حينما نتحدث اليوم ونحن امام ذكرى يوم الاسير الفلسطيني عن اكبر واضخم عملية اعتقال جماعي لشعب كامل في التاريخ، هو الشعب العربي الفلسطيني، فليس ذلك من قبيل المبالغة والتهويل، وكذلك حينما نتحدث عن حكايات الدم والالم والبطولة في معتقلات الاحتلال الصهيوني فهي بلا حصر، ففي كل يوم من ايام الاعنقال هناك حكايات منها...!. فوفق احدث التقارير الفلسطينية فان "شريعة الغاب تتسيد الدولة التي يعتبرها البعض في الغرب واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط، فهناك اكثر من 700 ألف فلسطيني أُوقفوا في الضفة الغربية منذ عام 1967 ( وبعض المصادر تتحدث عن نحو مليون فلسطيني والحقيقة متحركة ما بين الرقمين)، وأكثر من مليون سنة فلسطينية ضاعت، والآن هناك 11500 معتقلاً، وببساطة، إنهم يصنعون المحرقة الأخرى: تحقيقات عشوائيّة، توقيفات تعسفيّة قد تصل إلى 8 سنوات من دون توجيه أي تهمة للموقوف: "يتحدّثون عن جوانتنامو- هنا الوضع أسوأ بكثير ولا أحد يتكلم/ أورينت برس ". وليس ذلك فحسب، فقد أعلن مركز الأسرى للدراسات والأبحاث "أن قطاع غزة أكبر سجن فى العالم، وأن قطاع غزة لا يفرق عن سجن نفحة والسبع وعسقلان وهداريم والنقب". وأضاف: على العالم أن يعرف "أن عدد السجون المركزية والمعتقلات ومراكز التحقيق فى اسرائيل ليس 27 مركزا بل 28 مع قطاع غزة ، وأن عدد الأسرى الفلسطينيين ليس 11500اسير، بل مليون وخمسمائة الف مواطن فلسطيني " اما عن حصاد الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الموجودين في سجون ومعتقلات الاحتلال، فيتضح من تقرير اعده نادي الاسير الفلسطيني "ان سلطات الاحتلال تحتجز نحو 11500 اسيرا، منهم 64 اسيراً أمضوا اكثر من 20 عاماً خلف القضبان". وفي اشارة الى المناسبة قال نادي الاسير:" ان يوم الاسير هو اليوم الذي اطلق فيه سراح أول اسير فلسطيني محمود بكر حجازي بتاريخ 1974/4/17 في اول عملية تبادل للاسرى مع اسرائيل، واعتمد المجلس الوطني في دورته التي عقدت في نفس العام يوم 17/4 يوماً من اجل حرية الاسير ونصرة قضيته العادلة". واعتبر نادي الاسير ان قضية الأسرى من اكبر القضايا الانسانية في العصر الحديث مشيرا الى "ان أكثر من ربع ابناء الشعب الفلسطيني دخلوا السجون والمعتقلات منذ بداية الاحتلال، حيث يقدر عدد حالات الاعتقال منذ عام 1948 ما نسبته 25% من ابناء شعبنا دخل سجون الاحتلال في واحدة من اكبر عمليات الاعتقال التي شهدها التاريخ المعاصر"، واوضح النادي انه في الاونة الاخيرة وبالتحديد بعد عملية السور الواقي التي شنتها اسرائيل في العام 2002 واعادت بموجبها احتلال الضفة لوحظ ان عمليات الاعتقال التي ينفذها الجيش الاسرائيلي اتخذت الطابع العشوائي في اعتقال ابناء وبنات شعبنا وتقدر حالات الاعتقال اليومية التي تحدث في المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية بين 10-30 حالة اعتقال يومياً، وهي نسبة عالية جداً مقارنة بالسنوات التي سبقت اندلاع انتفاضة الاقصى". وفي ظل عمليات الاعتقال العشوائية والمبرمجة التي يقوم بها جيش الاحتلال في المحافظات الفلسطينية "ارتفع عدد حالات الاعتقال خلال الانتفاضة الحالية ليصل الى اكثر من 70000 حالة اعتقال في اكبر عملية اعتقال تسجل في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولا يزال نحو 11500 اسير واسيرة منهم يرزحون في سجون الاحتلال موزعين على 26 سجناً ومعسكراً ومركز توقيف وتحقيق". وحسب جملة من المصادر الاعلامية الفلسطينية وفي مقمتها نادي الاسير فانه يمكن تصنيف الاسرى الى عدة فئات: *الاسرى القدامى: ويبلغ اجمالي عدد الاسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال قبل تاريخ 4/5/1994 أي قبل توقيع اتفاقية اوسلو 557 اسيرا منهم اسيرة واحدة هي الاسيرة سونا الراعي، وامضى 64 اسيراً منهم اكثر من 20 عاماً منهم 8 اسرى امضوا اكثر من ربع قرن في السجون اقدمهم الاسير سعيد العتبة من سكان نابلس الذي دخل عامه الحادي والثلاثين خلف القضبان. * اسرى القدس وفلسطينيو 1948 :ويبلغ عدد اسرى محافظة القدس 530 اسيراً منهم 338 اسيراً محكوماً و192 اسيراً موقوفاً، واقدم اسرى محافظة القدس هو الاسير فؤاد الرازم المعتقل منذ 28 عاماً، اما الاسرى الفلسطينيين من سكان المناطق التي احتلت عام 1948 فيبلغ عددهم 142 اسيراً منهم 62 اسيراً محكوماً و80 اسيراً . *اسرى قطاع غزة- ويبلغ عدد اسرى محافظات قطاع غزة 850 اسيرا منهم 612 اسيراً محكوماً و238 اسيراً موقوفاً اقدمهم الاسير سليم علي الكيال الذي مضى على اعتقاله قرابة 24 عاماً. *النواب الاسرى:ويقبع في السجون الاسرائيلية 41 نائباً في المجلس التشريعي 8 منهم انتخبوا وهم داخل السجون، والباقي اختطفتهم اسرائيل بعد انتخابات المجلس التشريعي في سابقة خطيرة وتدخل سافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية ضاربة بعرض الحائط جميع الشرائع والقوانين الدولية والانسانية. *اسرى الدوريات العرب:ويقبع في سجون الاحتلال نحو 60 اسيرا من اسرى الدوريات العرب، و"اسرى الدوريات" هو المصطلح الاعتقالي الذي اطلق على الاسرى العرب المحتجزين في سجون الاحتلال وذلك لتمييزهم عن باقي الاسرى، الاسرى الاطفال (الاشبال): اعتقلت سلطات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الاقصى نحو (6000) طفلا قاصرا ما زال(390) منهم داخل السجن. *الاسيرات: واعتقلت قوات الاحتلال الاف النساء الفلسطينيات منذ الاحتلال عام 1967 منهن نحو (600) امرأة وفتاة اعتقلن خلال انتفاضة الاقصى بقي محتجزاً منهن (110) اسيرات يقبعن في سجون تلموند والرملة والجلمة، اما اقدم اسيرة في السجون فهي الاسيرة سونا الراعي من قلقيلية وتقبع في سجن هداريم منذ تاريخ 13/4/1997 ومحكومة بالسجن 12 سنة. الاسرى المرضى: ويبلغ عدد الاسرى المرضى والمصابين نحو 1000 اسير، 30 اسيرا منهم يقبعون بصورة دائمة في مستشفى سجن الرملة. الاسرى الاداريون وقد تجاوز عدد الاسرى الذين خضعوا للاعتقال الاداري خلال انتفاضة الاقصى ال 5000 حالة اعتقال، واصدرت المحاكم العسكرية الاسرائيلية نحو 15 الف امر اداري منذ العام 2001 أي بمعدل 3000 امرا اداريا سنوياً، ويقبع حالياً في الاعتقال الاداري نحو 850 اسيراً بعضهم جدد له الاعتقال الاداري اكثر من خمس مرات. غير أن معاناة الشعب الفلسطيني لا تتوقف عند حدود القتل والاعتقالات والمحاكمات الجماعية ، وإنما تمتد إلى كافة مجالات الحياة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية . ولعلنا نثبت في ضوء كل هذه المعطيات حول مسيرة الحركة الأسيرة الفلسطينية ومسيرة النضال والدم والألم والمعاناة والبطولة للأسرى الفلسطينيين، وفي ضوء معطيات المشهد الفلسطيني كله على امتداد خريطة الأراضي المحتلة التي حولها الاحتلال إلى أضخم معسكر اعتقال على وجه الكرة الأرضية: " ان فلسطين تدق على جدران الصمت والعار العربي ، وتعلن حاجتها الملحة والعاجلة جداً إلى أزمة ضمير وأخلاق ومواقف وطنية وقومية، وليس إلى بيانات واستعراضات، وتعلن حاجتها إلى من يتطلع إلى الحقول الخضراء في إنسان يحصد قمح حريته منذ أن حل الاحتلال ولم يتعب "..؟!!
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|