ليس من الوارد في الحال ولا في الاستقبال تحويل مركز صناعة القرارات في إسرائيل عمداً أو تحويله تلقائياً إلى غير المؤسسة العسكرية وتوابعها ومن يدورون في فلكها. فالعسكرة والعنف ظاهرتان لصيقتان عضوياً بصيرورة الكيانات الاستيطانية، ولاسيما تلك التي لم يقدر لها الانتصار أو الاستقرار النهائي على حساب المجتمعات الأصلية. والشاهد أن هاتين الخاصتين تخصمان من الأبعاد المدنية والنواحي الأخلاقية والإنسانية والسلمية التي تدعيها هذه الكيانات لنفسها.
كما أنهما لابد وأن تنالا من قيم الديمقراطية وما يتصل بها من ممارسات وإجراءات. فهذه القيم والممارسات تتعارض ابتداء وانتهاء مع العسكرة وما تبثه من إشعاعات وسلوكيات داخل المجتمع وخارجه. المراد أن إسرائيل غير مؤهلة هيكلياً وبالأصالة للحياة النظامية المتوازنة بين عناصر ومقومات الدول المعتادة، التي من سماتها انتشار مراكز التأثير وتخصيص الموارد وصناعة القرارات الفارقة بين المؤسسات المدنية السياسية وغير السياسية (العسكرية بالدرجة الأولى). إن تميز العسكر في هذه الدولة يبدو كضرورة وجود وفناء، وينطلق من استشعار الخطر الدائم المرتبط بعقدة (خطيئة) النشأة الاستيطانية العدوانية الأولى. أما حين تقوم الدولة الفلسطينية فسوف نكون بصدد نموذج مغاير إلى أبعد الحدود. إن دولة كهذه ربما تعني عبور الفلسطينيين وتخطيهم لعقدة الاستئصال والاندثار أو الفناء. سيكون الفلسطينيون ودولتهم محفوزين جدلاً بإرادة الحياة وتنحية العنف الذي لازمهم كرهاً وكانوا ضحاياه لأكثر من مئة عام. وأغلب الظن أن إسرائيل سوف تصر وتشدد على الطابع المدني غير العسكري أو المسلح للدولة الفلسطينية، كأحد شروطها للتسامح مع انبعاث هذه الدولة. وسيكون من شأن هذا الموقف تعميق الاتجاه الفلسطيني نحو بناء المؤسسات المدنية والتخفف من نزعة العسكرة . إذا ما حدث ذلك،، فسوف نمسي إزاء مشهدين متجاورين وشبه متناقضين. الأول، لدولة مسلحة حتى الأسنان مشدودة الأعصاب مطاردة بتاريخها وسيرتها الذاتية، إذا نظرت إلى الخلف خشيت من تبعات هذا التاريخ وعبئه. وإذا تطلعت إلى الأمام انتابتها الهواجس بشأن ما يخبئه المستقبل بعد أن صار للضحية (الفلسطينيين) كيان دولي يسعى حياً بين الناس. والثاني، لدولة منزوعة السلاح، موضوعة تحت المجهر، يراد لها أن تكون مدنية بالكامل ومقطوعة الصلة بذاكرة النكبة وتوابعها ووطأتها الثقيلة. ترى أي علاقة يمكن أن تتأتى عن هكذا جوار؟. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|