مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

منذ أن تولى الرئيس محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية، عقب استشهاد الرئيس ياسر عرفات، والقيادات الإسرائيلية والأمريكية ووسائل أعلامها ، لا تكف عن الحديث وترديد الاسطوانة المشروخة عن الرغبة في السلام وتقديم التنازلات المؤلمة من أجله، وتحقيق رؤية بوش بالدولتين...الخ، وهذا الحديث تكذبه الممارسات الإسرائيلية على أرض الواقع، حيث في كل مرة « يتمخض فيها الجبل ليلد فأراً»، ولكن مصيبتنا تكمن في بعض الفلسطينيين والعرب، الذين لا يؤمنون»بأن الذي يجرب المجرب عقله مخرب»، ويتعاطون مع الأمور على قاعدة «حلب الثور وعنزة ولو طارت»، وأنا سأسوق الوقائع والحقائق والتي ربما عملاً بالآية الكريمة «فذكر أن نفعت الذكرى»، فمنذ مؤتمر أنابوليس وحتى اللحظة الراهنة، عقدت لقاءات فلسطينية – إسرائيلية على مستوى القمة ما يزيد عن عشرين لقاء، ومسؤول طاقم المفاوضات «أبو العلاء» عقد عشرات اللقاءات مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني» سراً، عدا عن اللقاءات العلنية، وكل المؤشرات والتصرفات والممارسات الإسرائيلية، وتشير الى أنه لا تقدم في أي من القضايا الجدية والجوهرية من لاجئين وقدس واستيطان وحدود ومياه وأسرى وغيرها.

ورغم كل ذلك فهناك البعض فلسطينياً وعربياً يواصل الحديث عن السلام والانجازات، وفي كل مرة يتحفنا هذا الطرف عن أهمية هذه الانتصارات والانجازات، نكتشف أن ذلك لا يتعدى القضايا الشكلية ، والتي تأتي «لذر الرماد في العيون» .

ولعل الجميع يذكر تصريحات أولمرت حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ورأينا كيف أن الأسرى الذين أطلق سراحهم، كانوا من أصحاب الأحكام الخفيفة والذين قاربت محكومياتهم على الانتهاء، ناهيك عن أنهم كانوا أغلبهم من لون سياسي واحد، وإسرائيل من اختارتهم وصنفتهم، وهذه العملية عدا عن كونها هدفت لتعميق حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، فإنها عززت من حالة عدم الثقة بالعملية السلمية، والعملية التفاوضية العبثية غير المنتجة.

وفي الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل سراح ما يقارب 650 أسيرا فلسطينيا، اعتقلت في نفس الفترة ما يساوي هذا العدد أو يزيد عنه قليلاً، والغريب أن ما يسمى ببوادر حسن النية الإسرائيلية، كلها تأتي تحت إلحاح وطلبات متطلبات الزيارات المارثونية الأمريكية للمنطقة.وفي الزيارة الأخيرة «صدمت « الوزيرة الأميركية رايس من كثرة وحجم الكرم والتسهيلات الإسرائيلية، هذه التسهيلات المهينة والمستخفة ليس بالفلسطينيين وحدهم، بل وبكل أطراف النظام الرسمي العربي الذي استجابوا لدعوات رايس بمقاطعة القمة العربية في دمشق على أمل «حفظ ماء وجوههم» ودفع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية الى الأمام ، والنتيجة، إزالة 50 ساترا ترابيا عن بعض مداخل القرى الفلسطينية ، وحاجزين من أصل أكثر من 500 حاجز تنغص حياة الفلسطينيين وتشعرهم بالذل والمهانة بشكل يومي، وبعض القضايا الموافق عليها قبل عام، كحسن نوايا سابقة لم يجر تنفيذها، مثل إقامة مدينة فلسطينية بالقرب من رام الله، ونشر قوات امن فلسطينية في جنين مع إبقاء الأمن بيد إسرائيل.

هذا جوهر التسهيلات التي وعد بها باراك رئيس الوزراء د. سلام فياض «وصدمت» رايس، أيوجد استخفاف أكثر من هذا الاستخفاف؟، وفي ظل هذا الاستخفاف، وفي الوقت الذي يعلن فيه جهارا وعلناً القادة الإسرائيليين عن استمرار الاستيطان، بل وتكثيفه منذ عقد مؤتمر أنابوليس بعشرة أضعاف، وتنامي نزعة العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، حيث أشار أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة «هارتس» الإسرائيلية، أن 75% من الإسرائيليين الذين جرى استطلاعهم يؤيدون ترحيل العرب من داخل الخط الاخضر الى مناطق السلطة الفلسطينية، وبعد كل ذلك يخرج علينا الرئيس محمود عباس بعد لقاءه مع رايس في عمان بعد القمة العربية ، ليقول بأنه متفائل من عقد اتفاق وحل مع الإسرائيليين خلال هذا العام، رغم أن كل المعطيات والحقائق تشير الى عكس ذلك.

أما إذا كان القصد عقد اتفاق على شكل خطوط عريضة ومبادئ عامة ، يشكل انجازاً لبوش قبل نهاية ولايته.

فهو يدرك حجم المخاطر التي يمكن أن تترتب على مثل هذا الاتفاق، وهو يعي تماماُ ومن خلال حضوره لمؤتمر القمة العربية، بأن هناك إجماع عربي، على نعي العملية السلمية وفق الآلية السابقة وكذلك نعي المبادرة العربية للسلام، والبحث يجري في التخريجات لذلك النعي، فإسرائيل لا تكترث بهذه المبادرة، ولا حتى في مؤتمر أنابوليس ولم تلتزم حتى بالمدخل الأمني لحل القضية الفلسطينية ، ألا وهو خريطة الطريق، وتواصل ممارساتها ليل نهار، فالاستيطان يتواصل، وليس في القدس وحدها،بل وفي باقي الضفة الغربية، ومسلسل القمع والقتل والتدمير والحصار والتجويع يتواصل.

وهناك من هو متفائل في الاتفاق والحل، وعلى قاعدة المفاوضات المارثونية والعبثية الفاقدة للمرجعية والآليات، فالواقع يقول أن لا حل في الأفق القريب يلبي حتى الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وكل المعطيات والدلائل والشواهد، تشير أن المنطقة مقبلة على تصعيد غير مسبوق،هذا التصعيد قد يصل في تداعياته حد اندلاع حرب إقليمية شاملة، وهذا الحرب قد تكون في سياق وإطار ترتيباتها، تبريد على الجبهة الفلسطينية، من اجل خلق اصطفاف عربي، لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية – إسرائيلية الى إيران، ولكن هذا التبريد لا يعني بأي حال من الأحوال إيجاد حل ، يلبي حتى الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،فالمجتمع الإسرائيلي غير ناضج من أجل السلام، وكذلك لا يتعرض لأية ضغوط جدية من أجل تقديم تنازلات جوهرية، لا على الصعيد العربي ولا على الصعيد الدولي، بل نرى أن هناك دعم غير مسبوق لاسرائيل، من خلال رحلات الحجيج المتواصلة إليها ، من قادة أوروبا الغربية الرئيسين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وبالمقابل العرب منقسمين على أنفسهم وخارج إطار الفعل والتأثير، ولا وزن ولا قيمة لهم لا في القضايا العالمية والإقليمية ولا حتى في قضاياهم ومصيرهم .

ومن هنا في ظل هذه المعطيات،فإن الطرف الإسرائيلي ،سيستمر في الاستهتار بالعرب والفلسطينيين، والقيام بتنفيذ مخططاته على الأرض، وبدون تقديم أية تنازلات جوهرية، وأقصى ما يمكن تقديمه هو تسهيلات معيشية وحياتية واقتصادية، كما عبر عن ذلك زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو، حيث قال انه معني بسلام اقتصادي مع الفلسطينيين، وبالتالي فإن التفاؤل بحل واتفاق مع الإسرائيليين هذا العام، ليس له أي سند حقيقي على أرض الواقع، والمطلوب بدل من ذلك ،إعادة الاعتبار للحلقة الفلسطينية، من خلال العودة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني عبر إعادة اللحمة والوحدة الجغرافية والسياسية للوطن،بعيداً عن الاشتراطات التعجيزية والخضوع للغير.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required