كنت أعتقد أن الإخوة اللبنانيين أكثر ذكاءً منا كفلسطينيين، وكنت اعتقد أننا كفلسطينيين كان يجب أن ننتظر ما ستؤول إليه الأزمة الداخلية اللبنانية حتى نقلدها بحل سلمي للأزمة الداخلية الفلسطينية أي لبننة الحل الفلسطيني.
لكن حدث أن لجأت حركة حماس إلى قوة السلاح الذي كدسته بدعوى المقاومة وسيطرت على غزة، وحدث أن قلدها حزب الله "بغزغزة" لبنان كما حدث أمس. السيناريو الذي حدث في غزة بمكوناته الداخلية والخارجية هو نفسه الذي بدأ يتجسد في لبنان، مع فارق بسيط وهو أن حزب الله لا يخشى حصاراً من أحد لأن ظهره مسنود سورياً. كما أن الأجندات الخارجية هي نفسها التي تلعب هنا وهناك. فالأميركيون أحدثوا ضجيجاً وقعقعة عالية الوتيرة في لبنان وتحدثوا عن تسليح للجيش اللبناني ودعم مالي للموالاة في وجه المعارضة وهو ما حدث عندنا عندما بالغ الأميركيون في الحديث عن تسليح ميليشيات وتدريبها في غزة في مواجهة حماس، وتبين أن هذه القعقعة لا أساس لها وكل ما حدث هو دعم تيار صغير غير مؤثر. الأميركيون والغربيون عموماً بالغوا في الحديث عن دعم تيار الموالاة حتى ظن حزب الله أن هناك مخططاً يجري لتصفيته بتوافق داخلي وأميركي وإسرائيلي، ولهذا وجه ضربة استباقية إلى السلطة. ما حدث في غزة يتكرر في لبنان بتفاصيله المملة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على سقوط النظام العربي في مواجهة الزحف الإيراني، فالإيرانيون يتحركون أينما تحرك الأميركيون في خطوات محسوبة سلفاً تفادياً للصدام بين الطرفين، وإنما يترك الميدان للآخرين يتبارزون نيابة عنهم. ولعل النظام اللبناني إن سقط هو النظام الثالث الذي يتعرض لهزة اسقاطية بعد النظام العراقي الذي تركه العرب يسقط مبتهجين ليتقاسم الأميركيون والإيرانيون العراق، وبعد النظام الفلسطيني الذي انكمش، ولعل سهولة سقوط النظم العربية دليل على أن الدور على نظام رابع وخامس، لأن النظام العربي ككل في طريقه للانهيار طالما انه لا يتمرد على السياسة الأميركية ولم يؤسس لأجندة عربية تنطلق من مصالح قومية، بل ها هو يترك المجال لظهور تيارات ونظم مذهبية وحزبية وعرقية وهذا هو الوباء الذي سيأتي على كل الدول القُطرية لحساب دويلات مذهبية أو عرقية أو حزبية.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|