تتالت تصريحات قادة حماس، في الداخل والخارج، حول ما أسموه "الانفجار"؛ انفجار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في وجه من يقومون بفرض الحصار عليه... كان واضحاً من العديد من التصريحات، ان هذا الانفجار سيطال مصر واسرائىل والسلطة الفلسطينية على حد سواء. وبعضهم قام بتمديد ساعة او ساعتين او يوم او يومين لهذا الانفجار الحتمي والقريب للغاية. ولم تحدد التصريحات اشكال هذا الانفجار وسبله ووسائله، علماً ان ما قاموا بتسميته الانفجار السابق، كان تحطيم الحدود المصرية - الفلسطينية، وما يشبه الاجتياح لرفح والعريش المصرية.. الامر الذي لم يعد سهلاً ولا مبرراً الآن. لعل دراسة هذه التصريحات من شأنها ان تدلل، بوضوح، على انها تستند الى حالة الحصار المفروض على القطاع، هذا الحصار الذي يطال ما يزيد على المليون ونصف المليون انسان فلسطيني. كما ويطال هذا الحصار ارزاق الناس وقوتهم ووسائل عيشهم ومنها المحروقات والكهرباء، كما تتسبب بكوارث اجتماعية حقيقية، كارتفاع نسبة البطالة، والتلوث البيئي في القطاع. تحاول هذه التصريحات ان توظف حالة الحصار، وما يسببه من حالات اختناق لهدف سياسي محدد، وهو فك الحصار السياسي عن حركة حماس، لا تفرق هذه التصريحات بين حالة الحصار، وما سبب هذه الحالة تحديداً، لم يأت الحصار من فراغ، ولم يكن للحظة نبتاً شيطانياً نبت فجأة، وعلى هذا النحو. جاء هذا الحصار، نتيجة وجود حالة سياسية شاذة، جاءت عبر انقلاب عسكري دموي، قامت به حركة حماس اواسط حزيران الماضي، وحاولت فرضه كمُعطى قائم وموجود على الجميع، وبذلك تم اعتبار سكان غزة جميعهم، على انهم رهائن سياسيون، يوظفون في سياق مشروع سياسي لم يقوموا هم باختياره. تدرك حركة حماس، تمام الادراك ان مسوغات وحجج اسرائيل، لفرض حالة الحصار، هو اطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، وعدم اعتراف حركة حماس بما هو متفق عليه سابقاً، ومنه بالطبع الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي، كما وتدرك حماس استحالة فتح معبر رفح، دون موافقة ورضى الاطراف التي توافقت على الاتفاق الخاص بفتحه. تدرك حماس كل ذلك، لكنها تحاول ان تفرض وقائع وبالقوة على الجميع، ودون اعتبار للسيادة المصرية، والشرعية الفلسطينية وموقع الرئاسة في النظام السياسي الفلسطيني. حاولت حماس، فرض فتح معبر رفح بالقوة، وبتخطيط مسبق، لكنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، ولم يعد مقبولاً على احد، اعادة الكرة ثانية. كما وحاولت حماس الاحتيال على الرئاسة، عبر قبولها وجود ضباط وعناصر من الرئاسة في معبر رفح، لكن جهودها باءت بفشل ذريع، رغم عمّا قامت به جمهورية مصر العربية من جهود صادقة، رمت الى اعادة فتح معبر رفح، وباتفاق الاطراف الفلسطينية. رفضت حماس صيغة اتفاق 2005، واضافت بنوداً عليه، وحذفت بنوداً... وكأن الامور باتت رهن اشارتها. تواصل الحصار واشتد، ومنذ البدء، قامت الرئاسة بالتفريق بين حالة الحصار وما يسببه من مآسٍ بشرية، وبين الشذوذ السياسي لحركة حماس وما يسببه من مشكلات لا حصر لها، مطالبة هذه الحركة بالانكفاء عن انقلابها العسكري اولاً وقبل اي شيء آخر، ومن ثم فتح الملفات كافة للحوار، وبالوقت نفسه بذلت الرئاسة جهوداً مضنية لدعم واسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقامت بتخصيص ما يزيد على 85% من الموازنة للقطاع، وبذلت جهوداً سياسية متواصلة، لفك حالة الحصار، ورفض التعامل مع مبدأ العقوبات الجماعية، مما لا شك فيه فإن القوى السياسية في القطاع، وفئات الشعب الفلسطيني كافة، تفرق وتميّز بوضوح بين حالة الحصار ومآسيه، وبين مسببات حالة الحصار، واخذ مليون ونصف المليون انسان، كرهينة لسياسات خاطئة تخدم مصالح اقليمية معروفة، اكثر من خدمتها للوطنية والوطن الفلسطيني. الايام
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|