مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

عندما جاء قرار التقسيم الشهير 148 التابع للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، رفضنا كعرب بالطبع كوننا متأكدين أن فلسطين التاريخية هي وقف إسلامي بحت، لا يجوز تقسيمه بيننا وبين اليهود.... ودارت الأيام جاءت قرارات 242 و338 وكان معها إعطاء الفلسطينيين دولة في حدود الـ 67م، وكان يجب علينا أن نرفض هذا القرار كونه ظلم وإجحاف بحق أراضينا.. وتقلصت القضية الفلسطينية تدريجيا بعد ذلك، وجاء الرئيس المصري الراحل أنور السادات وعرض علينا حكماً ذاتياً للمدن الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، وتدريجياً تكون نواة لدولة فلسطينية، وتعايش سلمي بيننا وبين إسرائيل، إلا أن خوّنا الرجل آنذاك لأن الأرض كلها لنا، وكيف نرضى بحكم ذاتي.

جاءت أوسلو بسلبياتها بعد ثمانية أعوام من إنتفاضة لم يشهدها التاريخ المعاصر، ولا حتى القديم، وبدأ الناس يجمعون أموالهم بطرق سليمة وإلتفافية، وشاهدنا رؤوس أموال غريبة وغربية، ورجال أعمال كنا نسمع عنهم في الإذاعات. وبدأت مفاوضات أشبة بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي، إنتهت الأخيرة بإنهاء ظاهرة الإمبراطورية السوفيتية، وإنتهت الأولى بقتل الزعيم الفلسطيني والرئيس ياسر عرفات بعد أن أشعل إنتفاضة الأقصى من تحت الطاولة، وأسدل الستار عن تاريخ رجل طالما إتهمته فصائل المعارضة آنذاك، بالخائن، خاصة عندما يطالب في بعض الأحيان، وأثناء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بوقف الصواريخ على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة، فكانوا يقولون أنه متصهين- متأمرك - متشطين وكافة أنواع الوصف والذم والقدح التي تبدأ بالـ ميم.

خلفه الرئيس الحالي محمود عباس صاحب السياسة الدبلوماسية الهادئة، حتى في أحلك الظروف وأعقدها. ثم فازت حماس في الإنتخابات التشريعية بعد برنامجاً يجمع المقاومة مع السياسة في علم حديث لم نسمع به من قبل، يقولون أن رسولنا الكريم جمع بينهما وكان موفقاً في ذلك، وهذا بالتأكيد كونه نبي الله ولا ينطق عن الهوى، إنما بوحي من الله، وأشدد وحي حقيقي وليس في المنام، إلى أن وقفنا اليوم أمام اعتراف حماس بأن الصواريخ الفلسطينية تضر المصلحة العليا الفلسطينية، الحمد لله بعد خمسة أعوام أدركنا ما كان يفكر به الرئيس الشهيد ياسر عرفات.

جاء الإغلاق الإسرائيلي قبل إعتراف حماس بحقيقة الصواريخ، وبدأ الفلسطينيون في غزة يعيشون أجواء حرب مع الحياة، فلا بد أن نرى اللحم يوما في الأسبوع أو نصف شهرياً، وهناك من يأكل لحماً في الشهر مرة، كما المجلات الشهرية والنصف شهرية والأسبوعية، بسحب السيولة المادية والدعم وكمية الإعلانات التي تأتيها. وتزامن ذلك مع إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، وأصبحت قضيتنا الفلسطينية من نصف فلسطين إلى نصف معبر وحياة، يُفتح كل شهر أو أكثر أو أقل لعدد معين من الناس. وأي أناس!؟ العالقين فقط.

الجانب الآخر الذي تحولت فلسطين التاريخية نحوه، هي التهدئة المتبادلة، وأصبح من المضحك جداً أن نشترط على إسرائيل تلك التهدئة، وبعد خمسة دقائق نخرج على الفضائيات نتوسل أن تدخل إسرائيل مادة الكلور لغزة، حتى لا نموت عطشاً أو نشرب ماءً ملوثاً، ناهيك عن تمنينا بعودة البنزين والسولار لما قبل الحصار، أي لما كان الوضع عليه أيام دحلان وأتباعه.

بلد وشعب عجيب أمره.. أجمل ما فيه هو أن العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي ذكّرنا أن فلسطين هي من البحر إلى النهر، وليست معبر رفح ومادة الكلور والبنزين والسولار. وأن فلسطين أكبر من فتح وحماس. لذلك وجب عليّ فقط شكر الأخ العقيد القذافي، لعل أحداً يعي ما يقوله هذا الرجل من كلمات تحمل مضامين خطيرة وقوية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required