مفتاح
2025 . الأحد 8 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
تناولنا في مقال سابق كيف أن الخيار الإقليمي لإحتواء القضية الفلسطينية بدأ يطل برأسه وبقوة في هذه المرحلة التي قد تعتبر من وجهة النظر الإسرائيلية الأفضل لمثل هكذا خيارات، وكيف أن هذه الخيارات هدفها تصفية القضية الفلسطينية في إطارها الإقليمي، وأن خطورة هذا الطرح تأتي في وقت ما زال فيه الإحتلال الإسرائيلي مستمرا، ومن ثم القبول بهذه الخيارات يعني الغاء توصيف إسرائيل بسلطة إحتلال، وبالتالي التسليم بكل القرارات التي إتخذتها سلطة الإحتلال من تهويد ومصادرة للأراضي الفلسطينية، ومن ناحية ثالثة حل قضايا اللاجئين والقدس والحدود والدولة الفلسطينية في سياق هذا الإطار بعيدا عن إسرائيل.

وعليه يمكن تصور توطين اللاجئيين الفلسطينيين حيث يقيمون ويعيشون، وأيضا لا حاجة للقدس كعاصمه سياسية طالما هناك عواصم عربية أخرى كثيرة. ولا حاجة لترسيم الحدود لأن الحدود مرسومة بين إسرائيل والأردن وهي الدولة المقصودة بالوطن البديل، ولا حاجة لإزالة المستوطنات طالما لا حاجة للحديث عن دولة وصلاحيات وسلطة، وطالما أن الأرض العربية أوسع وأكبر، وكذلك إلغاء لكل قرارات الشرعية الدولية التي تشكل مرجعية أساسية للقضية الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من إسقاط البعد السياسي للقضية والشعب الفلسطيني. وأخيرا أن هذا الطرح قد يكون مقدمة لما هو أبعد من ذلك، وهو إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة كلها وإعادة توزيع الأدوار بين دولها.

وعلى الرغم من خطورة هذا الطرح ورفضه في كل سياقاته السياسية والأمنية والوطنية، فإنه ما زال يشكل أحد الخيارات التي تطرح منذ وقت طويل سواء عبر أشخاص لهم صفة رسمية أو غير رسمية، أو عبر مراكز أبحاث، أو عبر مسؤولين سابقين، وكل هذا ليس مهما في حد ذاته لكن الأهم أنه قد يشكل تيارا فكريا أو مرجعية سياسية داخل الولايات المتحدة أو إسرائيل، وهذه المرة يأتي طرح خيار الوطن البديل من قبل أحد مستشاري حملة المرشح الجمهوري جون ماكين، روبرت كاغان الخبير في شؤون الجغرافيا والسياسات الدولية وهو أحد المنظرين البارزين للمحافظين الجدد.. وما يلفت الإهتمام أن هذا الخبير يحمل صفتان: سياسية، واكاديمية، وهو ما يعني إما جهل بالقضية الفلسطينية وتطورها، وهذا أمر مستبعد من خبير ومتخصص في شؤون المنطقة. فلم تعد القضية الفلسطينية بعد ستين عاما قضية مجهولة عالميا، وبالتالي الخيار الآخر وهو التجاهل المقصود والمتعمد للقضية الفلسطينية لأهداف سياسية بحتة. وأيضا إستمرار التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور إدارة النزاع وليس حل النزاع. وهو توجه خطير لأنه غير معني حتى بمناقشة المبادرات الدولية والإقليمية التي تطرح لحل القضية الفلسطينية، من منطلق أن هناك إحتلال إسرائيلي ينبغي أن ينتهي، ومن منطلق أن هناك حقوقا للشعب الفلسطيني ينبغي التعامل معها أيضا من منظور قرارات الشرعية الدولية وما تتطلبه عملية بناء سلام واقعي في المنطقة. ومن ثم هذا الطرح الجديد القديم للوطن البديل يحمل في طياته بذور عدم إستعداد وقدرة في آن واحد، على التعامل مع جذور وأسباب القضية الفلسطينية وما ترتب من نتائج وتداعيات سياسية وجغرافية وسكانية على الإحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن هذا الطرح قد يعبر عن توجه فكري محدود فقد يتحول إلى منهاج سياسي وهنا تكمن خطورته. وعليه يستوجب التصدي لهذه الرؤى والخيارات بإنتهاج كل الأساليب والأدوات على كافة الصعد الفكرية والعلمية والسياسية والإعلامية وإجهاضها قبل أن تنمو وتكبر وتصبح أمرا واقعيا، ومن خلال تجديد وتفعيل كل المرجعيات الدولية التي توفر إطارا عاما لحل القضية الفلسطينية وبمزيد من التنسيق الفلسطيني العربي ونبذ حالة الإنقسام الفلسطيني التي توفرالذرائع والمبررات لهذه الخيارات التي تصدر عن تجاهل مقصود ومتعمد بالقضية الفلسطينية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required