مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قبل ان تحزم وزيرة خارجية اميركا كوندا ليزا رايس حقائبها وتقفل عائدة الى الولايات المتحدة الامريكية بعد ان عقدت سلسلة من اللقاءات مع العديد من القادة العرب والاسرائيليين كان ابرزها اللقاء مع السيد الرئيس محمود عباس ابومازن الذي اعرب بعد لقائه معها في عمان عن تفاؤله بعقد اتفاق سلام نهائي مع الحكومة الاسرائيلية مع نهاية العام الجاري ،سارعت اسرائيل الى الاعلان عن سلسلة من المخططات الاستيطانية.

التفاؤل بامكانية التوصل لاتفاق يبشربقرب انهاء الاحتلال واقامة وتحقيق اماني شعبنا في الحرية واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على جميع اراضي المحتلة عام 1967 ولكنه بالقدر ذاته يثير ايضا موجة من الحذر والاستغراب مبعثها معرفة شعبنا بالنوايا الاسرائيلية الحقيقية تجاه مجمل عملية السلام ويبدوان خبرة شعبنا ومعرفته بكنه اسرائيل ونواياها كانت الادق ، فقد صادقت وزارة الاسكان الاسرائيلية على البدء الفوري بتنفيذ اوسع خطة نهب استيطاني منذ اكثرمن عقدين من الزمن تتضمن اقامة 1900 وحدة استيطانية موزعه على كامل الاراضي في الضفة الغربية وقد جاءت هذه الخطوة لتؤكد ما سبق وأعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت أكثرمن مرة لناحية اصراره على مواصلة الاستيطان وافصاحه عن ان حكومته لم تقدم اي تعهد بوقف ذلك سواء في انا بولس اوغيره كما تأتي هذه الخطوة الواسعة استمرارا للسياسة الاسرائيلية في فرض الوقائع المتسارعة على الارض بما يحول دون تطبيق قرارات الشرعية الدولية وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينيةالمستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، ومن خلال اطلالة على خطة الهجوم الاستيطاني الشاملة التي وافق عليها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ذاته وتقضي ببناء 158 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة افرات جنوب بيت لحم و682 وحدة في مستوطنة« بيتار عليت» غرب بيت لحم و160 وحدة في مستوطنة جبع « بنيامين « 510 وحدة في غفعات زئيف جنوب غرب رام الله و302 وحدة في مستوطنة «معاليه ادوميم » شرق بيت لحم و48 في «كريات اربع» بالقرب من الخليل بالاضافة الى 48 وحدة في مستوطنة ارئيل بالقرب من سلفيت ، يتضح دون ادنى شك انها تمثل الاخطرمن حيث حجمها واتساعها لتشمل اكثر المناطق استراتيجية وحساسية في الضفة الفلسطينية ومع الانتهاء منها تكون حلقة بناء الجدارقد أكتملت وتكون القدس قدعزلت تماما عن اراضي الضفة علاوة على اتمام تجزئة ما تبقى من اراض لم يبتلعها الاستيطان بفعل سيطرة المستوطنات على محاور الطرق الرئيسة فيها، مما يكشف المسعى الحقيقي للحكومة الاسرائيلية الذي يحظى في الوقت نفسه بتواطؤ امريكي يتمثل باستمرار عملية المفاوضات ودورانها في حلقة مفرغة على حالها بينما تستغل حكومة اولمرت ذلك لتنفيذ هجومها الاستيطاني الكاسح على الاراضي الفلسطينية بما لايبقي منها ما يمكن التفاوض بشانه بعد وقت قصير .

ولذلك فان لعبة الخداع هذه لا بد وان تتوقف وهذا يتطلب بكل تأكيد وقف المفاوضات والتوجه للعالم اجمع لوضعه امام مسؤولياته تجاه ما يجري من عدوان على الارض يتنافى مع ما تسعى الترويج له الادارة الامريكية حول عملية السلام بينما الوقائع على الارض هي غير ذلك تماما

وفي هذا الاطار يبرزالتساؤل المشروع عن اي اتفاق سلام يجري الحديث في ظل هذا العدوان وخطط وبرامج الاستيطان المتواصل الذي ينهب الاراضي الفلسطينية ويعزلها عن بعضها البعض ويحول دون اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على الاراضي المحتلة عام1967 ،هل هواتفاق اطار كما يحلوللبعض تسميته يتم القبول بموجبه بما فرضته سياسة الاستيطان من وقائع على الارض ويطلق عليها دولة فلسطينية وفقا لماجاء في رؤية الرئيس الامريكي جورج بوش خاصة وانه تحدث في رؤيته تلك عن مثل هكذا دولة وتجنب الحديث عن ماهيتها وحدودها وهل ستقوم على الاراضي المحتلة عام 1967 أم ستقوم على جزء من هذه الاراضي التي لم يصلها الاستيطان الاسرائيلي بعد .

إن هذا الوضع الخطير يتطلب كما اشرت اعلاه مواجهة سياسة الخداع الاسرائيلي المدعومة امريكيا ووقف المفاوضات بما فيها تجميد اللقاءات بين الرئيس ابومازن ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت وربط استئنافها بايقاف الاستيطان الزاحف على ارضنا، والتوجه كما سبق واسلفت للمجتمع الدولي لمطالبته بالتدخل وممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية واجبارها على تلبية استحقاقات عملية السلام وفقا لما اقرته قرارات الشرعية الدولية.

كما ان هذه التحديات الكبيرة تتطلب الاسراع في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء حالة الانقسام لمواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها مشروعنا الوطني الفلسطيني برمته وفي هذا السياق فإن ما شهدته حوارات اليمن من تقدم تمثل في التوقيع على اعلان صنعاء تبين انه بالامكان التقدم للامام بوتائر اكثر ايجابية تفضي الى تطبيق المبادرة اليمنية والوصول الى انهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

بقلم وليد العوض

عضوالمكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

القدس

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required