمقاومتها وبشهدائها وبقادتها ، وتفاخرنا بها عندما انطلقت ، واثلجت صدورنا برفدها لنضالنا الطويل ، وبانتهاجها اسلوب المقاومة من أجل الحرية والإستقلال لشعبنا ، وانما من منطلق الحرص على الدم الفلسطيني المهدور في هذا الشلال المتدفق والسيل من الشهداء ، في طريق لا نعرف له نهاية سعيدة تعود علينا بتحقيق الأهداف الوطنية ، فحماس عندما فازت بالإنتخابات وأمسكت بتلابيب السلطة تبحث عن الكراسي والمحاصصة للمناصب قبل وصول الهدف الوطني بدحر الإحتلال كلياً عن أرضنا مرتدة على مبادئها ومنحرفة عن خطها الطبيعي والصحيح ، بدأ نجمها يأفل في قلوبنا وأمام ناظرينا. وبدت صورتها باهتة رمادية ، ولبست ثوباً غير ثوبها الذي لا يتناسب مع ايدلوجيتها الإسلامية ، فلا بد لنا من أن نوجه لها النقد بصفتنا مراقبين للأحداث والتطورات ، وأن نسمع صوتنا ليصل الى آذان قيادتها يذكرها بضرورة العودة للوحدة الوطنية ، وضرورة التزامها بخطها ومبادئها ، والتخلي عن التناقضات الواضحة الجلية في مسيرتها الضبابية. لقد ثبت أنها تتلهف لقطف الثمار قبل نضوجها بتمسكها بالسلطة الناقصة المنقوصة المشوهة ، ولم تعي خطورة خطوة شارون الماكرة بالإنسحاب الأحادي الجانب من غزة ، فاحتفلنا به كإنجاز وطني دحر الإحتلال عن أرضنا ، وتناسينا بقصر نظرنا ما كان يهدف اليه شارون بنصبه الفخ لنا للوقوع فيه والتناحر على صيده القليل مثلنا كالفصائل الأفغانية بعد انسحاب الإتحاد السوفيتي من أفغانستان. ويا ليته لم يكن هذا الإنسحاب الكاذب الشكلي المسيّس من العدو وغير الكامل وغير الناضج الذي اسأنا توظيفه لمصلحتنا الوطنية. وتناحرنا عليه لنقع في المصيدة مصفدين عن خياراتنا الوطنية في المقاومة والمفاوضات السياسية ومحاصرين في جناحي الوطن ومنتهكين بالعدوان اليومي والقتل والتصفية الجسدية لأبنائنا وفلذات أكبادنا ومنقسمين على أنفسنا ومتشرذمين جغرافياً وسياسياً وثقافياً وإعلاميا واجتماعياً. فلم يشهد التاريخ الفلسطيني وضعاً اسوأ من هذا الوضع ولا منعطفاً أشد وأحد خطورة منه ، نتوسل الحاجات الإنسانية لشعبنا متناسين حقوقنا الوطنية والثابتة وفاقدين للتعاطف الذي التف حولنا في ظلال وحدتنا الوطنية وتوجيه مقاومتنا للإحتلال ولا شيء غير الإحتلال.

نحن مع المقاومة المبرمجة الهادفة لتحقيق الأحلام الوطنية في الحرية والإستقلال ، المقاومة الموجبة الناجعة والتي تخدم الهدف السياسي والتي تصب في تيار الإجماع الوطني ، والتي تحقن دماءنا بقدر المستطاع وترشد طاقاتنا لهذا المشوار الطويل ، وتبقي رؤوسنا مرفوعة بوحدة وسائلها وفصائلها وشعبها ، وسمو أهدافها ، وشرف نضالها ، ولتبقينا ملفوفين متضامنين بالدعم والتعاطف العربي والعالمي معنا. وضد المقاومة المسيسة لخدمة أهداف شخصية ضيقة ، تهدر طاقاتنا دون تحقيق أي هدف من أهدافنا الشاملة وتبقينا ندور في حلقة مفرغة. وأن الخيارات الوطنية لم تنفذ من شعبنا ، ومفتوحة على مصراعيها في حالة فشل المفاوضات السياسية. ولن يعجز هذا الشعب الأصيل الخلاق عن ايجاد البدائل عندما تقتضي ذلك الظروف والنتائج.

إن المتتبع للأحداث يلاحظ أن العدوان المستمر على غزة بدأ منذ زيارة بوش للمنطقة ، فقد أعطى تفويضاً لإسرائيل للهجوم على غزة بصفتها كياناً مرفوضاً في المنطقة يأوي الإرهاب الموجه ضد الحليف الإستراتيجي لإسرائيل بحجة الصواريخ ، وعليه يجب التخلص من هذا الكيان في نظر بوش الأحول ، ولكن الهدف الإسرائيلي مختلف عن مفاهيم بوش للأزمة ، إنه الإبقاء على دوامة العنف للفت الأنظار عن القضية الأساسية ، وكان يجب على حماس أن تتنبه لهذا الخطر الذي يستهدف وجودها كمكون أساسي للشعب الفلسطيني ، وأن تتملص من هذه المؤامرة (الإسرائيلية الصنع الأمريكية التسويق) - والتي لا يقبع بها أي فصيل أو عنصر فلسطيني آخر – كان يجب تداركها بالفن والذكاء السياسي ، بعودة حماس لحضن الشعب الفلسطيني ، وتبنيها المبادرة العربية للسلام والتي تتناغم مع نهجها الجديد الذي أعلن أكثر من مرة على لسان قادتها كهوية سياسية تحميها من التصفية والتدمير ، وأن تملك الجرأة السياسية للحفاظ على كوادرها وشعبها ، وأن تقي نفسها وشعبها من هذا الطاعون الذي يجتاح أرضنا ويهددنا بالموت والحرق والتصفية الجسدية دون طائل ، فالوقاية خير من العلاج ، وأن لا تلقي بنفسها وشعبها ووطنها الى التهلكة التي يريدها لنا الأعداء ، لم نطلب من حماس أن تستسلم وتلقي السلاح وتعترف باسرائيل ، إنما نطالبها بالتقية وبالتغيير في التكتيك ووسائل المقاومة لحفظ البقاء والحياة ، وأن لا تتسبب في ازهاق الأرواح بدون مقابل لا يعود علينا بالنفع وجني الحصاد ، حماس جزء مهم من شعبنا نحرص على كل عنصر من عناصرها ، ونحرص على بنيانها وكيانها ونتمنى لها الخير والفلاح ، ونتألم لما أصابها من عزل تسببت به لنفسها ، وتحويلها أمام العالم بالإعلام المضلل الاسرائيلي وغطائه الأمريكي الى بؤرة إرهاب معادية للعالم وتوجيه النار اليها ، وكنا وما نزال نريدها رافداً قوياً شامخاً شموخ الجبال.

نخشى ما نخشاه أن تكون البارجة الأمريكية التي استقرت في السواحل اللبنانية لحماية وغطاء هجوم اسرائيلي كاسح على غزة بهدف معلن هو تصفية الإرهاب الذي تأويه غزة وهدف اسرائيلي مبطن هو تصفية عرقية للفلسطينيين وتهجير جديد الى خارج حدود الوطن ، فالحذر الحذر من المكر الإسرائيلي المغلف بالغطاء الأمريكي ، والحذر الحذر من باراك وحزب العمل عرّابا التصفية الجسدية للقادة وللشعوب. والحذر الحذر من الرئيس الغبي المسيّر من اللوبي الإسرائيلي للولايات المتحدة ومن مغامراته العسكرية طيلة فترة ولايته. ومزيداً من الحكمة السياسية والتبصر بمسارات الأمور والأحداث واتخاذ أسباب الوقاية قبل استفحال الوضع واستشراء كارثيته وصعوبة علاجه واستعصائه على الشفاء. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين قضوا في المذبحة الإسرائيلية الأخيرة والتي بلغت ذروتها في يوم السبت الأسود.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required