مفتاح
2025 . الأربعاء 4 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

" إن التصالح هو قمة أشكال المخاطبة " كوفي عنان

"..أعلن المؤتمر سنة 2009؛ عاماً للتصالح العالمي، وأقرَّ بالضرورة الملحة لعملية المصالحة، خصوصاً في تلك المناطق والبلاد من العالم، والتي بسبب حالات الصراع فيها عانت المجتمعات بتنوعاتها الداخلية وشرائحها وأطيافها الوطنية والدولية، والتي صارت بسببها مهددة مصابة مهاجَمة ومفككة، أم ما زالت تعاني...."

إعلان الأمم المتحدة سنة 2009 عاماً للتصالح/ "الجمعية العامة 10536، الجمعية العامة 61، الاجتماع بكامل الأعضاء، المؤتمر 56"

*****

إذا كانت الأمم المتحدة، قد حثَّت على وضع البرامج، التي يتم فيها التعبير عن مصطلح التصالح، بأشكال متعددة، "كجسر يربط بين كل مستويات التنوع البشري تحت شعار: "الاتحاد في التنوع"؛ فماذا عن التصالح بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد؟

وإذا كان "التصالح ضرورة للسلام والنظام عبر العالم"؛ أفلا يكون التصالح الوطني، ضرورة لإنجاز الاستقلال، وتحقيق السلام؛ ليس فقط في فلسطين بل وفي العالم بأسره؟!

وإذا كانت الأمم المتحدة قد أدركت أن "التصالح هو الخطوة الأولى على طريق السلام والنظام والعدالة"، وأن "التصالح سخاء يُعاش وهو مهارة ذهنية ضرورية لتحقيق السلام"؛ فأعلنت عام 2009؛ عاماً للتصالح العالمي؛ فماذا عن الشعوب المحتلة والمقهورة والمفكَّكة والمهاجَمة؟

هل تنتظر تعليمات من خارجها للمصالحة الوطنية؟ أم تضع الآليات بنفسها؛ استجابة لأدق احتياجاتها للوحدة الوطنية؟

*****

يأتي طرح "منتدى فلسطين" "مشروع مبادرة من أجل المصالحة الوطنية: نحو حل متوازن وشامل للأزمة الوطنية"؛ لينسجم مع "ألفية التحدي والتصالح بين البشر"، والتي أعلنتها الأمم المتحدة. وحين يطرح "المنتدى" مبادرته، في هذه الفترة العصيبة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية؛ فهو يعي أهمية سلاح الوحدة وخطورته؛ مقابل سلاح التجزئة والهيمنة والتفكيك، التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، وكل من يسانده من قوى الاستعمار في العالم.

سلاح الوحدة، هو الذي يمكن أن يشكِّل أبلغ ردٍّ على الاعتداءات اليومية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، وعلى الإعلان عن الحرق والتدمير والذبح، على مرأى من العالم الذي يساوي بين الجلاد والضحية، حين يطالب الضحية بوقف دفاعها عن النفس، قبل مطالبة الجلاد بالتخلي عن عدوانه.

يواصل "المنتدى" عبر مبادرته، جهود المؤسسات والفعاليات والقوى والأحزاب كافة، والتي كان أهمها إعلان القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق مكة، ومبادرة القطاع الخاص، والنداء من أجل فلسطين، ومبادرة المجلس المركزي؛ لكن المنتدى يأخذ بالمستجدات، ويعمل على تجاوز ثغراتها، من خلال تقديم مبادرة شاملة و متوازنة وقابلة للتحقيق.

وفي ضوء تحوّل الحوار حول سبل الخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية، إلى اشتراطات واشتراطات مقابلة، وتزايد المخاطر الناجمة عن حالة الانقسام الفلسطينيّ، وخصوصاً خطر تكريس انفصال قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية، وفي ضوء اتضاح المخطط الإسرائيلي باستخدام الخلاف الداخلي وتوظيفه في محاولة لفرض الحلّ الإسرائيلي، وأمام احتمالات تحوّل هذا الحل الى أمر واقع، يطيح بالمشروع الوطنيّ، ويدمّر ركائزه التي تقوم على وحدة الأرض والشعب والقضية والمصير،

وفي ضوء حالة المراوحة التي تشهدها الأزمة، دون تقدّم يذكر؛ جاءت مبادرة "المنتدى" لتطرح رزمة واحدة متكاملة شاملة لا تقبل التجزئة، أو الانتقائية، ولا تكتمل إلاّ بتفاعل أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، وبالتشاور معهم، حول آليات تطبيقها، والوسائل الكفيلة بنجاحها، كي يتبناها أبناء الشعب المتضرر من الانقسام والتجزئة الخلاف الداخلي، حتى يدفع باتجاه المصالحة الوطنية؛ تحقيقاً لأهدافه في حماية المشروع الوطني، وركائزه، التي تقوم على وحدة الأرض والشعب والقضية والمصير.

*****

إنَّ أبلغ رد على الاعتداءات الهمجية المتواصلة على أبناء شعبنا الفلسطيني؛ هو تحقيق المصالحة الوطنية، حيث تكريس الوحدة بين أجزاء الوطن الواحد وبين أبناء الوطن الواحد، وحيث الغالب هو من ينتصر لإرادة الشعب في مقاومة الانتحار والموت، ومواصلة الصمود وإحباط مخططات العدو، الهادفة إلى تمزيق الوطن وتجزئته وتفتيته إلى دويلات وأجزاء مبعثرة.

*****

في اقتراحات وصلت "المنتدى" حول أولوية ترتيب بنود المبادرة؛ طرح اقتراح تعديل على البند الخامس عشر، كي يأخذ الصدارة، ويسبق أية بنود أخرى، لأهميته في تحقيق البنود الأخرى. هو البند الذي يلزم جميع الأطراف، برفض كل أشكال الإقصاء، والتخوين، والتكفير، والتفرد، والهيمنة، والتحريض، واستخدام العنف؛ لحلّ الخلافات والنزاعات الداخلية، والتأكيد على الالتزام الصارم بأخلاقيات العمل الوطني، ومرتكزاته الأساسية، القائمة على التعددية، والحوار الديمقراطي، والتعايش، والتسامح، بين مختلف تيارات الشعب وفئاته، وتنوعه الثقافي والفكري والسياسي، والعودة إلى أسس راسخة، في إعادة بناء العلاقات الوطنية والمجتمعية، على أساس الشراكة الوطنية، التي تقوم على المساواة، وتكافؤ الفرص، والإنتاجية، والانتماء الوطني.

*****

إذا كان "التصالح يبدأ في داخلنا، كخبرة شخصية وذاتية"؛ فهلاّ ننمي هذه الخبرة مع أنفسنا؟!

وإذا كانت المصالحة "تتجلّى بالتواصل مع أقرب الناس إلينا"؛ فمن أقرب الناس على لحمنا سوى لحمنا؟!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required