مفردتان سيطرتا خلال الأيام القليلة الماضية: المفاوضات والتهدئة، الأولى للسلطة في رام الله والثانية لحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة. ولأن السياسيين التقليديين وتبعهم لاحقاً السياسيون الثوريون، أتقنوا لعبة المصطلحات المحفوظة عن ظهر قلب، فإننا سنغرق مجدداً في لعبة المصطلحات والمفاهيم المتدحرجة صعداً نحو الفراغ، فيما القضية الفلسطينية تتدحرج هبوطاً نحو المجهول. رئيس وزراء “إسرائيل” ايهود اولمرت الحريص على مكانته الشخصية وائتلافه أكثر من أي شيء آخر، انحاز للموقف التقليدي الرافض للتهدئة الرسمية التي يتطلب إنجازها حواراً مع “حماس”، وتحدّث عن استعداده لعدم “ضرب” غزة إذا لم تُطلق منها صواريخ على مستعمرات وأهداف الاحتلال العسكرية، لكن من دون أن يلتزم بصيغة اتفاقية تكبِّل عدوانية “إسرائيل” القائمة على قاعدة “الطبع غلب التطبُّع”، بدليل أن كل التهدئات السابقة شطبتها “إسرائيل” بجرة مدفع وغارة طائرة، حتى إنها اغتالت البراغماتي في حماس” صاحب الباع الطويلة في تحقيق التهدئات، الشهيد د. أبو شنب، فكانت الرسالة أوضح من أن تحتاج إلى تحليل، وقبلها شطبت “إسرائيل” تهدئة طويلة نسبية عندما ضربت ضربة مفاجئة كان ضحيتها الشهيد رائد الكرمي. “إسرائيل” فعلت ذلك لأن التهدئة كانت ضمنية بل في كثير من الحالات كانت تعلن أن هذه التهدئة شأن فلسطيني ولا علاقة ل “إسرائيل” بها. هذه المرة حركتا “حماس” والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحركة “فتح” وغيرها من فصائل المقاومة تتحدث عن تهدئة شاملة (لا تستثني الضفة الغربية) ومتبادلة (تلزم “إسرائيل” علناً وليس ضمناً)، ووفق ضمانات دولية، وتضيف الجبهة الشعبية أن تكون التهدئة تكتيكية وليست بداية لإنهاء المقاومة. وليس السلوك “الإسرائيلي” إزاء التهدئة مختلفاً عنه في شأن المفاوضات التي يصعب لفظها من دون إضافة كلمة “عبثية”، هي فعلاً كذلك إن لم تكن أكثر من ذلك. لا يسأل فرسانها أنفسهم ماذا حققت هذه المفاوضات منذ مؤتمر مدريد أي منذ ثمانية عشر عاماً، قبل أن نسأل ماذا يمكن أن تحقق عام 2008 أو حتى ،2020 إذا كانت المفاوضات آلية لتبرير الوجود السياسي والمنصبي والمصلحي لهذا المسؤول أو ذاك، فهذا شأن آخر ونقاش آخر، أما إذا كانت آلية نضالية لتحقيق الحقوق الوطنية فإنها لا بد أن تخضع لمعايير تبدأ بموازين القوى ولا تنتهي بوحدة الشعب الذي يمثّله المفاوضون. هل عرف التاريخ شعباً منقسماً عمودياً وخاض مفاوضات ناجحة مع عدو؟. الشعب المنقسم يفاوض نفسه أولا ويتوحّد ويحدِّد ما الذي يريده من التفاوض ويخزِّن بدائله في حالة الفشل، ثم يذهب بوفد يتمتع بالمصداقية الوطنية ثم بالكفاءة. القيادة الحقيقية لا تفاوض فيما العدو يسفك دماء الأطفال والأبرياء يوميا ويحتجز آلاف الأسرى ويعلن كل صباح عن مخطط استيطاني جديد، وعندما تجري مجازر لا تجرؤ على ما يتجاوز “تعليق” المفاوضات، تعليق لم يحتمل أكثر من غلوة واحدة على نار كوندوليزا رايس. لا تلك تهدئة ولا هذه مفاوضات. دارالخليج اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|