مفتاح
2025 . الأحد 8 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
تتسارع وتيرة التطورات في الساحة الداخلية الإسرائيلية اثر تكشف فضيحة الفساد التي يتهم بها رئيس الوزراء ايهود اولمرت، حيث بدأت مختلف الأحزاب الإسرائيلية الاستعداد لانتخابات مبكرة في إسرائيل بعد تعالي الأصوات التي تطالب اولمرت بالاستقالة، بما في ذلك داخل حزبه كاديما مما ابرز تداعيات مختلفة لا تقتصر على الشأن الداخلي الإسرائيلي بل تتجاوزه لتمس جهود السلام في المنطقة سواء في المسار الفلسطيني أو المسار السوري، وهو ما عبر عنه البيت الأبيض الليلة قبل الماضية عندما أشارت متحدثة أميركية إلى أن «مشاكل اولمرت قد تحرف الأنظار عن هدف تحقيق السلام».

وبالطبع فان ما توصل إليه البيت الأبيض بهذا الشأن سبقه كثيرون من سياسيين ومراقبين ومحللين سواء على الساحة الفلسطينية - العربية أو الساحة الإسرائيلية الذين أكدوا أن حكومة اولمرت أصبحت عاجزة عن دفع عملية السلام وان هذه العملية ستواجه التجميد أن لم نقل التراجع خلال الأسابيع والأشهر القادمة في الوقت الذي تنشغل فيه إسرائيل بانتخاباتها الداخلية.

السؤال الذي يطرح إزاء هذا الوضع: إلى متى ستظل القضية الفلسطينية وجهود السلام رهينة التقلبات والفضائح الداخلية في إسرائيل ؟ وهل يعقل أن تذهب كل الجهود الدولية والإقليمية التي رسمت خريطة الطريق ورؤية الدولتين وحددت الخطوات المفترضة لدفع عملية السلام سدى ؟ لنعود بعد شهور ونبدأ من الصفر مع حكومة إسرائيلية جديدة وربما ننتظر إدارة أميركية جديدة مطلع العام المقبل ؟!

هذه المفارقة العجيبة التي ترهن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني واستمرار الاحتلال بكل ممارساته بالتطورات الداخلية الإسرائيلية، وهو ما تكرر مرارا على مدى السنوات السابقة منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رابين وتعاقب حزبي «العمل» و «الليكود» على السلطة وكذا التغيرات في الإدارة الأميركية، يجب أن يشكل حافزا للمجتمع الدولي للبحث عن آلية جديدة لعملية السلام لا تخضع للاعتبارات الإسرائيلية وتضمن تطبيق إسرائيل لتعهداتها والتزاماتها دون تأخير بغض النظر عن الحكومة القائمة.

والأغرب من كل ذلك انه في الوقت الذي تسد فيه إسرائيل الطريق أمام جهود السلام بذرائع مختلفة وهذه المرة بذريعة فضيحة اولمرت فإنها تواصل سياستها وممارساتها المعهودة في مختلف المجالات الأخرى دون تجميد أو توقف على غرار استمرار حملاتها العسكرية ضد قطاع غزة وفي الضفة الغربية واستمرار احتلالها واستيطانها وحصارها حيث تواصل سقوط الشهداء والجرحى بنيران القوات الإسرائيلية على مدى الأيام والأسابيع الماضية وتواصلت المعاناة الفلسطينية مما يدفع إلى الاعتقاد أن التطورات الحزبية الداخلية في إسرائيل ليست سوى ذريعة تتهرب إسرائيل بواسطتها من استحقاقات السلام.

فإذا كانت فضيحة اولمرت والاستعدادات الانتخابية في إسرائيل شأن داخلي إسرائيلي فمن المفترض إلا تنعكس هذه سلبا على جهود السلام. وان ما يجب أن يقال هنا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بأن يظل يدفع ثمن التقلبات الداخلية الإسرائيلية وهو ما يجب أن يدركه المجتمع الدولي وما يجب أن يشعل ضوءا احمر لدى الجانب الفلسطيني والعربي لإعادة النظر بآليات جهود السلام ومن ثم التحرك على هذا الأساس سواء على الساحة الدولية أو في مواجهة إسرائيل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required