مفتاح
2025 . الأحد 8 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
حتى لا تكون الوحدة الوطنية الفلسطينية حاصل جمع فريقين مأزومين، فإن الحوار الوطني الفلسطيني المزمع الشروع فيه، يجب أن يتخطى "تفاصيل" اللحظة الفلسطينية الراهنة، بكل ما فيها عقد وتعقيدات فصائلية، إلى محاولة صياغة رؤية إستراتيجية مشتركة للمرحلة المقبلة في كفاح الشعب الفلسطيني في سبيل حريته واستقلاله، والتخطي هنا لا يعني القفز عن المشكلات الواقعية والتحديات المباشرة التي تواجه الشعب الفلسطيني، بل عدم التوقف عندها والاكتفاء بالبحث عن مسكنات للصداع الناجم عنها.

إذا أخذنا برواية السلطة، فإن استجابة حماس "الإيجابية والفورية" لمبادرة الرئيس عباس، تعبر عن تفاقم أزمة الحركة وخيارها المقاوم وقطاعها الجائع والمحاصر... وإذا ما استعرضنا قراءة حماس لمبادرة عباس، لوجدنا أنها تنطلق من فرضية انسداد أفق المفاوضات والتسوية، وافتراض تأزم خيار السلطة "السلمي" وفشل رهاناتها على مسار أنابوليس.

والحقيقة أن "الحقيقة" تكمن في الروايتين معا، فكلا الفريقين مأزوم مأزوم، وكلا الخيارين وصل إلى طريق مسدود، وقد آن أوان البحث عن حلول لا التوقف عن المخارج، فمشوار الشعب الفلسطيني على طريق الحرية والاستقلال ما زال طويلا، ودونه خرط القتاد، والفلسطينيون بحاجة لإعادة الاعتبار للمقاومة الرشيدة والمفاوضات الرشيدة في الوقت ذاته، ومن دون المزج بينهما، سنظل ندور في حلقة مفرغة من المفاوضات العبثية التي لا هدف لها سوى استجلاب واستمطار المساعدات لتغطية الرواتب "كل شهر بشهره"، كما أننا سنظل ندور في دوامة "مقاومة" لا هدف لها سوى استعجال التهدئة ووقف إطلاق النار ، فأية مفاوضات هذه، وأي مقاومة تلك؟

نريد حوارا يعيد الاعتبار لبرنامج العمل الوطني الفلسطيني، ويعيد بناء الإجماع الوطني الفلسطيني حول هذا البرنامج، ونريد حوارا يعرّف من دون لبس معنى المقاومة الرشيدة وأشكالها ووسائلها وأدواتها، بدون مزايدات رخيصة أو استسلامية مذلة، ونريد حوارا ينتهي إلى خلق آليات لإنتاج وإعادة إنتاج النخب القيادية الفلسطيني، فبعض الوجوه على الساحة الفلسطيني، بات ممجوجا، ويثير في النفس من مشاعر الإحباط واليأس والغضب أكثر ما يبعث فيها من مشاعر الارتياح والتفاؤل والثقة.

نريد حوارا يؤسس لنظام سياسي فلسطيني جديد، تلعب فيه منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد، دور العمود الفقري، ويعاد من خلاله تعريف وظائف السلطة الفلسطينية أو حلها إن اقتضت الضرورة، حتى لا تبقى قيادة شعب فلسطين وحقوقه ومستقبل كفاحه، رهنا بكشوف الرواتب نهاية كل عام، تماما كما حصل قبل أيام عندما تأخرت رواتب الموظفين، الحادثة التي فسرت كرسالة من إسرائيل ردا على رسالة فيّاض للاتحاد الأوروبي المطالبة بعدم رفع مستوى التعاون مع الدولة العبرية، وفي رواية أخرى للحادثة قيل أنها رسالة من فيّاض إلى عباس تذكره بأن مبادرته الحوارية الأخيرة ستكون مكلفة وثمنها قطع الرواتب، إن هي - المبادرة - انتهت إلى الإتيان بحكومة جديدة بدل حكومته، وثمنا للمصالحة مع حماس.

نريد حوارا تنخرط فيه قوى الشعب الفلسطيني الحية في الداخل والخارج، غير مقتصر على مومياءات الفصائل وانشقاقاتها الخالية من الدسم والمضمون، وبمشاركة المجتمع المدني ورجال الأعمال والمثقفين والأكاديميين، حوار يتخطى الشروط والشروط المسبقة، ويتجاوز "حكاية عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه"، فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، والأهم أن يتطلع المتحاورون إلى المستقبل، فلا الأوضاع قبل انقلاب حماس كانت جيدة، ولا هي تحسنت بعد انقلابها، والمطلوب اليوم بحث أوضاع القضية الفلسطينية برمتها، ومن مدخل "مقاومة الاحتلال أولا"، بدل المضي في صرف الجهد والطاقة في صراع إرادات مقيت، بين رفاق الخندق الواحد، على سلطة متهالكة باتت عبئا على شعبها بدل أن تكون ذخرا له.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required