نصبت عرائش تعازي تقريبا في كل شارع بجباليا يوم الخميس الماضي بعد ايام معدودة من انسحاب الجيش الاسرائيلي من المنطقة وعودة الحياة الى مسارها الطبيعي. وبدأ اصلاح الاضرار، بعد ان دمرت الدبابات الشوارع وانهارت المنازل في اعقاب القصف الصاروخي، وبعد قطع خطوط الكهرباء والهاتف. هدمت الدبابات في الشارع الرئيس محل عائلة عيد، كما اصيب منزلهم بصاروخ، مر بغرفة الاولاد قبل ان يدمر منزل الجيران، وكان في الغرفة فقط نائل عبد ربه - 10 سنوات. لقد اختبأ نائل مذعورا لكنه غير مصاب لمدة ساعتين تحت فرشه، وذلك حتى تمكن والداه من دخول الغرفة المدمرة. ودمر منزل نصرة ايضا، اذ اصابت شظايا قذيفة دمرت مبنى مجاورا، جدران المبنى الذي تعيش فيه صبرا مع ابنائها ال 11، وسقطت القذيفة التي دمرت منزلها على منزل عائلة عطا الله بعد ظهر يوم السبت وكل ما تبقى من المبنى الذي يتكون من ثلاثة طوابق كومة من الحجارة وحطام الباطون المسلح. سقط الاخوان خالد وابراهيم عطا الله، المطلوبان من حركة »حماس« ودفنت تحت الركام عائلتيهما، وتم انقاذ زوجتيهما وخمسة ابناء لهما، وقتل والداهما المسنان عبد الرحمن وسهى، واختاهما ابتسام ورجاء. وعملوا حتى ساعات بعد ظهر يوم الاحد للعثور على الجثث، وكان من بين الذين عثروا عليهم انس ابن خالد الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة اسابيع، وكان المنقذون على قناعة بوفاته، لكنه عاد للحياة في المستشفى. ووفقا لمعطيات »بتسيلم« فان 25 من الضحايا كانوا اطفالا وصبية. احتشد اقرباء صفاء سيف - 12 عاما - في عريشة العزاء يعزون والدها الذي احمرت عيونه ويدخن باستمرار، تحدث رائد ابو سيف بصعوبة وبألم عن تسلسل الاحداث يوم السبت بعد ان وصل جنود الجيش الاسرائيلي الى الشارع وسيطروا على المنازل وفرضوا حصارا على الحي. جمع رائد واخاه اللذان يقطنان في نفس المنزل افراد العائلتين في الطابق السفلي وفجأة افتقد رائد اخيه، الذي ظل في بيته، وركضت صفاء الى الطابق الثاني لمعرفة ما حل بعمها. سمع فجأة صوت انفجار وفتحت النافذة، وشاهد قناص اسرائيل يتمركز في منزل بالجانب الاخر من الشارع الهدف بوضوح، وسمع رائد من الاسفل صراخ اخيه وشاهد فور وصوله ابنته تغرق بحمام دم، اذ اخترقت الرصاصة جسدها تحت القلب وخلفت جرحا كبيرا في ظهرها وحاولوا نقلها الى المستشفى، لكن نيرانا اسرائيلية اطلقت على سيارة الاسعاف حالت دون وصولها الى المنزل، وظلت صفاء تنازع من اجل الحياة طوال ثلاث ساعات في حضن والدها. هدأت المعارك في الحي في ساعات المساء وحاولت زوجة رائد وابنته البكر نقل جثة صفاء الى سيارة الاسعاف التي كانت ما زالت تقف في شارع صلاح الدين على بعد مئات الامتار من المنزل، وسارتا ببطئ باتجاه دبابة اسرائيلية، وعندما اطلقت دفعة من العيارات النارية نحو سيقانها تركت الجثة ولاذتا بالفرار وخاطر رائد بحياته وخرج الى الشارع، واعاد جثة ابنته الى المنزل. حل الليل وتخوف رائد على اتزان تفكير افراد عائلته وقال :»لقد تحدثوا اليها وكأنها على وشك الاستيقاظ«. ما الذي يمكن ان يفعله اذا استمرت العملية الاسرائيلية اياما؟ واجرى رائد مشاورات هاتفية مع رجال دين. وسألهم هل يسمح له بدفن ابنته في ساحة المنزل؟ واتصل حينذاك سائق سيارة الاسعاف وقال بأنه حصل على اذن بالاقتراب من المنزل. واصر رائد على مرافقة جثة ابنته الى مستشفى كمال عدوان. حاول رائد بعد عدة ايام من ذلك وخلال تواجده في عريشة العزاء معرفة لماذا ماتت ابنته. وقال »شاهدنا في التلفزيون الاسرائيلي بأنهم قاموا بهذه العملية من اجل ايقاف اطلاق قذائف القسام. هل ابنتي عضوة في »حماس«؟! هل حمارنا مقاتل؟ لقد اطلقوا النار عليه ايضا، هل ابن الجيران ايضا عضو في حماس«؟«. اشار رائد الى بيت العزاء في اعلى الشارع، حيث تجلس عائلة محمد المحبور - 15 عاما- الذي قتل هو ايضا على ايدي قناصة اسرائيليين واطلقت النار على اخيه ووالده عندما حاولوا الوصول الى جثته، ويتلقى الاثنان اليوم العلاج في المستشفى وفقد جيران عائلة المحبور ابنهم حسن ابو صافي - 22 عاما - وكان يتحدث بالهاتف عندما اصابه العيار الناري في جبينه. وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي معقبا على النبأ :»وجهت عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة فقط ضد شبكات الارهاب ورجال المنظمات المسلحين وخلايا مطلقي القذائف واهداف لمنظمات الارهاب. تعمل المنظمات على اطلاق القذائف من المراكز السكانية من داخل ومن قرب مدارس مستخدمة غير مسلحين وصبية كحواجز وجراء هذا التصرف المرفوض الذي يشكل جريمة حرب قد تحدث اصابات غير مقصودة في اوساط مواطنين غير متورطين. الجيش ليس مثل منظمات الارهاب يبذل قصارى جهده من اجل الامتناع عن قتل غير المتورطين، ومع ذلك يأسف الجيش على كل اصابة غير مقصودة، لكنه يؤكد بأن المسؤولين عن ذلك تقع على كاهل حماس«. بقلم: كاترين اورمستاد كاتبة سويدية تعيش في اسرائيل - هآرتس القدس اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|