مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شامير يوماً، سنجعل الفلسطينيين يفاوضون مئة عام دون ان يتقدموا خطوة واحدة الى الامام. هذا القول ترجمه من بعده عملياً جميع من خلفوه وبشكل كامل. المفاوضات هي وسيلة للوصول الى اهداف معينة. انها ليست غاية بحد ذاتها، لكن الاسرائيليين جعلوا عملية التفاوض وكأنها غاية، اي تفاوض من اجل التفاوض.

لذلك فان الاستراتيجية التفاوضية الاسرائيلية تقوم على اساس مجموعة من المرتكزات: اولاً كسب الوقت.

ثانياً: اغراق المفاوض الفلسطيني في جزيئات وقضايا هامشية.

ثالثاً: اعادته باستمرار الى نقطة البداية.

رابعاً: ربط المفاوضات باشتراطات تنفيذية على الارض.

خامساً: خلال ذلك تستمر اسرائيل وبشكل متسارع، في فرض واحداث التغيير على الارض، من استيطان وعزل مناطق وجدار.

وفي الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات، تقوم اسرائيل يومياً بتدمير المقومات التي من شأن الدولة الفلسطينية المستقبلية ان تقوم عليها، من حدود وجغرافيا وتواصل بين المدن واقتصاد وصحة ومياه وقدس، لنأتي نحن بخلافاتنا الداخلية وبانقسامنا وتشرذمنا ونعطي غطاءً للممارسات الاسرائيلية، ونقدم صورة سيئة عنا للعالم، مفادها اننا نتقاتل على سلطة بلا سلطة.

الاسرائيليون جميعاً يتمترسون خلف استراتيجية سياسية وتفاوضية واحدة، وقد يختلف هذا الطرف مع الآخر حول تكتيك معين، او حول تصور ما، لكن التوجه العام متفق عليه. اما نحن فنتعاطى باستراتيجيتين، كل استراتيجية تحاول ان تبتلع الاخرى: استراتيجية المقاومة المنعزلة عن المفاوضات، واستراتيجية المفاوضات التي لا تستفيد من المقاومة بل والمناهضة لها.

وامام هذا التشتت، لا يوجد سعي جدي لتوحيد هاتين الاستراتيجيتين تحت لواء استراتيجية واحدة تنطلق من المصالح الوطنية الفلسطينية، وتأخذ بعين الاعتبار الخاص الفلسطيني، دون اغماض العينين ازاء ما يجري في العالم من حراك ومتغيرات. فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة عن البعد الاممي.

ان الاستراتيجية الموحدة من المفروض ان تأخذ بعين الاعتبار ان النضال والصمود والتماسك يخدم المفاوضات، وان المفاوض الفلسطيني لابد وان يستثمر كل جهد نضالي على الطاولة، لا ان يكتفي بتحقير وتصغير وتهميش ما يجري على الساحة الفلسطينية من نضالات وحركة فعل مقاوم. وعليه اذا بقيت استراتيجياتنا متقاتلة متصارعة، وبقيت الاستراتيجية الاسرائيلية هي السائدة، فاننا سنظل نفاوض مئة سنة كما خطط شامير، الامر الذي يفسر ان اسرائيل لا تعطي المفاوض الفلسطيني شيئاً، وترفض في الوقت ذاته الهدنة المقترحة من غزة بوساطة مصرية.

وفي تقديري ان الوضع سيظل على هذا المنوال، وستظل اسرائيل ماضية في سياساتها وتوجهاتها بلا عراقيل، ما دمنا نحن مشتتين منقسمين، نتبعثر خلف استراتيجيات متناحرة، وكأننا لسنا شعباً واحداً له مصالح مشتركة، بل مجموعات تتحكم في مصالحها مراكز قوى تقود في اتجاهات مختلفة.

بقلم: الدكتور حسن عبد الله

القدس

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required