على نحو غير مفاجئ، أعلنت الخارجية التركية، عن مفاوضات غير مباشرة، تجري برعايتها، وعلى أراضيها، بين فريقي مفاوضات سوري وإسرائيلي، وسرعان ما أعلنت الخارجية الإسرائيلية ومن ثم السورية، تأكيداً لذلك.
لم يكن هذا الخبر، مفاجئاً على أية حال، ذلك أن وساطة تركية سبق وأن جرت في هذا السياق، وأعلن أردوغان عن عزم بلاده القيام بدور الوسيط بين سورية وإسرائيل.
لعلّ المتابع لملف الجولان، تحديداً، من شأنه معرفة درجة الاقتراب من الحل، دون بعض الهوامش والفواصل، ومن شأنه أن يعرف بأن الجولان والتخلي عنها إسرائيلياً يحتاج إلى قرار من الكنيست، وذلك بعد أن قامت إسرائيل بضمها إليها. هنالك ثمة تعقيدات خاصة، تلف ملف الجولان، إسرائيلياً وهو ملف يرتبط بتماوجات السياسة الإسرائيلية الداخلية وتوازنات القوى داخل الخارطة السياسية الإسرائيلية. سورية من جهتها، وفي عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، عملت على استرداد الجولان كاملاً غير منقوص، وبدأ الأسد مفاوضات مما هو سياسي - جغرافي، مؤجلاً الملف الأمني إلى مرحلة ما هو سياسي - جغرافي، مؤكداً أن تفاصيل الحل والانسحاب واسترداد الجولان، هي تفاصيل تابعة لإقرار إسرائيل بالانسحاب من الأراضي السورية. تعثّرت المفاوضات إبّان الأسد - الأب، وغابت الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية سورية - إسرائيلية، في وقتٍ لم تبدِ فيه سورية إلحاحاً يذكر في سبيل إعادتها. الجديد في الموضوع، هو بروز الدور الإيراني في الشرق الأوسط، وحلقته الميدانية سورية. حقق النفوذ الإيراني نقطة تقدم كبيرة في العراق، كنتيجة من نتائج السياسة الأميركية الحمقاء في تكسير الحلقة المركزية في بغداد. وبالتالي تنامى دور "حزب اللّه"، وأصبح قوة ميدانية لا يستهان بها، كما وفازت "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ومن ثم قامت بانقلابها العسكري في غزة أواسط حزيران الماضي، أصبحت هناك منظومة مترابطة تبدأ من طهران، وعَبر سورية تمتد إلى جنوب لبنان عَبر "حزب اللّه"، وإلى غزة، عَبر "حماس". لعلّ قراءة إستراتيجية لمحور النفوذ الإيراني، من شأنها أن تبين بوضوح، أن الحلقة الميدانية فيه هي دمشق. وبالتالي فإن التفكير بإخراجها من هذا المحور، يصبّ في قنوات تحديد النفوذ الإيراني بطهران، وقطع صلاته الميدانية مع جنوب لبنان وغزة! إسرائيل من جهتها، تدرك أهمية ذلك. وبالتالي فإن تنفيذ "وديعة رابين"، سيكون هذه المرة، بثمن استراتيجي لا يستهان به إطلاقاً. إضافة إلى ذلك، فإن الدخول في حلبة المفاوضات مع السوريين، يستهوي رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، ويعطيه دفعاً سياسياً قوياً، في وقتٍ يعاني فيه من تزايد ضغوط الفضائح، والضعف الداخلي. في هذا السياق، يمكن قراءة تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني، التي اشترطت على سورية التخلي عن دعم "حزب اللّه" و"حماس"، كشرط أساسي في عملية السلام، كما ويمكن قراءة مناوئين إسرائيليين آخرين، بعدم تمكن أولمرت من إجراء مفاوضات مع سورية، وهو الرجل الضعيف والمحاصر بالفضائح. لا شيء يُنبئ، بإمكانية التوصل سورياً وإسرائيلياً، إلى أسس ومبادئ عامة، من شأنها إيصال الطرفين إلى اتفاق مرض للطرفين، ذلك أن التخلي عن "حماس" و"حزب اللّه"، هو أمر غير ممكن عملياً، ما سيخسر سورية، أكثر بكثير مما ستربحه. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|