مفتاح
2025 . الأحد 1 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تتأخر إسرائيل كثيرا في ترجمة تصريحات قادتها السياسيين والعسكريين إلى تحويل غزة إلى حطام حتى سقط حتى ألأن ما يقارب المائة شهيد وأكثر من مائتي جريح غالبيتهم قطعت أجسامهم وبترت أرجلهم وأيديهم ، دونما تمييز مابين أطفال تتراوح أعمارهم مابين اليومين وألأربعة عشر عاما ,ومسنيين ومسنات ومقاومين لأن الكل مستهدف ، وأمتدت الهجمات إلى تدمير ما تبقى من عناصر القوة المحدودة والهشة لبقايا بنية تحتية أضعفتها العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة ، لأن الهدف من هذه الحملة ليس فقط إحتواء وإضعاف حماس بل اكثر من ذلك ، بتعميق حالة ألإنقسام وتباعد المسافات بين شطري الوطن الفلسطيني الذي ما زال يئن تحت ألإحتلال .

هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية تثير العديد من التساؤلات وعلامات الإستفهام التي ينبغي أن نقف أمامها حتى لا تعاني الحالة الفلسطينية مزيدا من الإنقسام :ما هي أهدافها ومقاصدها ؟ وما هي خيارات إسرائيل العسكرية والسياسية ؟وما هي تداعيات الحملة على مستقبل العملية السياسية برمتها وكيف يمكن للفلسطينيين مواجهتها ؟ اسئلة كثيره كل منها قد يحتاج منا إلى مقالة مستقلة ، لكنني سأحاول أن أجملها فى مقالة واحدة.

لعل الخطأ الذي نقع فيه فلسطينيا دائما أننا ننظر إلى السياسة الإسرائيلية بشكل أحادي كإنسحابها ألأحادي من غزة ، السياسة ألإسرائيلية لا تفهم إلا كرزمة واحدة، وبأهداف كلية ، فهي عندما تتعامل مع غزة وحركة حماس لا تفصل ذلك عن أهدافها العامة في التعامل مع القضية الفلسطينية ، هدفها هنا واضح ومحدد وهو تصفية القضية الفلسطينية في ظل حالة من ألإنقسام الفلسطيني ، ولذلك الهدف الرئيس من حملتها العسكرية ليس فقط غزة بل كل ألأرض الفلسطينية للحيلولة دون بناء الكيان الفلسطيني القوي والقادر على البقاء . ولعله من ألأخطاء الجسيمة أن نصور العملية وكان هدفها فقط حركة حماس وغزة ، أو ليست حماس وغزة جزء من القضية والشعب الفلسطيني وفقدانهما فقدان للقضية .

وعليه ليس هدف إسرائيل كما يمكن أن نتصور العودة إلى غزة وإعادة إحتلالها ، وهذا يتعارض مع أهداف سياستها ألأحادية فى التعامل مع القضية الفلسطينية ، إسرائيل لن تعود إلى إحتلال غزة من جديد وتتحول إلى سلطة إحتلال مسؤولة عنه ، إسرائيل تتهرب من مسؤليتها كسلطة إحتلال ، وفي هذا السياق هي تدرك تماما أنها لن تستطيع إقتلاع حماس من ألأرض الفلسطينية ، ولذلك هدفها آلآني هو وقف إطلاق الصواريخ وكل مظاهر المقاومة من غزة بشروط أفضل من وجهة نظرها ، وقد يكون هدف حركة حماس هنا الوصول إلى حالة من الهدنة المتبادلة وهي بهذا أي إسرائيل تكون قد جزأت القضية الفلسطينية وفككت عناصر القوة منها ، والسؤال السريع أيهما أفضل فلسطينيا ؟ أعود إلى خيارات إسرائيل في التعامل مع غزة ، الملاحظ في قراءة الخيارات ألإسرائيلية أن إسرائيل وعلى الرغم من إنسحابها من غزة إلا أنها لم تسقط غزة من حساباتها ، فظلت محتفظة بالتحكم فيها عن بعد حتى تتجنب مسؤوليتها كسلطة إحتلال وصولا إلى هذه المرحلة وتصوير قطاع غزة بالكيان المعادي والخطر على أمنها ، ولذلك تعاملت مع الصواريخ الفلسطينية رغم تقليديتها ومحدودية آثارها وكانها صواريخ عابرة للقارات ، وصورت غزة أيضا بانها تحولت إلى قاعدة عسكرية , وعملت على تهيئة الرأي العالمي إلى هذه المرحلة عكسنا تماما نضخم من قوتنا العسكرية ونتبارى في الخطب السياسية التى تستغله إسرائيل أفضل إستغلال حتى تغطي أهداف حملتها العسكرية وما ترتكبه من قتل وتدمير للحياة الفلسطينية .بهذا الفهم تلجأ إسرائيل الى كل الخيارات المفتوحة بدءا من الخيارات ألإقتصادية بالحصار والتحكم في المعابر والمنافذ البرية والبحرية وهي في كل خياراتها تنطلق من رؤيتها الخاصة لأمنها وإدراكها أن الظروف ألإقليمية والدولية وقبلها الفلسطينية تعمل لصالحها ، وأيضا إطمئنانها للموقف ألأمريكي الذي يقف في وجه أي فيتو داخل مجلس ألأمن وخصوصا فى سنة ألإنتخابات الرئاسية ألأمريكية ، ولكل هذا فقد إستفادت من التطورات السياسية في غزة بوصول حركة حماس إلى السلطة وسيطرتها أخيرا على غزة مستغلة مسألة الصواريخ التي تطلق لتغطي حقيقة أهدافها من وراء حملتها العسكرية ضد غزة وهي في الحقيقة ضد القضية والشعب الفلسطيني كله .

وهنا تراوحت خياراتها ما بين ألإجتياح الكامل وهو مستبعد لأنه يصب ضد مصلحتها ، إلى خيار الحملة العسكرية الواسعة والمحدده بأهدافها ، وقد تذهب منها إلى فرض سيطرتها على المعابر الحدودية وتجزئة القطاع إلى أجزاء منفصلة حتى تتمكن من التحكم فيه من ناحية ، وعرقلة حركة سكانه من ناحية أخرى , وقد ينتهي ألأمر بها في المنظور البعيد إلى فك إرتباطها الكامل بقطاع غزة حتى تؤصل لحالة ألإنقسام الفلسطينية طالما أنها آمنت حدودها معه ومن ثم لا يعنيها من يسيطر على غزه ، هذه هي بعض خيارات إسرائيل من حملتها العسكرية الواسعة وأهدافها ، وبقى الجانب الفلسطينى وعليه تفرض مسؤوليات كبيره وتساؤلات وطنية ، وأكتفى بالتساؤل هل تتم المواجهة بمزيد من ألإنقسام والحرب الإعلامية وحالة التخوين وتحميل المسؤليات هنا أو هناك ، فلنتقي الله في أنفسنا ووطننا وشعبنا الذي يدفع الثمن من دم أبنائه ، فلا خيار أمامنا جميعا إلا العودة إلى الخيار الوطني لأنه القادر على وقف التصعيد الاسرائيلي ، وكل شيء يتحرك من حولنا ولتكن حركتنا حول قضيتنا وشعبنا ، ولا نكون حلقه في دائرة غير دائرتنا .

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required