من المقرر ان يكون وفدان فلسطينيان يمثلان منظمة التحرير وحركة حماس، قد توجها الى العاصمة اليمنية بدون النية لعقد اجتماعات ثنائية بينهما، وذلك للبحث في المبادرة اليمنية، وتقديم كل طرف لوجهة نظره بصددها. ومن المقرر ان يتوجه وفد من منتدى فلسطين في وقت لاحق للعاصمة اليمنية، بناء على دعوة يمنية نابعة من قناعة مفادها بان أية مبادرة عربية أو دولية لانهاء الانقسام والمصالحة الوطنية، على أهمية العوامل العربية والاقليمية والدولية، لا تكفي وحدها وانما يجب ان تتوفر النية الصادقة للمصالحة فلسطينياً، كما يجب ان تسير مع المبادرات العربية والدولية وبشكل متواز مبادرات وجهود فلسطينية شعبية وسياسية من اجل توفير البيئة الفلسطينية المناسبة للمصالحة، كما توفر اداة الضغط الكفيلة، خصوصاً اذا ولد تيار شعبي فلسطيني ضاغط، يكون كفيلاً بمعاظمة فرص النجاح. ومن أجل المساعدة على زيادة فرص نجاح المبادرة اليمنية التي اصبحت عربية بعد ان تبنتها جامعة الدول العربية في احد اجتماعاتها، لا بد ان نشير إلى أهمية اتخاذ جملة من الخطوات فوراً من كافة الاطراف الفلسطينية، وبدون ابطاء، لكي تساعد على تهيئة الاجواء المناسبة واللازمة لاطلاق وانجاح جهود المصالحة الوطنية. أولى الخطوات المطلوبة، وقف الحملات الاعلامية والتحريض المتبادل، والابتعاد عن كل مفردات التخوين والتكفير والاقصاء والتفرد والهيمنة، وإدانة استخدام العنف لحل الخلافات والنزاعات الداخلية والكف عنه، والكف أيضاً عن اعتبار كل طرف لنفسه: اما يمثل وحده الوطنية والحقيقة والقدرة على تحقيق المشروع الوطني، أو يمثل الدين والمقاومة والاستقامة والاخلاص. فالوطن للجميع، والدين لله، والاحتلال يستهدف الجميع انساناً وارضاً وحقوقاً ومقدسات، والمقاومة حق مقدس بكل أشكالها، وخيار لا يمكن ان يتنازل عنه الشعب الفلسطيني ما دام مشرداً، وما دامت أرضه محتله، وما دام الاحتلال يواصل العدوان العسكري بكل اشكاله، ويكثف الاستيطان والجدار وتقطيع الاوصال والحصار وحملات الاعتقال. وما دام لا يوجد أُفق سياسي جدي قادر على انهاء الاحتلال، يمكن، بل يجب ان نختلف مع بعضنا البعض، ولكن في اطار استراتيجية وطنية واحدة، وبدون ان يلغي احدنا الآخر، وبدون ان يلقي كل طرف على الآخر تهمة العمالة أو الارتباط بالاحتلال أو خدمته أو الخضوع الكامل للمحاور العربية والاقليمية والدولية. فالحقيقة الساطعة مثل شمس تموز، والتي لا يستطيع احد ان يخفيها بغربال، ان القرار الفلسطيني يكاد يفلت تماماً من أيدي الفلسطينيين، واصبح الآخرون هم الذين يقررون بالشأن الفلسطيني. وان استمرار وتعميق حالة الانقسام السياسي والجغرافي يؤديان الى فقدان القرار الفلسطيني كلياً، كما يؤديان الى خضوع أكبر من الاطراف الفلسطينية كافة للمحاور الاقليمية والدولية التي تتحالف معها وتدعمها. وهذا أدى ويمكن ان يؤدي أكثر إلى جعل الاحتلال هو المستفيد الأكبر، ان لم نقل الوحيد مما يجري وما يمكن ان يجري اذا استمر الانقسام. ثانية الخطوات المطلوبة، اطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة وغزة، وعدم اعتقال اي انسان على خلفية سياسية، فلا يعقل ان يعتقل اي انسان فلسطيني بسبب انتمائه الفكري والسياسي والتنظيمي من اطراف فلسطينية، في وقت يعاني فيه الفلسطينيون على اختلاف انتماءاتهم وفصائلهم واحزابهم من حملات مستمرة من الاعتقالات من قوات الاحتلال بحيث نجد داخل المعتقلات الاسرائيلية أبناء "فتح" إلى جانب ابناء "حماس" وأبناء كافة الفصائل والاحزاب، ومن أفراد الشعب الفلسطيني الآخرين. ثالثة الخطوات المطلوبة الامتناع عن اتخاذ اية خطوات أو قرارات أو مراسيم من شأنها تعميق الانقسام. فما حصل سابقاً ومنذ حزيران العام 2007، حين سيطرت حركة حماس بالقوة على السلطة في غزة، وحتى الآن سيعالج عند البحث في المصالحة. المهم الآن عدم اتخاذ خطوات وقرارات ومراسيم جديدة تمس الحريات الفردية والعامة أو تعمق الانقسام وتجعل المصالحة الوطنية أصعب واصعب. آخر الخطوات المطلوبة فوراً لتهيئة الاجواء المناسبة الاتفاق على تشكيل لجنة وطنية مستقلة من شخصيات ذات كفاءة، وتحظى بالثقة العامة، وبصلاحيات كاملة، لتقصي الحقائق والتحكيم لوضع اليد على أسباب الأزمة وجذورها واقتراح الحلول المناسبة، ومعالجة ذيول ما نتج عنها من اقتتال، منعاً لردود الافعال الثأرية والانتقامية، فهناك حقوق خاصة وشخصية لمن قتل او جرح الى حد الاعاقة ولمن تضرر، ولا يجب القفز عنها عند وقبل البحث في المصالحة الوطنية، ومن أجل ان تقف اذا تحققت على اقدام ثابتة!!
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|