إذا صحت التقارير المنسوبة إلى مصادر في بلدية القدس حول اعتزام البلدية إصدار المئات من قرارات الهدم قريبا ضد منازل فلسطينية بدعوى عدم الترخيص، فان البلدية تؤكد بذلك إصرارها ليس فقط على استمرار السياسة التي انتهجتها السلطات الإسرائيلية منذ احتلال القدس عام 1967 وحتى اليوم بما فيها البلد ومختلف الوزارات الإسرائيلية والتي استهدفت التضييق على الفلسطينيين أبناء المدينة وإيجاد أغلبية يهودية ساحقة فيها لأهداف سياسية ، وإنما أيضا إصرارها على أن تلقي إلى الشارع بمئات العائلات الفلسطينية لتصبح بلا مأوى أو لتبحث عن مأوى خارج المدينة المقدسة مثل الآلاف أو عشرات الآلاف الذين اضطرتهم هذه السياسة إلى السكن في محيط القدس خارج الحدود التي رسمتها إسرائيل.
هذه الأنباء تنضم إلى تقارير تحريضية نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة عندما أوصت هذه التقارير أن خمسين ألف فلسطيني ممن يسكنون خارج الجدار يسكنون الآن في المدينة - داخل الجدار - سواء في شعفاط أو بيت حنينا أو حتى في محيط الأحياء الاستيطانية، للحفاظ على وجودهم في المدينة المقدسة وتصوير مطلقي مثل هذه التقارير إن هذا الوجود الفلسطيني يشكل خطرا على الأغلبية اليهودية في المدينة. كما ينضم ذلك إلى ما كشف النقاب عنه من وجود متطرفين يهود يرتكبون اعتداءات على فلسطينيين في القدس خاصة في الأحياء الاستيطانية إضافة إلى وجود جهات يهودية متطرفة ترفض سكن الفلسطينيين في هذه الأحياء الموجودة في القدس الشرقية. وفيما تواصل بلدية القدس سياستها المعروفة بمنع رخص البناء وفرض الضرائب على الفلسطينيين من أبناء المدينة وإهمال الأحياء الفلسطينية وبالمقابل توسيع وتطوير الأحياء الاستيطانية وفيما تتواصل سياسة سحب هويات المقدسيين لحرمانهم من التواجد في المدينة وتتواصل أنشطة الجمعيات الاستيطانية للاستيلاء على المزيد من العقارات الفلسطينية، فان من الواضح أن إسرائيل ترسم على الأرض بحكم احتلالها وسلطاتها في المدينة المقدسة ما تراه يتناسب مع موقفها المعلن بعد الانسحاب من القدس الشرقية مما يفرغ أي مفاوضات محتملة حول مستقبل القدس من مضمونها تماما مثل سياسة الأمر الواقع الخاصة بالاستيطان في الضفة الغربية وتقطيع أوصالها مما يسد الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة موحدة ومتواصلة على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967. هذه السياسة التي تنتهجها بلدية القدس وباقي السلطات الإسرائيلية والتي اقل ما يقال فيها أنها تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني من المدينة المقدسة وإلغاء طابعها العربي الإسلامي وتهديد أماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية، وتسريع تهويدها، يجب أن تدفع الجانب الفلسطيني والعربي إلى تحرك جدي مضاد على كافة الأصعدة خاصة وان القدس لا تعني الفلسطينيين فقط وإنما هي قضية تهم العالمين العربي والإسلامي تماما كما يفترض أنها تهم العالم المسيحي والمجتمع ا لدولي الذي يرفض نظريا قرارات إسرائيل بالاحتلال وبالضم والتهويد. وإذا كانت إسرائيل تمارس هذا بكم من الممارسات في القدس فان السؤال الذي يطرح على الجانب الفلسطيني والعربي هو: ما الذي أبقته إسرائيل للتفاوض حول هذه القضية الجوهرية في عملية السلام؟ وفي المحصلة فان الوجود العربي - الفلسطيني في المدينة المقدسة مسلمين ومسيحيين يتعرض منذ سنوات طويلة لتهديد خطير وقد حان الوقت كي يولي الجانب الفلسطيني والعربي والإسلامي هذا التهديد أولوية قصوى في تعامل مع جهود السلام وفي مختلف تحركاته وإلا فان القدس التي يرفع شعارها الكثيرون ستبقى مجرد شعار فيما الواقع الذي ترفضه إسرائيل وتحدث فيها تغييرا يوميا لصالح أطماعها يختلف تماما عن مثل هذا الشعار. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|