بات بحكم المفروغ منه، إجراء انتخابات إسرائيلية مبكّرة، في مطلع تشرين الثاني القادم. وبالتالي، بدأت الأطراف السياسية الإسرائيلية كافة، تحركاتها الأولية، في هذا الاتجاه، بما فيها حزب "كاديما" نفسه، والذي دعا أحد قادته ليفني، هذا الحزب لاحتمالات شتى قادمة، في وقتٍ أخذ فيه ايهود أولمرت، في الاستسلام لما يجري ميدانياً، والقبول بهزيمة في أتون الصراع الدائر، والرامي إلى إبعاده عن سدة الحكم.
هنالك صراع حاد داخل الخارطة السياسية الإسرائيلية، أكان داخل الأحزاب الرئيسية، مثل "الليكود" و"كاديما" و"العمل"، أم داخل إطار التحالفات الحزبية، داخل "كاديما" هنالك صراع شبه مكشوف، بين زعامات مختلفة، أبرزها زعامتا أولمرت وتسيبي ليفني، التي تحظى بشعبية كبيرة داخل الحزب، أما حزب "العمل"، فقد انفرط عقده، ولا تزال مسيرة الانفراط الداخلي مستمرة، وباتت كادرات الحزب كما قياداته، على قناعة تامة، بأن هذا الحزب التاريخي العريق، لم يعد حزباً يصنف في الصدارة، وبأن خلافاته الداخلية أفقدته القدرة على المبادرة، وخوض المعارك السياسية الحاسمة في إسرائيل. أما "الليكود" وزعيمه نتنياهو فلا يزال هذا الحزب يمثل البديل لما هو قائم. وبالتالي، فإن استطلاعات الرأي الإسرائيلية الراهنة، تعطيه 03 مقعداً في الانتخابات. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الإسرائيلية، فلا تغييرات كبيرة قادمة. هذا ما تعطيه استطلاعات الرأي، وفقاً للمعطيات الراهنة. أما حقيقة الأوضاع، فإن الفترة الفاصلة ما بين الآن، وبين موعد اندلاع الانتخابات المبكرة في تشرين الثاني القادم، فإن ثمة متغيرات قد تأتي، خاصة أن المنطقة محتقنة، بل وشديدة الاحتقان، وأن ثمة عوامل قد تدخل إلى المعادلة، متغيّر المزاج الشعبي الإسرائيلي، وقد سبق أن حدث ذلك في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية. هنالك بعض المؤشرات، التي تبدو الآن هامشية وغير جدية، حول ميل الزعيم ايهود باراك وهو زعيم حزب "العمل"، نحو حزب "كاديما"، لدرجة يمكن القول معها: إن باراك بات يرى مستقبل زعامته في "كاديما" وليس في "العمل". ولعل ما يشجع "كاديما" على القبول بذلك، هو طبيعة الصراع مع نتنياهو القوي، ولعلّ ما سيشجع أوساطاً في العمل لهذا الميل، هو الأمر ذاته، وهو الخوف من قدوم نتنياهو ثانية إلى سدة الحكم. أضف إلى ذلك، احتمالات واردة، وقادمة، فيما يتعلق بالتحرك العسكري الإسرائيلي تجاه غزة، واحتمالات تسخين الجبهة الشمالية مع "حزب اللّه"، سيكون لهذا التسخين، دوره في تسريع التقارب بين "العمل" و"كاديما"، خاصة أن باراك، كما هو معروف من القادة الإسرائيليين المهَرَة، في استخدام وتوظيف الأمن في السياسة، والتحالفات السياسية. تأسيساً على ذلك، يمكن القول، إن صورة الخارطة السياسية الإسرائيلية الراهنة، وبعد فضائح أولمرت، واستسلامه الأولي لما جرى، هي خارطة مؤقتة، وقابلة للتغييرات، وفقاً لمعطيات جديدة، ستفرزها طبيعة الصراع الإقليمي تحديداً، ونزوع بعض القادة الإسرائيليين وفي مقدمتهم باراك، لطبخ الانتخابات الإسرائيلية المبكّرة، على نيران ساخنة. وخلال تلك الفترة، ما بعد أولمرت، وحتى نتائج الانتخابات المبكّرة، ستعيش إسرائيل حالة ثبات سياسي خارجي، ولن يكون هناك طرف قادر على خوض المفاوضات، وعلى المسارين الفلسطيني والسوري على حد سواء. وسيترافق ذلك مع حالة جمود سياسي خارجي أميركي، حتى مطلع العام القادم. ولعلّ ذلك من شأنه أن يطرح تساؤلات جادّة، حول طرائق التعامل الفلسطيني مع المسار التفاوضي، وإعادة ترتيب المهام الوطنية، بما يتوافق والمصالح الفلسطينية العليا ! اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|