مفتاح
2025 . الأحد 8 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قذيفة قاتلة من دبابة إسرائيلية مزقت أجساد أربعة أطفال وأمهم أمس في بلدة بيت حانون بقطاع غزة. الأم كانت تعد طعام الإفطار لأبنائها والعائلة المسالمة لم تتوقع سقوط القذيفة حاملة معها الإبادة والدمار. وأحذية الأطفال وأشياؤهم تناثرت خارج المنزل الصغير لتشهد على فظاعة ما حدث وتوضح للعالم ما لم يدركه بعد على الرغم من تكرار هكذا جرائم وما وصلت إليه ما تعرف بقواعد الاشتباك في الجيش الإسرائيلي والتي لا ترى خيرا في استهداف المدنيين الأبرياء تحت ذريعة أن الناشطين المسلحين يقومون بإطلاق النار والصواريخ من التجمعات السكانية المدنية.

وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك نفسه عبر عن هذا المنطق حين حمل حركة حماس المسؤولية عن الخسائر التي تلحق بالمدنيين في قطاع غزة وكأن هذه الحركة هي التي أطلقت القذيفة القاتلة فأزهقت أرواح أربعة أطفال وأمهم عدا عن أولئك الذين أصيبوا بجراح خطيرة جراء انفجار القذيفة في منطقة آهلة بالسكان.

وقد يكون للفلسطينيين مآخذ على حركة حماس إلا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع والضفة الغربية في آن معا يدعو إلى التساؤل عن المنطق الإسرائيلي الذي يفرض التهدئة الشاملة في جناحي الوطن الفلسطيني بل ويضع العراقيل أمام تهدئة محدودة تقتصر على قطاع غزة وأمام الجهود المصرية الرامية إلى إقرار أي نوع من التهدئة سواء أكانت مؤقتة أم دائمة شاملة أم محدودة.

وأسوأ ما في الأمر أن فكرة استهداف المدنيين في إطار مواجهة إسرائيل مع حماس بل وإمكانية سقوط المئات وربما الآلاف من الأبرياء خلال أي مواجهة كهذه في القطاع المكتظ بالسكان هذه الفكرة لم تعد رادعا أو حتى خيارا مقلقا في نظر العديد من القادة وأصحاب الرأي المسموع في إسرائيل ولعل سقوط 130 شهيدا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق التي جرت في غزة قبل أسابيع قليلة وعدم إدانة قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في هذا الهجوم ربما يشكل تطورا في منتهى السلبية في المجتمع الإسرائيلي وابتعادا عما كان يصف به نفسه من التحضر والتمسك بالقيم الإنسانية وطهارة سلاح جيشه ومثالية قواعد الاشتباك المعطاة لجنوده.

وقد لا يكون هذا التطور السلبي مستغربا في الوقت الذي تحولت فيه نسبة كبيرة من الإسرائيليين نحو اليمين والتطرف ورفض السلام العادل المستند إلى الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة والتشبث بدلا من ذلك بالاحتلال والاستيطان هذا في الوقت الذي تدعو فيه الأسرة الدولية إلى تكثيف الجهود لإحلال السلام وتفعيل المفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول الوضع التهاني قبل نهاية العام 2008.

وما يتوجب على المجتمع الإسرائيلي إدراكه هو أن استهداف المدنيين من النساء و الأطفال واعتماد لغة القوة المطلقة لتسوية النزاع العربي - الإسرائيلي لم ولن يكونا الأساس الناجح للأمن والاستقرار في المنطقة وإنما هما الوصفة المؤكدة لمزيد من العنف والعنف المضاد والمزيد من سفك الدمار على جانبي الصراع دونما نتيجة حاسمة أو وصول للأهداف والغايات الإسرائيلية المتناقضة مع إدارة المجتمع الدولي والحقوق ا لوطنية الفلسطينية الثابتة المشروعة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required