مفتاح
2025 . الأربعاء 4 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الصحف الإسرائيلية، الصادرة غداة تقديم اجهزة الاستخبارات تقاريرها السنوية عن الاخطار المحدقة بإسرئيل، نقلت عن وزراء انهم لم يناموا ليلتها. وقالت ان بعض هؤلاء لم ير في حياته صورة اشد قتامة للوضع الاسرائيلي، ناسبة الى احدهم ان الغرب وحده، اي البحر، لا يحمل مخاطر للدولة العبرية.

خلاصة هذه التقديرات ان اسرئيل باتت محاطة من الجهات البرية بقوى تعتمد على قدرات صاروخية تغطي كل مساحتها. وان هذه القوى تكن للدولة العبرية عداء دفينا، وانها تزيد قدراتها التدميرية باستمرار. وان المواجهات البرية التقليدية التي كان يتفوق فيها الجيش الاسرائيلي مستبعدة، ولم يعد لسلاحي المدرعات والبر الاهمية السابقة. وحتى سلاح الجو لم يعد عنصر الحسم في المعارك المقبلة.

وفي التقديرات ايضاً ان هذه القوى المعادية لإسرائيل تتمثل في ايران وسورية و «حزب الله» و «حماس»، لتخلص ان سمة الشيعية السياسية غالبة على هذه القوى. وقدرت انه، بعد سقوط قطاع غزة في يدي «حماس»، سيلقى لبنان المصير نفسه على يدي «حزب الله»، في ظل «استقرار النظام السوري». لتكتمل دائرة «الحصار الصاروخي» على اسرائيل.

وبحسب «معاريف»، ان مثل هذا الوضع سيؤدي الى امكان ان تصبح اسرائيل محاطة، خلال سنة او سنتين، بـ «حزام ارهابي مسلح ومدرب ومزود بالصواريخ مع اسناد دولتين حدوديتين، سورية ولبنان، ومظلة نووية ايرانية».

واذا كانت ثمة صدقية لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في نظر الحكومة والطبقة السياسية في الدولة العبرية، لا بد من الاستنتاج من هذه التقديرات ان ثمة واحدا من خيارين: الحرب على امتداد المنطقة التي يصدر منها هذا الخطر، اي غزة ولبنان وسورية وصولاً الى ايران. والخيار الثاني: درس سبل تفادي مثل هذه الحرب غير المضمونة النتائج (بفعل طبيعة المواجهات والاستعدادات المعادية). اي ان هذه التقديرات تطرح، وفي حدة، خياري الحرب الشاملة والسلام الشامل، مع كل ما يترتب عن اي منهما من موجبات.

عناصر الخيارين متوافرة. على الطاولة مبادرة السلام العربية والاجماع العربي على الحل السلمي الشامل، بما فيه الاعتراف والعلاقات، في مقابل الارض والانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة في حرب 1967. وعلى الطاولة ايضا اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ودعم دولي لا سابق له للعملية السلمية. والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية انتجت آليات ومبادئ، يسهل التزامها البحث في القضايا المعقدة. وهذا ما يوفر، حتى الآن، الاساس السياسي لخيار الحل السلمي.

لكن القيادة الاسرائيلية التي تدعي انها تلتزم هذا الخيار تعمل يوميا على نسف أساسه. سياسياً، بالشروط التعجيزية التي تفرضها في التعامل مع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وعمليات العنف المفرط في التعامل مع القضايا الامنية، من جهة. ومن جهة ثانية، تغذية حال من الالتباس والتذبذب في قضية الحوار مع سورية، وتأبيد الاحتلال للجولان. ومن جهة ثالثة، تصلب بالتمسك في ما تبقى من اراض لبنانية محتلة وفي ملفات الاسرى العالقة، رغم القرارات الدولية وآخرها الـ1701.

اي ان الاعلان الاسرائيلي التمسك بالسلام لا يتعارض مع الممارسات على الارض فحسب، وانما يتعرض لعملية نسف مستمرة من خلال هذه الممارسات. وليست التقديرات القاتمة لاجهزة الاستخبارات الا التعبير عن مأزق خيار السلام في اسرائيل. وليس افضل، بالنسبة الى المؤسسة الحاكمة، من اجواء العداء الشديد والتهديد الخطير لتبرير تقويض موجبات السلام. ألم تؤد الحملة الدموية على قطاع غزة، وما سبقها من تصلب في المفاوضات مع السلطة، الى تلميح عربي الى التخلي عن المبادرة السلمية؟ أليس الزعم بوجود هذا «التهديد المصيري» من الجوار حجة على ديبلوماسية آخر الولاية الرئاسية لجورج بوش المصر على تحقيق «رؤية الدولتين»؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required