مفتاح
2025 . الأحد 1 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بحسب وجهة النظر الغربية عموماً، يَرْجِع السبب الأوَّل والأهم للمشكلة كلها إلى إطلاق "الصواريخ" الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، وعلى مدينة عسقلان على وجه الخصوص، فوزير خارجية ألمانيا فسَّر سقوط "صواريخ" فلسطينية على عسقلان على أنَّه دليل على أنَّ هذه "الصواريخ" قد أصبحت "أكثر جودة"، فأعرب، بالتالي، عن قلق بلاده الكبير حيال هذا "التقدُّم التكنولوجي العسكري" الفلسطيني، وعن رفضها له، ولعواقبه.

ولو سُئِل الوزير الألماني عما إذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مُحِقَّاً في وصفه الجولة الحالية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعلى الأطفال والنساء والشيوخ من أهلها على وجه الخصوص، بأنَّها أكثر من "محرقة"، أو "هولوكوست"، لَمَا تردَّد في نفي ذلك، وفي أن يؤكِّد أنْ لا مثيل لـ "الهولوكوست"، الذي ارتكبته النازية الألمانية في حقِّ اليهود الألمان، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا حتى في المستقبل.

لقد سمع هذا المسؤول الألماني الكبير بخبر قيام طائرة حربية إسرائيلية من طراز "اف 16"، وليس من طراز "القسَّام"، بقصف منزل المواطن الفلسطيني عطا الله، وتدميره، بالتالي، على رؤوس ساكنيه، وإبادة أُسْرة بكاملها.

وأحسبُ أنَّ هذا "الحادث" قد فُسِّر له بما يرضي "ضميره الإنساني"، ويزيده ثباتاً على ثبات في دفاعه عن إسرائيل، وتبنِّيه لوجهة نظرها، فَمِن هذا المنزل (أو من إحدى غرفه) أو من محيطه اُطْلِق "صاروخ" على سديروت، أو عسقلان، أو أنَّ مُطْلِق هذا "الصاروخ" من مكان آخر كان مقيماً في هذا المنزل، فحقَّ لطائرة "اف 16" أن تغتاله ولو تسبب ذلك بمقتل كل أفراد عائلته، أو أنَّ نيراناً قد أُطْلِقت من هذا المنزل، أو من جواره، على تلك الطائرة، أو غيرها، أو على جنود إسرائيليين دخلوا المنطقة.

ومع ذلك، بدا وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك حريصاً كل الحرص على أن يَجِد لقصف هذا المنزل، ولغيره من الأعمال العسكرية المشابهة، سنداً له، ولها، في "القانون الدولي"، وفي "روحه" إذا تعذَّر ذلك في "نصِّه". وليس بـ "التوقُّع الذكي" أن نتوقَّع لباراك أن يُوفَّق في مهمته هذه، فهذا "القانون" نراه الآن وسيلة لتبرئة المجرم، ولتجريم البريء.

لقد دعا باراك إلى نقاش (إسرائيلي) في مكتبه لمعرفة وجهة نظر "القانون الدولي" في أمر الردِّ العسكري (الإسرائيلي) على نيران (فلسطينية) تُطْلَق من "مناطق آهلة"!

باراك إنَّما يريد جواباً (مستمد من "القانون الدولي") عن سؤال "هل مسموح للجيش الإسرائيلي بأن يردَّ على مصادر النيران التي تُطْلَق من مناطق آهلة؟"، وكأنَّ وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي استخدم جيشه ما يسمَّى دولياً، وما أصبح يسمَّى عربياً أيضاً، "القوَّة المفرطة" في الردِّ على "مصادر النيران" تلك، لا يملك جواباً حتى الآن!

فقهاء وجهابذة "القانون الدولي" من الإسرائيليين المؤيِّدين لـ "حرب باراك ـ اولمرت" على قطاع غزة سيأتونه سريعاً بالإجابة التي يمكنه، وينبغي له، أن يفهمها على أنَّها "تصريح قانوني دولي" للجيش الإسرائيلي بالردِّ، ولو بطائرات "اف 16"، على "مصادر النيران (الفلسطينية) التي تُطْلَق من مناطق آهلة"!

وعليه، نتوقَّع أن يرتكب الجيش الإسرائيلي مزيداً من "جرائم الحرب (المشروعة دولياً)"، وأن يَصْعَد فيها أكثر في "سُلَّم الجرائم" لجهة بشاعتها، من الآن وصاعداً، فما "الحلُّ" لهذه "المشكلة"، على ما تُصوِّرها إسرائيل والولايات المتحدة ودولاً أوروبية، لجهة أسبابها ومسبِّباتها؟ "الحل"، في وجهته العسكرية الميدانية الصرف، هو أن يَخْرُج كل حَمَلَة السلاح من الفلسطينيين، بكل أنواعه وحجومه، من "المناطق الآهلة" إلى "غير الآهلة"، وكأنَّ في هذا الشريط الساحلي الصغير والضيِّق والمكتظ بالسكان ما يكفي من تلك المناطق "غير الآهلة"، والتي إنْ وُجِدَت، أو على ضآلة وجودها، فإنَّها لا تملك من الخواص الطبيعية والطبوغرافية ما يسمح لها بحماية المقاتلين وأسلحتهم من مخاطر الآلة العسكرية الإسرائيلية الغنية عن الوصف والشرح لجهة تطوُّرها وتفوُّقها.

وهؤلاء، أي إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، لن يقبلوا إجابة من قبيل أنَّ السكَّان أنفسهم هم أيضاً مقاومون، يستخدمون السلاح الذي في منازلهم دفاعاً عن أنفسهم، وعن عائلاتهم، عندما يصبحون في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي.

أمَّا "الحل"، في وجهته السياسية، فيكمن في التوقُّف التام عن إطلاق تلك "الصواريخ"؛ وقد أوضح ذلك مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي إذ قال: "إنَّ الإطلاق اليومي للصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل هو سبب الحصار" المضروب على قطاع غزة، فهل نَسْتَنْتِج من ذلك، وعملاً بالقاعدة المنطقية "زوال النتائج بزوال أسبابها"، أنَّ هذا الحصار سيُرفع بالكامل ما أن يُعْلِن الفلسطينيون، ويلتزموا، التوقُّف التام عن إطلاق تلك "الصواريخ"؟!

إذا كان هذا هو الاستنتاج فليتقدَّم مندوب الولايات المتحدة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو إلى الوقف المتبادل لإطلاق "الصواريخ" ولإجراءات الحصار كافة!

هذا المندوب لا يعني أبداً ما قال، ولجهة النتائج المترتبة عليه على وجه الخصوص؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو ما قاله باراك في معرض شرحه لأسباب ما حَدَثَ، ويَحْدُث، في قطاع غزة، فوزير الدفاع الإسرائيلي حَمَّل السلطة الفلسطينية برئاسة عباس المسؤولية، فهذه السلطة، بحسب أقواله، هي المسؤولة عن فُقْدان السيطرة (أي سيطرتها هي) على قطاع غزة، فكانت العاقبة "تعثُّر المفاوضات السياسية"، ثمَّ هذا "الانفجار"!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required